الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وال محمد وعجل فرج قائم ال محمد
الوحدة الوطنية الحقيقية
الزخم العاطفي والتفاعل القلبي كان وما يزال يتكأ على ادائه سياسيو العالم سواء كانوا في دفة الحكم او في خارجها لان العاطفة لها صفة الدخول والتاثير في كل المستويات السياسية والفكرية والعلمية والرياضية ، ولعل العراق احوج ما يكون في هذه المرحلة الى كل ما يدعم ويحافظ على وحدته التي تعرضت لعواصف الفرقة الشديدة والعاتية وياتي فوز المنتخب العراقي ببطولة اسيا لكرة القدم ليكون بصيص امل تعلق عليه بعض الاماني التي اصبحت من المستحيل ، ومع تحفظنا لمظاهر الفرح في الخارج والداخل التي خرجت عن طور الاخلاق والدين مع انها كانت قادرة على الارتقاء بمستوى المناسبة وفرحتها بالمظهر الذي يليق بشعب العراق وتاريخيه ودينه ولا تكون سببا لعودة تلك الوجوه الكالحة والمنحرفة على شاشة التلفاز بعد ان نشرت واطربت للطاغية المقبور وهي اليوم تعيد الى الاذهان تلك الصورة القبيحة للوحدة الوطنية التي اساسها صدام الملعون ومع كل ذلك فاننا وهبنا لهذا الفوز مساحة اكبر من مساحته بكثير جدا ، فلقد اعلن السيد مسعود برزاني بانه مستعد لحرب اهلية (صراحة) اذا لم تطبق المادة (140) من الدستور واعقب كلامه بقوله (وليكن ما يكون) ، وقد اكون منطقيا اذا قلت ان السيد مسعود واقعي جدا وهو لا ينظر الى الامور بعين المتوهمين وعلينا ايضا ان نكون واقعيين ونعطي كل ذي حق حقه ولا نخلق من لعبة مهما كان ضغطها العاطفي مساحة اكبر من مساحتها مع اننا مع كل جهد وطني ومخلص يصب في الوحدة الوطنية ، اما اننا نجد في لعبته بديل عن وحدة الدين والولاية والتاريخ والارض والحاضر والمستقبل فان هذا الامر مرفوض عقلا وشرعا ووطنيا ، والدليل على ما نقول السيد مسعود برزاني الذي هيأ للحرب الاهلية وعملية الانفصال واعلان الدولة بكل اسسها ، ولربما يعترض البعض على هذا الكلام مدعيا ان الزخم العاطفي الرياضي وغيره اسمى من كل انتماء ، ونحن نتمنى ان يكون هذا الزخم وطني صادق مجرد عن كل غاية سوى الوطن هذا اولا والامر الاخر هو يمكن تصديق هذا القول في الشعوب التي لا تعد الانتماء للمذهب او الدين امرا مهما كما هو شان اوروبا لكنه مع شعب يجد الوحدة الدينية هي الوحدة الوطنية فان الامور تختلف كثيرا ثم علينا ان نعرف بان لحظة الانفعال العاطفي الآني كما هو شأن كرة القدم مؤقتة تحدث كردة فعل اتجاه الفوز وحتى الخسارة ولا يمكن قياسها بالموروث العقائدي والفكري والمذهبي المتوهج في النفس والقابل للاتقاد في أي لحظة تتهيأ فيها عناصر الثورة والامر الاخر المهم لا نريد ان نؤسس وحدة قائمة على اصول جديدة تنزع من الامة دينها وتاريخها ودورها ومستقبلها كما نجده هذه الايام من دعوات على شاكلة المطربة الفلانية المنحرفة ، علينا ان نعمل لوحدة وطنية قائمة على اسس صحيحة وهي قائمة اصلا بين ابناء هذا الوطن العملاق ولنجعل من محمد (ص) وعلي (ع) والحسين (ع) والاصحاب مشتركات للوحدة الوطنية المقدسة ولا نتعلق بامور لا يمكن باي حال من الاحوال ان تكون بدائل عن الاسلام والقرآن والارض والتاريخ والمصير وكل عبق وتراب هذا الوطن العظيم ...