 |
-
«ابشر! ابشر! خراب العراق اصبح قاب قوسين او ادنى».
يا أمة ضحكت من جهلها الأمم
خالد القشطيني
هذا عمود مخصص للفكاهة والتنكيت. ولكنني اخذت اخرج به مؤخرا الى الشؤون السياسية العربية. والسبب هو ان شؤوننا وسياساتنا اصبحت من النكات والمضحكات. لقد اصبحنا نكتة. ادخل اي مسرح منوعات في الغرب لترى وتسمع كيف اصبح الغربيون يضحكون علينا. ولكنني زرت مؤخرا صديقة لي عندها دش للفضائيات العربية. هالني ما سمعته منها ومن معلقيها من المضحكات. كان منها اعتقادهم بأن العمليات الارهابية التي جرت ببغداد سترغم الغرب على الانسحاب وتسليم البلاد «لممثلي الشعب». الغلط في الحساب اصبح من مميزاتنا. وهذا مثال.
بدلا من ان تؤدي هذه العمليات الى طرد الامريكان ستؤدي الى تشديد قبضتهم على العراق. لماذا؟ كشفت العمليات عن قوة هذه الفصائل الارهابية وخبرتها ومهارتها. اتضح انها ليست فريقا واحدا او بقية من فدائيي صدام. هناك الآن عدة جهات تقوم او على استعداد لأن تقوم بمثل هذه العمليات الكبيرة في قطاعات مختلفة من العراق. قيل ان نحو 3000 ارهابي اسلامي دخلوا العراق مؤخرا من الخارج بكامل عدتهم. العراقيون لا يقومون بعمليات انتحارية. المعتقد ان نسف مقر الامم المتحدة جرى بعملية انتحارية. العراق الآن ترسانة هائلة من الاسلحة. وهناك اكثر من نصف مليون عسكري بتدريب وخبرة عسكرية جيدة. كلهم عاطلون عن العمل ومتهالكون على لقمة العيش. وحدود العراق مفتوحة ولن يمكن السيطرة عليها. البنتاغون واسرائيل يعرفان ذلك ويدركان ان انسحاب التحالف من العراق سيحوله الى اكبر قاعدة في العالم للنشاط الارهابي والتهريب. والعراق ليس افغانستان او الصومال. انه في قلب منطقة حيوية بكل حقولها النفطية والمصالح الغربية وقربها لاسرائيل. القضاء على الارهاب هوس الغربيين الآن. هل سيسمحون لهذه البقعة الاستراتيجية ان تصبح قاعدة للارهاب والتهريب؟ هل ستسمح اسرائيل لكل هذه الفئات ان تنشر اجنحتها على مرمى منها؟ هل ستسمح الدول المجاورة ان ترى هذا البلد يصبح نقطة انطلاق لهذه العمليات وملجأ للهاربين من العدالة والمهربين للممنوعات؟
ارتكب الارهابيون انفسهم غلطة كبيرة في حساباتهم. كشفوا عن قدراتهم فاستنفروا اعداءهم قبل الاوان، قبل انسحاب قوات التحالف وتسليم الحكم لممثلي الشعب. كان عليهم ان ينتظروا ويصبروا قليلا، ولكن الاحوال المغرية عجلت برنامجهم فكشفت امرهم للامريكان واسرائيل. والآن اخذ الطرفان اماكنهما في الخندقين المتقابلين على ارض العراق، ميدان المعركة. اما ان يسدد الغرب الضربة القاضية للارهاب الاسلامي والبعثي او ينتصر الارهاب ويحول العراق الى القاعدة التي يبحث عنها.
كل التصريحات التي صدرت من قادة الغرب تؤكد على هذا النهج، وهو ان العمليات التي جرت ستعزز عزم الدول الغربية والامم المتحدة على اتمام مهمتها في العراق وتصفية القائمين بهذه الاعمال. وحتى يتم ذلك، سيبقى ايتام صدام من المثقفين العرب يتباشرون بالخير ويفركون ايديهم ويقولون: «ابشر! ابشر! خراب العراق اصبح قاب قوسين او ادنى».
وللسادة الذين ينفقون الملايين سنويا على محاولة ما يسمونه تصحيح صورة المسلمين والعرب في الغرب، اقول ان ما جرى في بغداد محا كل ما بذلوه من جهود وانزل سمعة العرب والمسلمين الى درجة ادنى من السوء والكره. عليهم ان يبدأوا الآن من الاول، لعلهم يثبتون للعالم بأن عدد الحوريات الباكرات اللواتي ينتظرن في الجنة من يقوم بعملية انتحارية هو 71 وليس 72 حورية.
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |