من مخبئه.. مقتدى الصدر "يتزعم النضال" ضد الاحتلال
بغداد - من مخبئه الذي لا يُعرف إن كان داخل أو خارج العراق، نجح الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر في الذكرى الرابعة لاحتلال بغداد أن يظهر بمظهر الزعيم الشعبي الذي يناضل من أجل انسحاب القوات المحتلة لبلاده، حيث احتشد مئات الآلاف من أنصاره اليوم الإثنين 9-4-2007 استجابة لندائه في مدينة النجف، حيث رفعوا علم العراق وأحرقوا العلم الأمريكي في أكبر مظاهرة شعبية ضد الاحتلال الأمريكي للعراق.
وفي تصريحات لـ"إسلام أون لاين.نت"، لم يستبعد محللون سياسيون أن تسمح تظاهرة النجف اليوم، للصدر أن يظهر مستقبلاً بمظهر الزعيم المناضل الذي تصدى للاحتلال ونجح في إخراجه، خاصة أنه من المتوقع مع قرب انتهاء ولاية الرئيس جورج بوش وفي ضوء سيطرة الديمقراطيين على مجلس الكونجرس، أن تعمد واشنطن لسحب قواتها أو التقليل من أعدادها على أقل تقدير في غضون الأعوام القليلة المقبلة.
ويقول "حيدر أدهم" الخبير السياسي وأستاذ القانون الدولي بكلية التراث الأهلية ببغداد: "نجح مقتدى الصدر في تحقيق أكثر من مكسب سياسي من خلال دعوته الذكية للتظاهر ضد الاحتلال في الذكرى الرابعة لسقوط بغداد".
ويعدد هذه المكاسب قائلاً: "أثبت ثقله على الساحة السياسية الذي لا يمكن تجاهله وقدرته على تحريك مئات الآلاف من الجماهير وتعبئتها، كما ظهر كزعيم شعبي يتصدر ساحة النضال الوطني ضد الاحتلال، بل ومن غير المستبعد في ضوء التوجه المتزايد داخل الولايات المتحدة للخروج سريعًا من المستنقع العراقي أن ينسب أنصاره إليه مستقبلاً الفضل في إخراج المحتل".
وتابع أدهم قائلاً: "كما أن مسارعة مئات الآلاف لتلبية نداء الصدر يسمح له بأن يفند بقوة الأنباء والتقارير المتواترة التي تتحدث عن وجود خلافات داخل قيادات التيار الصدري قد تؤدي إلى انشقاق داخلي على مقتدى الصدر نفسه"، وهي التقارير التي زادت منذ اختفاء الصدر قبل نحو شهرين تجنبًا لملاحقة القوات الأمريكية له.
أما ثالث المكاسب التي توقع المحلل السياسي أن يحققها مقتدى الصدر بحسب الخبير السياسي العراقي، هو حصوله -برغم ما ارتكبته ميليشيا جيش المهدي المحسوبة عليه من عمليات قتل بحق السنة العرب- على تعاطف معنوي من غالبية الجمهور السني الذي ينظر إلى الاحتلال منذ أيامه الأولى نظرة رافضة، في الوقت الذي ترى العديد من القوى الشيعية أن يوم التاسع من إبريل 2003 كان يومًا لخلاصها وتحررها من قمع نظام صدام حسين.
ترحيب سني
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن عبد القادر عبد الدايم عضو الحزب الإسلامي السني في البصرة ترحيبه بمظاهرة التيار الصدري، وقال: "هذه المظاهرة هي رسالة مودة ومحبة تجمع العراقيين وتوحدهم في موقف المطالبة بخروج الاحتلال من البلاد يجب علينا أن نرصّ الصفوف حتى نتمكن من تحرير أرضنا من الشمال حتى الجنوب".
وإذا كانت الظروف الأمنية المتدهورة في بغداد الخاضعة لحظر تجول مروري في الذكرى قد تمنع القوى الأخرى المناهضة للاحتلال، وفي مقدمتها القوى السنية، من تنظيم مظاهرة مماثلة، فإنه كما يشير د. حيدر أدهم، يحسب لمقتدى الصدر والتيار الصدري استغلاله بذكاء الظروف الأمنية المواتية في النجف، حيث يحظى بتعاطف القوات العراقية في هذه المدينة.
أنس العبيدي
أسلام أون لاين