 |
-
خليلزاد: نعم تفاوضت مع جماعات مسلحة.. لكنها لم تنجح
خليلزاد: نعم تفاوضت مع جماعات مسلحة.. لكنها لم تنجح* «نيويورك تايمز»
اجرى السفير الأميركي للعراق زلماي خليلزاد محادثات السنة الماضية مع رجال يعتقد أنهم يمثلون مجموعات متمردة بارزة سعيا لجلب العرب السنة إلى العمل السياسي. وقال خليلزاد في مقابلة جرت معه يوم الجمعة الماضي «كانت هناك محادثات مع ممثلين عن مجموعات مختلفة بعد الانتخابات البرلمانية وخلال إعداد الحكومة قبل وقوع حادث سامراء، ثم ما بعده أيضا».
ولعل تلك اللقاءات هي الأولى من نوعها بين مسؤولين أميركيين كبار وممثلين عن مجموعات مسلحة. وسافر خليلزاد آنذاك إلى الأردن لإجراء بعض هذه المحادثات وشملت ممثلين عن «الجيش الإسلامي» و«كتائب ثورة العشرين» وحركتين قوميتين. وتجنب خليلزاد إعطاء تفاصيل عن تلك اللقاءات، لكن مسؤولين آخرين قالوا إنها تعثرت في الأخير بعد تفجير الصحن العسكري في سامراء، حيث فجرت الحادث سلسلة من العنف الطائفي في العراق.
وكانت رغبة خليلزاد في الاتصال بمجموعات متمردة على تعارض مع الموقف العلني لإدارة الرئيس جورج بوش التي ظلت تصر على أنها لن تتفاوض مع المسلحين. وليس واضحا ما إذا كان السفير الأميركي قد أخذ موافقة من واشنطن قبل شروعه في المحادثات، لكن بشكل عام كانت لخليلزاد صلاحيات لاتخاذ قرارات دبلوماسية سعيا لإيقاف العنف المتصاعد في العراق.
وضمن الروح البراغماتية التي التزم بها خليلزاد قال في المقابلة إن على الحكومتين الأميركية والعراقية أن تقرر ما إذا كانت ستمنح عفوا للمسلحين، وأضاف: «لكن النقطة الأساسية هي إنهاء الحرب وأفضل ما يمكن تقديمه لجنودنا الذين ضحوا بحياتهم هنا هو أن القضية التي قاتلوا من أجلها يتم تقبلها من الأعداء السابقين، من قبل أولئك الذين حاربوهم».
وادت مساعي خليلزاد الذي يغادر العراق هذا الاسبوع ليصبح ممثل اميركا لدى الامم المتحدة الى توتر في علاقات الأميركيين مع الزعماء الشيعة في العراق، واعتبره الكثير منهم منحازا إلى السنة بسبب أصله السني، كذلك فإن جهوده فشلت في إنهاء التمرد. وأقر خليلزاد بذلك وقال «أعتقد أن ذلك لم يجر كما كان مرغوبا به، وأظن أن تكثف العنف الطائفي بعد حادث سامراء قد لعب دورا في ذلك».
وقال مسؤول أميركي إنه من الصعب تحديد ما إذا كان الأشخاص الذين اتصلوا بخليلزاد حقا ممثلين لتنظيمات مسلحة، وأضاف هذا المسؤول: «لم نتمكن أبدا من إيجاد الأشخاص الذين يتمكنون حقا من تقليص العنف. فالأطراف المتمردة نفسها لا تمتلك قيادة واحدة، حتى ضمن المدن والمحافظات المختلفة، فالتمرد متجزئ جدا».
أما السياسي العراقي أحمد الجلبي الذي كان صديقا لخليلزاد فقال إن فشل المحادثات يعود جزئيا إلى أن ممثلي التمرد طرحوا مطالب مستحيلة التحقق، فهم طالبوا بإيقاف الدستور، وحل البرلمان وإعادة الجيش العراقي وإرجاع المؤسسة الحاكمة السابقة. وقال خليلزاد إن الجنرال جورج كيسي قائد القوات الأميركية في العراق آنذاك شارك في المحادثات لفترة لكنه لم يعط أية تفاصيل حول ذلك، وقال مسؤولون آخرون إنهم لا يعرفون أي شيء عن مشاركة الجنرال كيسي في محادثات من هذا النوع.
