لافتة ....ذنب الفرائس

ذنب الفرائس

بقلم:أحمد مطر

يابَني العُرب .. قِفوا.

أَنَا أعني كرِّروا أَنفُسَكُمْ

ظَلّوا كما أنتُمْ

فلا قُلتُ لَكُم (سيروا)

ولا قُلتُ (ازحَفوا).

امنحوني وَقْفَةً خاطِفَةً

من وقفةٍ راسِخَةٍ

شبِتُمْ عَلَيْها

وبَِكمْ شابَ عليها المَوقِفُ.

لَمْ يَعُدْ عِندي سِوي قَولٍ يَسيرٍ

عَلَّهُ آخرُ ما أقتَرِفُ:

كَلُّ مَن أهْدَوا لكم أنفُسَهُمْ

قد قرّروا إهداءَكُمْ مَن خَلّفوا.

إن مضي عنكُم عليُّ بنُ جَناحٍ..

فَجَناحُ بنُ عليٍّ خَلَفُ.

فاشكُروا اللَه علي آلائهِ .. يا قُفَفُ!

واقطفِوا واغترِفوا

وَكُلوا مِن شَجَرِ الحَنظَلِ .. شَهْداً

واشربوا

مِن حَوض ماءِ النّارِ بَرْداً

وعلي ذاكَ فَصلُّوا .. ولِهذا فاهتِفوا.

وَدَعوني أنَا والأحرارَ مِثلي

نأكُلُ الجُوعَ

وَمِن حَرِّ الصَّدي نرتشِفُ.

حَكَمتْ أقدارُنا

أَنّا بِهذا العُرفِ لا نَعتَرِفُ.

هُمْ سَواءٌ، عنِدَنا، في الدّاءِ

مَهْما في الرِّداءِ اختَلَفوا ..

خُوذَةٌ أم قُلبُقٌ

طاقِيةٌ أم غُترَةٌ

دشداشَةٌ أم مِعطَفُ

كُلُّها أغلفَةٌ

لكنّنا مِن خَلفها نلمَحُ ما قَد غَلَّفوا.

ربَّما تَرقُدُ في ظاهِرِها الطِّيبَةُ

لكنّا نَري في جَوْفِها

كَيفَ يَموجُ الصَّلَفُ!

رُبّما تَحمِلُ عُنوانَ ملاكٍ مُنقِذٍ

لكنّما المضمونُ دوماً

مُجرِمٌ مُحترِفُ!

**

هكذا أقدارُنا

لكنّنا لا نشتكي منها ولا نستنكِفُ.

نَحنُ قَومٌ

شَظَفُ العَيشِ لَدَيهِمْ تَرَفُ!

نعمةٌ أن نأكُلَ الجُوعَ ونَبقي بَشَراً

حِينَ يَصيرُ الناسُ أنعاماً

لَدَيْها عَلَفُ!

نَحنُ لا يؤسِفنا شَيءٌ

سِوي أَنّا علي الأنعامِ يَوماً

قد عَرانا الأسَفُ.

وَسِوي أنّا أضَعْنا عُمرَنا

في هزّ جِذعٍ

لَيسَ في أعلاهُ إلاّ

سَعَفٌ مُرتَجِفٌ أو حَشَفُ.

وَسِوي أنّا نَفَخنا نارَنا

في وَجْهِ ِذِِئْبٍٍ

لمْ يُقارِفْ أيَّ ذَنْبٍ

غَيرَ أنْ حَرَّك فَكّيْه ..

فألقَتْ نَفسَها بينَ يَديهِ الجِيَفُ!

أحمد مطر