وزراء الخارجية يطلبون من قمة الرياض تعديل الدستور العراقي
انقسام بين القوي العراقية حول الدعم المطلوب من العرب بغداد تدعو طهران اطلاق البحارة بعد مهاتفة بلير المالكي


الرياض ــ الزمان
بغداد ـ كريم زاير
تبني وزراء الخارجية العرب في الرياض امس رفع قرار الي قمة الرياض ينص علي الدعوة الي تعديل الدستور العراقي ومراجعة قانون اجتثاث البعث لتعزيز العملية السياسية. حيث تواجه القمة العربية اصعب الملفات يوم غد من بينها الملفان الفلسطيني والعراقي. في وقت بدا الانشقاق واضحا بين القوي العراقية والبرلمانية حول المطالب التي يريدونها من الزعماء العرب في قمتهم الجديدة. وقال النائب رضا جواد تقي عضو الائتلاف العراقي الموحد "ان أمام القمة العربية فرصة مهمة لدعم العراق سياسيا من خلال اسناد العملية السياسية وزيادة التمثيل الدبلوماسي". وأضاف: "العراقيون لا يقبلون الانفصال عن محيطهم العربي والاسلامي حتي لو أرادوا هم ذلك، لذلك فاننا بحاجة إلي الدعم العربي في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية".

تصحيح الاخطاء
وحث النائب حسين الفلوجي عضو جبهة التوافق العراقية القادة العرب بالبحث عن سبل "لانقاذ العراق من محنته". وقال: "الدول العربية ملزمة بممارسة الضغوط علي قوات الاحتلال لتصحيح الأخطاء وجدولة الانسحاب من العراق". وأضاف الفلوجي: "لا ينبغي للدول العربية ترك العراق يموج بصراعات لا تنتهي خصوصا وأن بعضها متورط بما يجري من أحداث في البلاد". ودعا النائب محمد تميم عضو جبهة الحوار الوطني بزعامة صالح المطلك الملوك والقادة العرب الي "النظر بجدية لما يجري في العراق والضغط علي أمريكا لتصحيح أخطائها والعمل علي اخراج البلاد من المأزق الذي تعيشه". وقال "نريد تدخلا عربيا ايجابيا من خلال تعزيز الوجود الدبلوماسي وفتح السفارات في بغداد ودعم العملية السياسية والمصالحة الوطنية". ودعا النائب صالح العكيلي عضو الكتلة الصدرية في البرلمان القادة العرب الي "عدم الضغط علي الحكومة العراقية بل دعم مساراتها في مجال المصالحة الوطنية والعمل علي اخراج المحتل الذي يتحمل كل الأوضاع المأساوية التي تعيشها البلاد".

اتصالات امريكية مع المسلحين
وطالب النائب ظافر العاني عضو جبهة التوافق العراقية القمة العربية أن: "توجه رسالة واضحة لانهاء التدخل الأجنبي في الشأن العراقي والذي يناصر جهة من دون اخري وخصوصا التدخل الايراني الذي أذكي العنف الطائفي". من جانب آخر اكد السفير الامريكي المنتهية فترته في العراق زلماي خليلزاد امس انه التقي ممثلين عن مجموعات مسلحة لاقناعها بالانضمام الي العملية السياسية ونقلت نيويورك تايمز في موقعها علي الانترنيت عن خليلزاد قوله "نسمع ان الحكومة العراقية واشخاصاً من السفارة الامريكية ومسؤولين عسكريين التقوا بهم مرات عدة. اجرينا محادثات مع مجموعات عديدة. فهي جزء من المصالحة الوطنية والمحادثات مستمرة حول كيفية فصل مزيد من المجموعات عن القاعدة. واضاف "لقد تحدثنا الي مجموعات لم تشارك في العملية السياسية ولديها علاقات مع الجماعات المسلحة التي يمكن التصالح معها (...) لا يمكن التصالح مع الارهابيين. من واجباتنا اجراء مصالحة". واكد ان القاعدة تحاول ترهيب هذه المجموعات لمنعها من التعاون مع الحكومة العراقية وقوات التحالف. هناك صراع حقيقي في الطرف السني حاليا فالقاعدة اعلنت الحرب علي هذه المجموعات". ونقلت الصحيفة عن خليلزاد قوله "حصلت محادثات مع ممثلين عن مجموعات مختلفة اثر الانتخابات وخلال تشكيل الحكومة وقبل احداث سامراء، كما حصلت محادثات اخري في وقت لاحق". من جانبه طلب وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري من ايران اطلاق 15 من جنود البحرية البريطانية كان الحرس الثوري الايراني قد احتجزهم منذ الجمعة الماضي. وخرجت بغداد عن موقف الصمت الذي التزمته خلال الايام الثلاثة الماضية بعد مكالمة هاتفية اجراها رئيس الوزراء البريطاني توني بلير مع نوري المالكي رئيس الحكومة حول الموضوع فيما اجري السفير البريطاني في بغداد دومنيك اسكويت مباحثات مساء الاحد في بغداد مع عبدالعزيز الحكيم رئيس المجلس الاعلي للثورة الاسلامية في العراق حول الموضوع نفسه.

المالكي وفالون حول الخطة
واكد المالكي خلال لقاء مع قائد القيادة الوسطي للجيش الامريكي الادميرال وليم فالون ان ما أطلق عليه خطة فرض القانون في بغداد بدأت تؤتي ثمارها مشيرا في هذا الصدد الي ارتقاء الاجهزة العسكرية والامنية الي مستوي التحلي بالروح الوطنية والتعامل علي اساس الوطن. ودعا السناتور الجمهوري الامريكي تشاك هاجل الرئيس جورج بوش للتوقف عن ما سماه الاستهانة بالمعارضة داخل الكونغرس للحرب في العراق. وقال ان الوقت قد حان كي يضع المشرعون الامريكيون حدودا لما وصفه التورط الامريكي. وانتقد هاجل الذي يخطط لخوض انتخابات الرئاسة الامريكية العام القادم تهديد الرئيس بوش باستخدام حق النقض ضد تشريع الانفاق الطارئ من الكونغرس للحرب في العراق اذا ما شمل جدولا زمنيا لانسحاب القوات الامريكية من العراق. وقال هاجل في برنامج تلفزيوني ان قرار بوش بارسال 21500 جندي الي العراق لا يعد حلا للمشكلة .
واضاف اننا نقوض مصالحنا في الشرق الاوسط ونقوض جيشنا ونقوض ثقة الناس حول العالم فيما نفعله.
وكان مجلس النواب الامريكي قد صوت يوم الجمعة الماضي لفرض موعد نهائي لسحب القوات الامريكية من العراق في الاول من سبتمبر عام 2008 كجزء من تشريع يقدم اكثر من 124 مليار دولار من الانفاق الطارئ غالبيته لحرب العراق وافغانستان.