وعندما وصل الأمر الى القضايا السياسية شارك خليلزاد بحرارة في اعداد صفقة وراء الكواليس، وهو موقف يختلف عن سلفه جون نغروبونتي. واقنع الزعماء العرب السنة بالمشاركة في الانتخابات من أجل اقامة حكومة دائمة حتى بعد أن دفع الأمور باتجاه دستور لم يوافق عليه السنة وعزز التوترات الطائفية.
وقال اياد السامرائي العضو العربي السني البارز في البرلمان عن جبهة التوافق «أعتقد انه عمل بصورة جيدة، آخذا الظروف بالحسبان. فقد بذل ما في وسعه من اجل التوسط بين الزعماء السياسيين المختلفين». وأثارت محاولات خليلزاد في التودد الى العرب السنة غضب الكثير من السياسيين في الكتلة الشيعية بمن فيهم رئيس الوزراء نوري المالكي. ويرى الزعماء الشيعة على نحو متزايد ان الأميركيين يحاولون تقييد سلطة الأغلبية الشيعية، وذلك يمكن أن يدفعهم بصورة اكبر الى ايران التي يحكمها الفرس الشيعة.
وبعد تفجيرات سامراء في فبراير(شباط) 2006 بدأ خليلزاد يقول إن اعمال القتل التي تنسب، بصورة كبيرة، الى الميليشيات الشيعية اكثر زعزعة للاستقرار من عنف المتمردين السنة. واذ كان يشعر بعدم الارتياح من الموقف الشيعي المتشدد لابراهيم الجعفري، الذي كان رئيس وزراء في حينه، ساعد خليلزاد على ابعاد الجعفري، لكي يرى ان من حل محله هو مساعده في حزب الدعوة، المالكي، الذي يحتفظ بعلاقة وطيدة مع عالم الدين الشيعي المتطرف مقتدى الصدر، وبدأ بعض الزعماء الشيعة يسمون خليلزاد بالكنية السنية «أبوعمر». وقال حسن السنيد، عضو البرلمان الشيعي ومستشار المالكي «انه لم يسلم سلطة حقيقية الى العراقيين، ولم يكن متعاونا على نحو كاف مع الحكومة العراقية في أي مجال».
وكل ذلك أدى بنقاد خليلزاد الى القول إنه لم يساعد على ايجاد حلول دائمية للمعضلات الطائفية لهذا البلد. وقال السنيد ان «سياسة خليلزاد تعتمد على المساومة، فهو مثل شيخ عربي يريد ان يجعل المجموعات المختلفة تجلس وتقوم بمساومة وتسوية، وهذا عادة يعني ارجاء القرارات الصعبة الى المستقبل».
ومن المقرر ان يحل السفير ريان كروكر، المستعرب الموجود سفيرا في باكستان، محل خليلزاد، البالغ 56 عاما، وهو من المحافظين الجدد، وعمل كسفير في أفغانستان حتى وصوله إلى هنا في يونيو(حزيران) 2005.
والارث الأكثر تعقيدا لخليلزاد هو الدستور الذي أقر في استفتاء وطني في أكتوبر 2005، وهو ما مهد لانتخابات ديسمبر 2005 لتشكيل حكومة دائمة. وقال الجلبي «انه كان فاعلا في قضية الدستور، فقد ساعد الأطراف على التفاوض والتوصل الى تسويات نهائية بشأن الدستور، وكان ذلك اسهامه الأكبر». ويقول مسؤولون غربيون دققوا في الدستور ان لدى العرب السنة حقا في الشعور بالقلق، وان لغة الدستور تميل بالسلطة الى حد كبير لصالح المناطق.
واكد خليلزاد في مؤتمر صحافي امس حصول محادثات مع جماعات سنية، رافضا تسمية تلك الجماعات، لكنه شدد على ان المفاوضات هي مع المجموعات القابلة للمصالحة وغير المرتبطة بالقاعدة. وقال خليلزاد «هنالك الكثير الذي يجب اتمامه وهو معقد يتعلق بدولة وامة، العراق ليس جزيرة، هنالك دول جوار، وشبكات ارهابية ركزت عملها فيه». واشار الى ان ايران «يمكنها ان تلعب دورا ايجابيا وسلبيا في العراق ونحن نريده دورا ايجابيا، وان السجل كان مختلطا حتى الان وهنالك اشارات ايجابية على الصعيد المحلي في العراق، وهنالك ضغط على الشبكات التي تأتي بالسلاح من ايران، لكن دعمنا المشاركة الايرانية والاشتراك بواسطة مبادرات عراقية، إذ ان هنالك خليطا من الضغط والاشتراك وسيتبدل حسب الظروف».
* «نيويورك تايمز»
[align=center]
 [/align]
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |