الملف – الكويت – حوار: يوسف علاونة



يقدم الدكتور أحمد عبد العزيز المزيني رئيس جماعة أنصار الشورى والسلام في الكويت جملة من الآراء في شأن القضايا العربية الراهنة، خصوصا العراق وفلسطين ويستعيد خلفياتها المؤذية التي قادتها إلى المسار الحالي الخاطئ الذي يكبد شعوبها والأمة المزيد من الخسائر الفادحة. وفيما يشجع المزيني الجنوح إلى السلم في شأن القضية الفلسطينية، واستغلال الظرف الحالي لدفع اليهود نحو القبول بالسلام والاندماج بالمنطقة فإنه يرى أن العراق لن تحل أموره ولن ينصلح حاله غلى بالعودة إلى الملكية مقترحا الشريف علي بن الحسين رئيس حركة الملكية العراقية.



وحث الدكتور المزيني حكام العراق الحاليين لأن يتعظوا من تجارب التاريخ، مشيرا إلى أن العراق لا يصلح له إلا حكم ملكي وبوحدة وطنية تجمع السنة والشيعة بعيداً عن التدخلات الخارجية ومخاطر التقسيم.



واعتبر المزيني صدام حسين فرعون العراق وأن نطقه الشهادة لن يفيده، وقال: نقول للبعض الذي ترحم على فرعون العراق صدام حسين متأثرين بنطقه الشهادة قبل إعدامه وفي يوم عيد الأضحى، "أن فرعون مصر اسلم عندما أدرك أنه غريق ولكن لم يقبل منه إلا لعنة الله على الفراعنة".



وهنا نص اللقاء مع المزيني:






- ما رأيك بما يجري بالعراق؟



- حال العراق لا ينصلح إلا بالعودة إلى النظام الملكي مستذكراً قول الله تعالى (فمن أتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا) - 124 سورة طه.. صدق الله العظيم، إن واقع حالنا اليوم هو أننا نعيش في حالة ضنك شديد لأننا ابتعدنا عن منهج ديننا الإسلامي بحيث تكالبت علينا الأمم (أكلة القصعة).



- كيف تفسر ما جرى في العراق من خطوب وأحداث دموية منذ أمد بعيد؟



- في سنة 1958 سقط النظام الملكي في العراق وحكم العسكر العراق ثم جاء بعدهم المدعو ميشيل عفلق، وحزبه العلماني الفاسد الذي حكم العراق بالحديد والنار وأورث لنا الصراع المذهبي تنفيذاً لمخطط أجنبي لمحاربة الإسلام لذا نرجو من حكام العراق الحاليين أن يتعظوا من تجارب التاريخ فالعراق لا يصلح له إلا حكم ملكي وبوحدة وطنية تجمع السنة والشيعة بعيداً عن التدخلات الخارجية، ومخاطر التقسيم هذا ونرشح أن يكون ملكاً على العراق الشريف علي بن الحسين (وهو من آل البيت) وللعلم فإن عدد السنة أكثر من إخواننا الشيعة، وذلك إذا حسبنا العرب السنة مع إخواننا الأكراد والتركمان، ونحن لا ندعو إلى محاصصة طائفية أو فدرالية، ولكنها حقائق واقعية وعلى إخواننا شيعة العراق الحذر من تدخلات إيران في شؤونهم، وخير مثال على ذلك استغلال إيران لنفط عربستان مع ظلم إيران لإخواننا الأحوازيين الشيعة العرب سكان عربستان.



- هل تعتقد بوجود خلاف في العراق بين السنة والشيعة كما هو الظاهر من واقع الحال؟



- لا يوجد خلاف بين السنة والشيعة، إلا في مسألتين الأولى ولاية الفقيه والثانية زكاة الخمسن وأما مسألة ولاية الفقيه فعليها اعتراضات كثيرة من علماء الشيعة أنفسهم، وعن زكاة الخمس فالمسؤول عنها هم علماء آل البيت (رضوان الله عليهم) والملاحظ أن مرجعيات الشيعة ويطلق عليهم السادة وهم عرب هاشميون من أحفاد سيدنا على بن أبي طالب رضي الله عنه وهؤلاء هم حكام إيران والعراق بطريقة مباشرة أو غير مباشرة (ويسمى المرشد) وزكاة الخمس من حقهم ويصرفونها على طلاب العلم (الحوزات العلمية) وعلى الفقراء من الشيعة، وبالتالي لديهم قوة مالية كبيرة بحيث لا يحتاجون للدولة بينما علماء السنة تصرف عليهم الدولة وبالتالي فقوتهم ضعيفة.

والخلاصة أنه لا يصلح لحكم العراق إلا النظام الملكي وبالتالي لا بد من إغلاق الدكاكين السياسية الطائفية، وبذلك ينتهي الصراع الطائفي بإذن الله تعالى فالسنة والشيعة إخوان تجمعهم صلات القربى والنسب فحذار من تدخل الأيدي الأجنبية وبالله التوفيق.



- لكم رأيكم المعروف من النظام البعثي الذي حكم العراق.. فهل تنسبون للنظام السابق كل الأخطاء.. قبل نظامه الحالي الذي جاء بعد الاحتلال الأميركي؟



- نطالب بدراسة التجربة العفلقية الشيطانية التي أسسها المدعو ميشيل عفلق خريج فرنسا، وذلك لمعرفة كيف استطاع هذا الدجال الصعلوك أن يتسلل بأفكاره ويخدع شبابنا العربي بأطروحاته ذات التوجه الفكري الأجنبي، بهدف محاربة الإسلام تحت شعارات بائسة (حرية وحدة اشتراكية) وللأسف اعتنقت هذه الشعارات ثلاث دول عربية هي سورية والعراق ومصر، وفي برنامج (كيف انتصروا) الذي تبثه قناة الجزيرة على لسان رئيس الموساد في سنة1967 يقول إن طائرة عراقية ميج 21 نزلت في إسرائيل وأجرينا عليها دراسة أفادتنا في حرب 1967 والطيار الذي قادها من العراق إلى إسرائيل بعثي عفلقي، هو ابن خالة طارق عزيز، أحد قادة حزب البعث وهذا الطيار العفلقي لازال لاجئا في إسرائيل، وهذا ما قدمه لنا المدعو ميشيل عفلق وحزبه العفن الفاسد، الذي ساهم في تدمير الطيران العربي، وفي احتلال إسرائيل لبلادنا العربية (حقاً إنها رسالة عفلقية خالدة).

والآية الكريمة تقول (أفتؤمنون ببعض الكتب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون) 85: البقرة - صدق الله العظيم.. وهذه الآية الكريمة تنطبق على العلمانيين وعلى رئسهم الطاغية العفلقي الفرعوني (صدام حسين) الذي رأينا صورته وهو يغسل ثيابه الوسخة (في طشت) وهذا هو خزي الدنيا، وآية كريمة أخرى تصور لنا خزي فرعون بالدنيا (وجازونا ببني إسرائيل البحر فاتبعهم فرعون وجنوده بغياً وعدواً حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين) - صدق الله العظيم.. و آية كريمة أخرى تقول: (الْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ) -صدق الله العظيم - سورة يونس 90-92.. ونقول للبعض الذي ترحم على فرعون العراق صدام حسين متأثرين بنطقه الشهادة قبل إعدامه، وفي يوم عيد الأضحى، نقول لهم أن فرعون مصر اسلم عندما أدرك أنه غريق ولكن لم يقبل منه إلا لعنة الله على الفراعنة.

