 |
-
| الاشكاليه المزمنه بين الدين والسياسه | بـــــــــــقلم فـائــق حمزة الـربـيـعـي
[align=center]الاشكاليه المزمنه بين الدين والسياسه
(الحلقة الأولى والثانية )[/align]
24.02.2007 - 10:44 pm
بقلم فـائــق حمزة الـربـيـعـي

[align=justify]في البدايه :
لابد من اعلان الحياديه في طرح الآراء التي تؤيد تدخّل الدين وهيمنته على الحياة السياسيه في بلداننا العربيه والاسلامية , او بين تلك التي تـُبعد الدين ولا تقبل تدخله بأي شكل من الاشكال في الحياة السياسية , أذن نحن امام فريقيين لكل منهما وجهة نظره الخاصه التي لها اسبابها وادلتها المنطقية التي يعتقد كل فريق بصوابها. وحتي نأخذ الفرصه كاملة لابد من معرفه اوليه عن نبذه وجيزة ومختصره في الفضاء والدائره التي يتحرك ويختص بها الدين في الحياة البشريه.
وحتى نستطيع فهم ذلك الفضاء وهذا الاختصاص ينبغي ان نبين ان فهم الدين يعني فهم الظاهرة التأريخية , فالدين من خلال البرهة التاريخية التي تواجد وانتشر بها بواسطة النبي الاكرم فأنه جاء الى الناس كافه, وهذه اللحظة والبرهة الخاصه نطلق عليها اسم الظاهره التأريخيه وهي نزول القرآن , وظهور النبي ) ص( , والكتاب المـُنزل, وهذا ايضا يعني ان الدين الاسلامي بكليته ظاهرة تاريخيه نفهمها من خلال ما نمتلك من معلومات في السياق التأريخي, وعلى هذا الاساس انطلق الرعيل الاول من المجتمع المسلم في فهم هذه الظاهره من خلال ادواته وتصوراته في ذلك العصر, فكانت تلك التفسيرات لهذه الظواهر في ذهن المجتمع من المسلمات , أما ماهو الكم من الترسبات عن الديانات السابقه التي اثرت في تشيكل هذه التصورات والمسلمات , فتلك مسأله تحتاج الى بحث ونحن الان لسنا في صدد التعرض اليها في هذا المقال , ومانريد ان نخلص اليه ان المجتمع الذي تلقى الظواهر التاريخيه, القرآن ,النبي والوحى كان ينطوي على تصورّات سابقه للدين ,والا لما تيسر له فهم تلك الظواهر التأريخيه الجديدة عليه, لذلك استمرالتطورفي فهم هذه الظواهر من خلال الأدوات والتصورات المختلفه بأختلاف الاجيال المتنميه اليها, الامر الذي جعل لكل جيل منها جديته واجتهاده في تصوراته وتفسيراته من خلال الكم الهائل لتلك التراكمات التي شكلت ولاتزال تـُشكل المفتاح في حل وفهم هذه الظواهر التأريخيه الكبيره.
من هذه المقدمه البسيطة نريد القول : بان الفكر الإسلامي بأعتباره فكرا انسانيأ يتبدل ويتعدل على ضوء ما اشرنا, في فهم الظاهره التأريخيه لذلك نرى ان الفكر الاسلامي مـرَ في عدةحلقات متواصله وفي اتجاهات مختلفه , ابتدا ً من الرعيل الاول وكيفية فهم هذا الرعيل لتلك الظواهر التاريخيه ومروراَ بكثير من الحركات مثل الاشاعره والمعتزله الخ... الذين ابدعوا نظريات فكريه وطرحوا أسئله وأجوبه انبثق من خلالها تفسيرهم الخاص للاسلام , ولهذا كله و على سبيل المثال اوجد المعتزلة الثقافه الخاصه بهم في الحياة الدينيه,نتيجة لفهم المعتزله للظواهر التأريخيه من خلال مقولاتهم ومفاهيمهم الخاصه.
