 |
-
حول تفجيرات (الانبار) الاخيرة
حول تفجيرات( الانبار) الاخيرة
لو يتذكر كل من اعان فاجرا قاتلا وستره, لو يتذكر أن ما فعله ومايفعله يسري الى الناس كافة والى مجتمعه وبالتالي حتما سيصل اليه ذلك الشر يوما حيث أنه جزء من هذا التجمع البشري كما يصف ذلك الرسول (ص) في الحديث:
" مثل القائم في حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة، فصار بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم، فقالوا: لو أنّا خرقنا في نصيبنا خرقاً، ولم نؤذ من فوقنا! فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً، وإن أخذوا على أيديهم نجوا، ونجوا جميعاً "
أن كل حركة يفعلها الانسان تتأثر بها السفينة , وكفعل السوس في الخشب ينخر الفجرة والقتلة والمفسدون نخرا في سفينة المجتمع. كان من السهل في بداية الامر الاخذ على الظالم والمجرم ولكن القوم تمادوا وربما تشفوا غباء وحمقا وجبنا وطمعا فطالهم الامر كفعل السوس في خشب السفينة. هل سيرعوي الناس بعد أن طالتهم نار الشر؟
من أوى تلك التنظيمات الظلامية وفتح لها البيوت والجوامع سيعرف الان ان الحريق سيحرق بيته ايضا ولكن بعد فوات الاوان , بعد انقضاء هذه المرحلة واستهجان افعال القاعدة والفكر العفن الذي يسندها ستأتي مرحلة اخرى هي اقل شأوا من شر سابقها ولكنها ايضا ليست بالبشرى. فما دام الوعي أتى عن طريق التجربة فأن الوصول الى تمام الحق يحتاج الى ازمنة طويلة لتجارب عديدة قد لا تصل بالناس الى بر الحقيقة والامان.
الذين يتوصلون للحقيقة عن التجربة وليس عن طريق المعرفة يخسرون الكثير, انهم قد يخسرون حياتهم قبل الوصول الى الحقيقة ويخسرون الزمن وضياعه في ترهات ومعاناة طويلة, كان بأمكانهم تخطي ضياع الوقت والعمر بالمعرفة والتروي والحكمة.
أن سنن الكون وحتميات الاقدار التي يراها المؤمن العارف ببصيرة الايمان والمعرفة تغيب عن كثير من الناس الذين حجبتهم انانيتهم عن المعرفة و حجبهم تعنتهم فتاهوا في ضيعة الازمنة واستولت عليهم نزعة الوحوش بالغلبة فصالوا في ايامهم غيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا.
الذين يقفون موقف المتفرج لمن يخترق ارض السفينة(كما في الحديث), لن يمر وقت طويل حتى يأتيهم الفيضان فيجرفهم جرفا. الذين يتشفون بموت المئات من البشر في العراق ويعينوا على تأجيج نار القتل باليد واللسان والقلب حتما سيأتيهم الفيضان يوما, فهذه سنن الخالق تعالى في الارض ,ربما يقرأها من يقرأها في الكتاب الكريم ولكنهم يمرون عل الايات مر الكرام (لا يتجاوز تراقيهم) كما يصفهم حديث اخر, او هم(كمثل الحمار يحمل اسفارا)كما تصفهم اية كريمة, شغلهم التغني بالقران عن تفسيره والتدبر في معانيه. هم يحسبون انهم يحسنون صنعا, لا بل كذبوا وانما غلفوا عنتهم وتكبرهم بالدين ليخدعوا من يخدعوا من عوام الناس.
من يعين على ما يجري في العراق سيجرفه الفيضان قريبا, سواء أكان من اهل البلد أم من الامصار الاخرى, وما حدث في محافظة الانبار مؤخرا هي البداية , هي الهزة التي ستصحي الناس على فيضان السفينة التي سكتوا عند( خرقها) وهي حتما ستصل من كان بعيدا من الذين ظنوا أنهم تحصنوا بجبال تعصمهم من الماء , ونقصد بهم اولئك الدول التي تصدر هذا الشر الى العراق, فهذه البسيطة تبدو لسفهاء العقول كبيرة واسعة ولكنها في الكون سفينة صغيرة تمشى وفقا لسنن الكون فأين تذهبون؟
-
" يا إخواني وأبنائي من أبناء الموصل والبصرة... من أبناء بغداد وكربلاء والنجف... من أبناء سامرّاء والكاظميّة... من أبناء العمارة والكوت والسليمانيّة... من أبناء العراق في كلّ مكان، إنّي اُعاهدكم بأنىّ لكم جميعاً، ومن أجلكم جميعاً، وإنّكم جميعاً هدفي في الحاضر والمستقبل... فلتتوحّد كلمتكم، ولتتلاحم صفوفكم تحت راية الإسلام، ومن أجل إنقاذ العراق من كابوس هذه الفئة المتسلّطة، وبناء عراق حرّ كريم، تغمره عدالة الإسلام، وتسوده كرامة الإنسان، ويشعر فيه المواطنون جميعاً ـ على اختلاف قوميّاتهم ومذاهبهم ـ بأنّهم إخوة، يساهمون جميعاً في قيادة بلدهم، وبناء وطنهم، وتحقيق مُثُلهم الإسلاميّة العليا، المستمدّة من رسالتنا الإسلاميّة وفجر تأريخنا العظيم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. "
النجف الأشرف
محمّد باقر الصدر
[align=center]((رحم الله من قرأ سورة الفاتحة وأهدى ثوابها لروح المرحوم الفقيد السيد أبو حيدر الحسيني))[/align]
[align=center]
[/align]
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |