ماذا يريد قائد الحرس الايراني من العراق وشيعته ؟ - اسعد راشد
(صوت العراق) - 03-03-2007
ارسل هذا الموضوع لصديق
ماذا يريد قائد الحرس الايراني من العراق وشيعته ؟
قد لا يختلف شيعة العراق وشيعة ايران على امر واحد وهو تمحورهم حول مذهب اهل البيت (ع) وتمسكهم بالائمة الاثنى عشر كخلفاء لرسول الله (ص) وقد لا يختلف مراجع الشيعة في كلا البلدين على ان مرجعية الشيعية الدينية تشكل صمام امام للتشيع وللشيعة وانها وانهم يمثلون الرافد الفقيهي والشرعي لعموم الشيعة في كل مكان ولكن قد يختلف شيعة العراق عن نظائرهم في ايران حول امر اساسي وهو ان العراق هو "العراق" وان ايران هي "ايران" و ان لا حق لاي طرف ان يفرض نوع النظام السياسي لاي بلد من البلدين على الاخر وان هذا الامر يعود الى الشعب والى الدستور الذي اختاره لنفسه والواضح ان الشعب الايراني اختار لنفسه في اوج انتصار الثورة الاسلامية في عهد الامام الخميني رحمه الله النظام الاسلامي وحكومة قائمة على مبدأ ولاية الفقيه الذي لو خير الايرانيون اليوم في استفتاء شعبي بين نظام ولاية الفقيه المطبق حاليا وبين نظام ولاية الفقيه المعدل الذي يدعوا اليه بعض من الرموز الدينية الايرانية الاصلاحية كالسيد الخاتمي والشيخ رفسنجاني وحتى الشيخ المنتظري لاختاروا النظام غير الذي يروج له الرئيس الحالي احمدي نجاد الذي خسر تياره في انتخابات مجلس الخبراء الاخيرة من تحقيق الاغلبية كما خسر مفاعد عديدة في المجالس البلدية لصالح التيارات الاصلاحية والمعتدلة الاخرى .
اما الشعب العراقي فقد قال كلمته واختار الدستور الذي صوت عليه باغلبية ساحقة وهو دستور ينص على ان يكون النظام السياسي نظام ديمقراطي فيدرالي اتحادي يختلف عن ذلك القائم في ايران وهذا لا يعني ان الشعب العراقي لا يحترم خيار الاخرين بل يحترم ذلك وهو مؤمن بالله وبرسوله وبرسالة الاسلام الا انه يرفض رفضا قاطعا ان يحدد له الاخرون نوع الحكومة او يفرض عليه النظام السياسي الذي لم يصوت عليه .
تصريح قائد الحرس الثوري الايراني حول ان العراق يشهد "قيام حكومة اسلامية على رغم محاولات الادراة الامريكية لمجيء حكومة غير دينية"! فهو تصريح خطير لم يشأ قادة العراق الشيعة ولا مراجعهم العظام ان يعلنوا عنه او يدعوا احد منهم اليه .
هذا التصريح لا يخدم شيعة العراق ولا يخدم العملية السياسية القائمة فهو يحمل مخاطر جمة لشيعة العراق قد يكلفهم مستقبلهم السياسي ويزجهم في صراعات اقليمية ودولية تأخذ من ارواح الملايين من ابنائهم .
العراقيون وخاصة شيعتهم شبعوا من تلك الشعارات والمزايدات ‘ تلك التصريحات لاتخدمهم بقدر ما انها تعطي المتربصين بهم من الطائفيين والارهابيين والاعراب مبررات ليس فقط تهميشهم واقصائهم من العملية السياسية وانما تصفيتهم وذبحهم وتخريب الوضع المتأم في العراق .
نحن نأمل من المسئولين في ايران الشقيقة ان لا يصبوا الزيت اكثر على النار وان لا يعطوا لاعدائهم ورقة اثبات على تدخلهم في الشأن الايراني ومستمسكا يدين مواقفهم ويثبت ما يقوله الطائفيون ودعاة العنصرية بحقهم حيث ان تصريح رحيم الصفوي اعتبره المراقبون وكذلك عدد كبير من المسئولين في العراق وقادتهم الدينيون بانه عين "الحماقة" وبعيد عن العقلانية واللغة الديبلوماسية فهو يسبب احراجا كبيرا للوفد الايراني الذي سوف يشارك في المؤتمر الذي دعت الحكومة العراقية الى عقده في بغداد في العاشر من الشهر الجاري والذي ستجمعهم طاولة واحدة مع نظيره الامريكي ووفود اخرى من دول العالم والمنطقة وهذا يعني ان على الايرانيين ان يثبتوا حسن نواياهم ويعلنوا عن صدق توجهم لدعم الحكومة الشرعية القائمة لا ان يساهموا بتصريحاتهم في اثارة المخاوف لدي القوى الرئيسية اللاعبة في العراق سواء الامريكيون منها او الاعراب الذين مازالوا يرسلون لنا مفخخاتهم لذبحنا .
العراقيون اليوم احوج ما يريدونه هو الامن والاستقرار ووقف نزيف الدم في جسد العراق والذي يساهم في تعميقه دول الجوار فهم ليسوا بحاجة لا الى حكومة دينية ولا الى حكومة اسلامية ‘ حكومة العراق الحالية هي حكومة منتخبة يقودها رجال مسلمون فيهم من هو من الاتجاه الديني او العلماني والقومي الا انهم كلهم يؤمنون بالاسلام دينا وبمحمد نبيا والقران كتابا .
اسعد راشد