بغداد تتعهد لتركيا بتنفيذ اتفاق صدام حسين لأسر الانفصاليين الأكراد وتسليمهم لأنقرة
http://www.shabab4u.com/News.aspx?id_News=5748
كوثر يعقوب

بحث اليوم المبعوث التركي الخاص اوكز سيليكو مع نائب رئيس الوزراء العراقي برهم صالح في بغداد آلية جديدة لمواجهة قواعد حزب العمال الكردي التركي وهجماته المتكررة تتعدى الصيغة التي وافقت عليها الحكومة العراقية .

وكان صالح أستقبل سيليكو والسفير التركي في بغداد السيد دريا كانبي والوفد المرافق لهما. وحضر اللقاء عبد القادر محمد العبيدي وزير الدفاع ورافع العيساوي وزير الدولة للشؤون الخارجية والفريق الاول بابكر زيباري رئيس اركان الجيش العراقي .

وأكدت مصادر تركية مرافقة للمبعوث التركي الخاص ، فإن الحكومة التركية تحفظت على مقترحات تقدمت بها الحكومة العراقية لتنظيم التعاون في كيفية مواجهة حزب العمال الكردي (بي كي كي).

وكشفت المصادر إن الرد العراقي على مقترحات تركيا جاء بعد 38 يوماً من إشعارها باستمرار هجمات (بي كي كي). لكن الحكومة العراقية تعهدت بتطبيق اتفاق سابق كان الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين قد وقعه مع الأتراك لأسر الانفصاليين الأكراد وتسليمهم الى انقرة.

ولم توضح المصادر الالية التي تسعى انقرة الاتفاق بشأنها مع بغداد لمواجهة حزبالعمال التركي ، كما رفضت تبيان اسباب تحفظاتها على مقترحات الحكومةالعراقية .

الا أن صحيفة (توركش ديلي نيوز) قد قالت : إن الرد العراقي على أنقرة جاء بمرحتلين الأولى أصدر خلالها الرئيس جلال الطالباني نداء الى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، أعقب صدور تهديد مسعود البارزاني رئيس إقليم كردستان، الذي أغضب أنقرة. وأخيراً سألت تركيا بغداد عن تفاصيل الاقتراح الأخير لمواجهة (بي كي كي)، والذي كان سيناقش أثناء محادثات ثنائية وجهاً لوجه.

وقالت الصحيفة إن الحكومة العراقية ردت على مذكرة الحكومة التركية الصادرة في التاسع من نيسان في وقت متأخر وبالتحديد في السابع عشر من مايس الجاري، معبرة عن استعدادها للتعاون مع انقرة في مقاتلة عناصر الـ (بي كي كي). طبقاً لبيان صادر من وزير الخارجية التركي يوم الثلاثاء الماضي. وفي المذكرة تدعو الحكومة العراقية لآلية مشتركة بين أنقرة وبغداد لمقاتلة الـ (بي كي كي) وإعادة العمل بالاتفاق المبرم بين البلدين لأسر وتسليم إرهابيي هذا التنظيم الانفصالي المعادي للحكومة التركية.

وكان هذا الاتفاق قد وقع خلال عهد الرئيس السابق صدام، لكنه فقد صلاحيته خلال تطورات الغزو في العراق وما أعقبها. وأكدت الصحيفة التركية أن الاتفاق مهم في حالة أسر وتسليم حوالي 150 عنصراً من عناصر البي كي كي بضمنهم الزعيمين الكبيرين (مورات كاريغالين) و(سيميل بيغوك). وتضغط تركيا على كل من بغداد وواشنطن لأسر هؤلاء وتسليمهم.

وأكدت بغداد من جانبها أنها لا ترحب بعمليات عبور الحدود المحتملة نحو شمال العراق من قبل القوات المسلحة التركية لمتابعة قواعد بي كي كي بنفسها. وبالمقابل تقول (توركش ديللي نيوز) طبقاً لمصادر موثوقة فإن تركيا غير راضية عن موقف الحكومة العراقية في التقليل من شأن مقاتلة بي كي كي والاكتفاء بالتعبير عن الاستعداد للتعاون. وتعتقد تركيا أنها لا تفهم بالضبط ما الذي تعنية كلمة الاستعداد للتعاون التي تقولها بغداد دائما ولا تدري حتى الآن ما هي الآليات التي ستؤسس في مقاتلة عناصر البي كي كي، وكيف ستعمل هذه الآليات وكيف سيتم القبض على العناصر القيادية من الانفصاليين الأكراد الأتراك وطريقة تسليمهم الى أنقرة.

وسلمت تركيا الشهر الماضي مذكرة الى بغداد تطلب فيها مساعدتها على اجبار بي كي كي للرحيل خارج العراق، مما دفع الزعيم الكردي البارزاني الى تهديد تركيا بإثارة المنطقة الجنوبية الشرقية في حالة ما إذا تدخلت تركيا في مسألة كركوك.

وأكدت الصحيفة أن وزير الخارجية التركي عبد الله غول قد قال يوم الجمعة إنّ تركيا ستتخذ قراراً منفرداً فيما إذا كانت ستعبر الحدود العراقية أم لا وأوضح (في تهديد ضمني) أن تعاون الولايات المتحدة لم يكن بالمستوى المطلوب. وفي مقابلة تلفزيونية رفض غول أي خلاف بين الحكومة والجيش بشأن العمليات الحدودية ضد الانفصاليين.

ومن جانب آخر كان رئيس الوزراء التركي قد قال الجمعة في انقرة إنه سيدعم جنرالات تركيا إذا ما قرروا الانتقام لضحايا التفجير في العاصمة، بضرب المتمردين الأكراد في شمال العراق. وحث رجب طيب أردوغان الولايات المتحدة على قمع الانفصاليين الأكراد الذين ينفذون عملياتهم الإرهابية منطلقين من العراق.

وقال الزعيم التركي: "إذا كانت المنظمة الإرهابية –يشير الى حزب العمال الكردي المعروف بجماعة -PKK تركز قواعد في شمال العراق، فإن الولايات المتحدة يجب أن تنجز مسؤولياتها". وفي الوقت الذي تنظر فيه الولايات المتحدة الى هذه المجموعة على أنها منظمة إرهابية، فإنها تعارض ممارسة أي عملية قمع للميليشيات الكردية في العراق، خوفاً من يعقد أمرٌ كهذا جهودها في استعادة الاستقرار في العراق.

وأنكر حزب العمال الكردي التركي أية مسؤولية له بالتفجير، الذي أدى الى مقتل ستة أشخاص في مركز تسويق مزدحم. وقال قادة الحزب في بيان بهذا الصدد: "نحن نعلن بشكل صريح عدم تورطنا في هذا التفجير ولا نستحسن هذا النوع من العمل".

وحسب وكالة الأسوشييتد برس، فإن المتمردين الأكراد الأتراك يقاتلون من أجل حكم ذاتي في منطقة جنوب شرق تركيا، التي تقطنها أغلبية كردية والمحاددة لمنطقة شمال العراق. ونفذت تركيا العديد من الهجمات العسكرية في شمال العراق في وقت مبكر من تسعينات القرن الماضي مستخدمة حوالي 50 ألف جندي.