والتي تختلف او تتفق بشكل وبأخر عن الاتجاه الذي تلاهاالا وهوالاتجاه الفلسفي في فهم وطرح المفاهيم الاسلاميه من خلال ما تكـّون من منظومة فكريه خاصه لهذا الاتجاه في فهم وتفسير هذه الظواهر التأريخيه, والفلاسفه ايضا ابدعوا في الاضافات الفكريه العميقه التي استمدوها من تصوراتهم الفلسفيه عن الوجود والخالق والوحي والقرآن. ومن هذا التدرج السريع والبسيط في فهم الظواهر التأريخيه نصل الى نيجه و صياغة السؤال التالي , في الوقت الذي شهد عصرنا مجموع من التحولات الجديده والكبيره ونحن المسلمون جزء من هذه المنظومه البشريه كيف ستكون مساهمتنا وفهمنا لهذه الظواهر التاريخيه. وما تأثير ذلك في فك الاشتباك الذي حصل ولايزال يحصل ان صح التعبير بين السياسي والديني في فهم الدين و امكانية تدخله في كل الشؤون الحياتيه ؟ .
(2)
فض الاشتباك والتحولات الكبرى ...
تـُمثـل التحولات الكبرى في الحياة بكافة محاورها العلمية والاقتصادية والسياسية التي عاشها ويعيشها العالم المعاصر والحديث نقطة تحول لميل الانسان الى الجدّيه في التعامل في نظرته لتجديد كل ما يمت بصلة في منظومته الثقافية وفكره السياسي وعاداته وتقاليده الموروثة والسائدة. وبطبيعة الحال هذا لايعني باي شكل من الاشكال نفي الماضي والتراث بحيث ان لا تكون هناك قطيعة بينهما وانما الاستفادة والتوظيف من دون ان يتحول هذا الماضي الي قيدٍ يعيـق حركة الانسان-المجتمع من تحولاته الجديدة .
النظرة الخاطئة.
لذلك كانت هناك نظرة خاطئة لتصور ٍ مهيمن ٍ قبل هذه التحولات الكبرى مفاده ان اطر الحياة على كافة الصعد الاجتماعية والسياسية لاسبيل في تغيرها ؟ لانها تـُعتبر في تصوراتهم مقدرة لهم من خلال نظام الخلق والتكوين, وليس امامهم الا الخضوع والاذعان لها ولا امكانية لنقدها وتصحيحها بحيث اصبحت هذه النظم ذات طابع قدري في الفكر الاجتماعي والسياسي.
وبعد انهيار هذه المنظومه تبّـين ان النظام الاجتماعي السياسي ليس جزءا ً من النظام المحتوم و قدرا ً منزّلا من نظام الخلق والتكوين , لذلك تجاوز اصحاب الفكر التنويري الكنيسة وتعيّـناتها المفروضة في اطر الحياة الاجتماعية والسياسية في اوربا , بالوقت الذي كان هذا الفكر السياسي يـُـفرض من قبل ارباب الكنيسة الذين كانوا يحيطون اطرهم الاجتماعية والسياسية بهالة من التقديسي والتفخيم , على انها من ضمن نظام الخلق والتكوين, ولكن نتيجة للنمو السريع في مجال العلم والتكنلوجيا تزعزع هذا التفخيم وهذا التقديس و انهارت تلك النظم والاطر الفكرية السياسية التقليدية التي كانت سائدة في المجتمعات الغربية, مما فتح الافاق الواسعة في كل الاتجاهات للفكر الجديد.
موجه قوية وعنيفة .
تعرض العالم اجمع نتيجة لتلك التحولات الى موجة قوية وعنيفة من التغيرات التي كان مداها اهتزاز قواعد التفكير التقليدي والثقافي الموروث , مما خلفه هاجسا ً لدى بعض المعنيين ولاسيما الذين يهتمون بالفكر والشان الاسلامي, وهذا الهاجس يتمثل بصيغة السؤال الاتي, ماهي الكيفيه التي سوف يتعامل بها اصحاب هذا الشأن في تقديم الدين للناس في ظل هذا الفضاء الفكري المفتوح الذي اثر على كل المجتمعات وفي كل الاتجاهات وفي قلب و صميم الاطر الحياتيه المتمثلة بالوضع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي.
تياران في الساحة للتصدي ..