ما رأيكم في القاعدة ؟



- إن جماعة القاعدة هي الفئة الضالة وأنها تتبع خطوات الثائر الكوبي (جيفارا) ونسأل رئيس القاعدة أسامة بن لادن (الذي أرسلنا له رسالة بتاريخ 9/9/2002) وفيها نقول له إن أجدادك الحضارمة نشروا الإسلام في شرق أفريقيا واندونيسيا وسنغافورة وماليزيا..الخ بالمحبة والسلام وبالمعاملة التجارية الطيبة ولم ينشروا الإسلام بالحروب والتفجيرات والسيارات المفخخة والآية الكريمة تقول ( ومن قتل مؤمناً متعمداً فجزاءه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً ) سورة النساء 93 ، ونجد في السنة النبوية الشريفة أن الإسلام حرم قتل المدنيين سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين وقال الرسول عليه الصلاة والسلام (من آذى ذمياً كنت له خصماً يوم القيامة) وفي حديث نبوي شريف آخر يقول (المسلم من سلم الناس من لسانه ويده) فالإسلام يحارب الإرهاب والظلم والاعتداء على الناس بصرف النظر عن دينهم والآية الكريمة تقول (ادعوا إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة) - 125 سورة النحل.. ونقترح على وزراء التربية والتعليم العرب بتدريس مادة عن الإرهاب وتقرر على مدارسنا وجامعاتنا ويوضح فيها تعريف الإرهاب تاريخياً (الخوارج وحاضراً محاربته لشريعتنا الإسلامية) فالقاعدة تحاربنا فكرياً وبالسلاح وتتهمنا بالكفار لذا يجب علينا أن نحاربهم فكرياً حتى لا ينخدع شبابنا بفكرهم الضال، ونعرف شبابنا أيضاً بالأحزاب العلمانية التي تحارب عقائدنا الإسلامية لذا لا بد من تحصين شبابنا فكرياً حتى لا ينخدعوا بالمتطرفين.



- ما موقفكم من المفاعل النووي الإيراني ؟



- إن جماعة أنصار الشورى والسلام أرسلت رسالة إلى الرئيس الإيراني بتاريخ 18/7/2006 ننصحه بأن يستفيد من التجربتين الناصرية والعفلقية الفاشلتين، وقلنا له إن السلاح النووي الإيراني يضركم ولا ينفعكم وذلك لأنكم لا تستطيعون على أكلة القصعة (إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد الأوروبي وروسيا..الخ ) فحذار منهم وعليكم الاهتمام بتنمية إيران وشعبها ثم أن إيران تقع في منطقة حزام الزلازل، فنرجو أن توجه أموالكم إلى تنمية اقتصاديات إيران، ونسألكم لماذا تتجه سياستكم إلى بلاد أمريكا الجنوبية ونحن أقرب إليكم منها ونقول لكم اتقوا غضب الحليم والمثل يقول (إذا كان بيتكم من زجاج فلا ترمي الآخرين بالحجارة) وللعلم فإن عدد المسلمين السنة في إيران حوالي 20 مليونا.. هذا وإن النفط الإيراني يقع في منطقة عربستان فالرجاء أن تكون الحكمة والعقلانية سياستكم، فالعنتريات ضررُها أكبر من نفعها وسياسة التخويف والتهديد لجيرانكم لا تفيدكم، وعليكم بالإستفادة من تجربة مفاعل كوريا الشمالية النووي فكوريا الشمالية الشيوعية بلعت كبريائها وعنترياتها، والرجوع إلى الحق فضيلة وحذار من أكلة القصعة الذين لا يرحمون أحداً سواء كانت إيران أو غير إيران وإنما تهمهم مصالحهم وأطماعهم فوق كل شيء حفظ الله أمتنا الإسلامية من كل مكروه.



- ما رأيكم فيما يجري في الصومال؟



- الحل لما يجري في الصومال في غاية اليسر والسهولة وذلك بأن يكون هناك إتحاد فدرالي بين الصومال والحبشة أو هناك حل آخر وهو فتح ممر بري للحبشة يصلها إلى البحر وبذلك ننهي الصراع بين البلدين وحتى لا يكون هناك مجالاً لتدخل أكلة القصعة وبالله التوفيق.

http://www.almalaf.net/more.asp?ID=40117