وعندئذ لما انبرى للتصدي لهذه التحولات وتأثيرتها تياران احدهما التيار الاول الذي اعتبر هذه التحولات بدعه ولابد من مواجهتها بتهمة الانحراف عن التفكير السليم وان هذه التحولات بلاء عظيم قد اصاب جسم الامة في صميم دينها ومعتقداتها مما يستوجب التصدي لها ومقاومتها , ولان هذا التيار وبكل صراحة لايريد ان يعترف بأن المقولات والمفاهيم الفلسفية الارسطية غير صالح ولانهم يتعتقدون بأنه لايمكن الحديث عن موضوع الدين خارج المقولات الارسطيه وفي ظنهم بأن فلاسفة وروّاد النقد المعرفي الحديث امثال كانت وهيوم واخرين هم لايمثلون الا فكرا سقيما وبطلا ننا مبينا .
أما التيار الثاني من المفكرين الذين وجدوا في هذه التحولات تعبيرا ً عن واقع ظهر في منهج التفكير الانساني ولابد من التعامل معه بجد ّية ومعالجة انعكاسته لاسيما ان هذه الفلسفه تتعرض بالنقد المعرفي للفلسفة الاولى , لذا يرى هذا التيار بعدم حصر مهمة موضوع الدين والحديث عنه في اطار الفلسفة الاولى, وافضل من عبر عن هذا التيار وبوضوح وقوه المرجع السيد محمد باقر الصدر) رض(الذي جعل من موضوع الدين الامكانية والمكانة التي يستحقها في عالم المعرفة في عالمنا المعاصر ولو اتيحت الفرصة لهذا العالم الفذ ان يمتد به العمر, لكان اليوم لنا قولا اخر في عالم المعرفة والفكر النير الذين نستطيع به ان نزيل كل هذا التخبط والارباك الحاصل . لكن اليد الاثيمه واللئيمة عاجلته المنية بحكم الاعدام الجائر في 1980
حالة تعارض وعدم انسجام
اذن هناك حالة تعارض وعدم انسجام بين طرفين او تيارين لهما رؤى مختلف ومتباينه , اي هناك تباين واختلاف بين معطيات الفكر العلمي والفلسفي من جهه ومعطيات و اجتهادات الفكر الديني من الجهة الاخرى , واذا مااقتربنا قليلا من الفكر السياسي الجديد لابد من تحديد مفهومين اساسيين هما العلمانية والعلمنه.
" العلمانية نظريه او حركة نشأت وتطورت في السياق التأريخي بين الكنيسة والدولة القومية في اوربا لفصل الدين عن الدوله وحياة المجتمع من جهة , وبين مفاهيم الكنيسة والمفاهيم العلمية عن الكون والحياة والمجتمع من الجهة الاخرى . اما العلمنة , فهي التطبيق العملي لتلك النظريه في الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والميل للتصرف بمعزل واستقلال عن الدين والديني كما يقول الباحث الانكليزي شادويك Chadwick "
فصل الدين عن الدولة
أول تحرك في اتجاه فصل الدين عن الدولة قام به محمد علي في مصر , عندما عزل الازهر رسميا ً وبالتدريج عن مجالات الحياة والمجتمع وقد حاصر الازهر بشبكة من المدارس العلمانية الحديثة وترك الازهر يواجه مصيره, إن تطور نجا , وإن بقى على جموده هلك . لذا نستطيع القول بأن وجود النظام السياسي ضرورة حضارية , لان الحياة في المجتمع الانساني لاتستقيم بدون وجود سلطة حاكمة, واطار قانوني يوضح العلاقة بين القوتين الحاكمة والمحكومة , وهو الدستور. وكما هو معلوم بأن هذا الدستور صادر عن العقل البشري وليس عن التشريع الاسلامي فهل يصح لنا التسائل , الى اين نتجه اذن في تحقيق النـُظم السياسية والاجتماعة وهل هناك منهجاً محدد نتبعه,بل دعنا نصيغ السؤال بشكل اكثر دقه اي منهجاً نتبع, دولة الفتوى ام دولة القانون ؟ وهل هناك امكانية للتلاقي بينهما لوضع حد ٍ لهذا الارباك؟ ام ان هناك اكثر من راي في هذا الجانب ...........؟
نتواصل معكم في حلقة قادمه انشاء الله [/align]
فـائـق الـربـيـعـي
2007-02-21
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |