مقتل قائد جيش المهدي اشعل النزاع الطائفي في الوشاش
السنة يغادرون منازلهم ب" الحماية السلبية" للجيش العراقي ومراقبة القوات الأميركية
شؤون سياسية - 23/09/2007

بغداد – واشنطن – الملف برس
تعد تطورات الاحداث في منطقة الوشاش وسط بغداد ،احد الانتكاسات السلبية في تطبيق خطة فرض القانون ،بعد سقوط قرار الهدنة بين مليشيا جيش المهدي وعشيرة سنية هناك كما تنقل صحيفة اللوس انجلس تايمز عن تداعيات هذه الظاهرة وتداعيها بان الموضوع كله قد باستعرض قائد جيش المهدي "حمودي ناجي" ورجاله أنفسهم أمام محلات البقالة وتصليح السيارات وبيع الاحذية وبيع المواد الإنشائية في حي العكيدات وهو الحي الوحيد من منطقة الوشاش الذي ليس تحت سلطته .
وكان ذلك بمثابة تذكير لكل واحد يراقب المشهد حتى ولو كان لايستطيع المس بهذا الحي ، ان المنطقة برمتها هي تحت امرته .
وقد مرت خمسة شهور حينما حينما وافق قائد الميليشيا الشيعية عقد الهدنة مع ابو ياسر احد رؤساء العشائر السنية والتي سمي الحي بعد ذلك بالعكيدات .
وقد استطاعت هذه العشيرة ان تصون وتدافع ،ووافق ناجي بائع الخضار وحرامي السيارات والمولع بالعنف ، كما تصفه الصحيفة الاميركية ، اخيرا بترك حي العكيدات على حاله .
وفي يوم الخميس ليلا كان ناجي يراقب الرجال السنة والشيعة وهم يرتشفون الشاي خلال محاور المجابهة بينهم ويلعب الاطفال اللعب الخاصة بشهر رمضان ، وفي نهاية الشارع كان ابو ياسر يتأمله .
ويجد محللو الاخبار في الملف برس ، ان مثل هذه المقالات الإخبارية التي تنقلها الصحف الاميركية، تركز في العقل الجمعي للراي العام الاميركي ، درجة التخلف في اهلية المجتمع العراقي للوصول الى السلم الاهلي ، لاسيما في الأوصاف التي تطلقها على القيادات الميدانية لجيش المهدي، والموقف السلبي لقوات الجيش العراقي ب"اخراج السنة " من المناطق الشيعية ـ وتوقف القوات الاميركية تتفرج على عملية الفصل الطائفي في هذه المنطقة .
وتابع الصحيفة تناول أحداث الوشاش، قائلة :"يتذكر ابو ياسر حينما اعلن الرجلان الهدنة واحتفلوا سوية بالولائم في خيمة في منتصف المنطقة ، وكانت اتفاقية الهدنة تتضمن البنود الاتية : لا قتل ولا تهجير والعودة الى الهدوء ، وكان يأمل ان تسود في الوشاش ولكن ذلك لم يحصل . واستمر ناجي في السير في ذلك الشارع ومن بين اشجار النخيل كان احد المسلحين يراقبه وفتح النار عليه ، وسقط قائد جيش المهدي مصابا بجروح مميتة وسقطت معه الهدنة التي سادت في الحي" .
وقال ابو ياسر للوس انجلس تايمز :" اعتقد رجاله بان النار أطلقت من قبلنا وبدأوا بإطلاق النار علينا وقد أصبنا بالدهشة وركضنا الى بيوتنا وجلبنا أسلحتنا للدفاع عن أنفسنا".
وعادت الحرب الطائفية الى التصعيد مرة اخرى في الوشاش ، ويقول مراسل اللوس انجلس ان من السخرية انها قد اندلعت بسبب شخص مكروه من قبل الشيعة والسنة معا، وخلال ساعات قام مسلحون من جيش المهدي بقتل اعداد من السنة بلغوا 20 شخصا ومع حلول الجمعة بعد الظهر كانت 30 عائلة سنية على الاقل قد هربت من حي الوشاش ، واستمر العنف يوم السبت بعد ان اجبر شخص سني على النزول من سيارته واردي قتيلا في الحال .
وهكذا فان ناجي الذي ينظر اليه من قبل الجميع بانه مجرم تسبب بفصل جديد من الحرب الاهلية ، وقد ساد الاستياء العلني بسبب اراقة الدماء ، وقرر العديد من السنة بان من الأفضل لهم مغادرة الحي بالرغم من الضمانات المقدمة من الجيش الاميركي الذي زاد من دورياته واضاف قوات عراقية الى المنطقة .
وقد اتهم السنة منظمة بدر وهي ميليشيا شيعية اخرى باغتيال ناجي في حين اشار الشيعة باصابع الاتهام الى جماعة ابو ياسر وعشيرته .
وتقول اللوس انجلس :" في حروب بغداد فان القتال عادة لا يحتاج الى مثل هذه الخلاقات الشائعة ووجود اشخاص قساة مثل ناجي والذين يطرحون انفسهم لقيادة قتال الشوارع" .
واستنادا الى لقاءات أجرتها اللوس انجلس مع سكان الوشاش فقد ارتقى ناجي الطريق من بائع خضار الى قائد في جيش المهدي، وحينما انضم الى الميليشيا كان يملك عصابة من 20 – 25 شخصا وكانت مختصة بالخطف وسرقة السيارات .
ومن المفارقة ان عصابته كانت تضم بعض السنة وحينما قتل كانت عصابته تتضمن ثلاثة سنة وقد خصص غرفة لاي شخص يبدي الولاء له وخلال عمله في الميليشيا فقد أرغم عدة عوائل سنية على الخروج من بيوتها وقام بتأجيرها للحصول على اموال نقدية، واجبر أصحاب المحال على تقديم بدفع عطية نقدية كل شهر كبدل للحماية كما اسماها كما كان يأخذ منهم لتزويدهم بالطاقة الكهربائية من المولدات واستمر في ايواء المختطفتين .
وقد اطرى جيش المهدي يوم السبت الماضي على مقتل ناجي :" نحن بحال افضل بعد مقتل ناجي " كما قال احد البارزين في جيش المهدي " ونحن نشعر بالأمن لان حمودي ناجي مات الذي اقترف الكثير من الاشياء السيئة ".
ومثل هذه المشاعر لا تمثل الكثيرعند اشخاص مثل ابو ياسر الذي لم يعد مرتاحا بعد ذلك في الوشاش حيث يعيش فيها منذ اكثر من 50 سنة ، وفي يوم الجمعة تحدث مع الجيش الاميركي وبعدها مع الجيش العراقي حول متى سيهرب من بيته ، وقال ابو ياسر ان احد الضباط العراقيين اخبروه :" مالذي لازلت تفعله في وسط هذه المنطقة الشيعية ولماذا لم تهرب لحد الان انت تتسبب لنا بكل المشاكل ".
وبالفعل فقد وافق ابو ياسر ومن معه في الحي وخرجوا بصحبة دورية من السيارات من الجيش العراقي وقال ابو ياسر : لقد تركنا بيوتنا ولم نأخذ منها سوى أشياء صغيرة وبعض الملابس ولا اعتقد باننا سنعود في يوم ما اليها ولاسيما بعدما حدث .
وقالت اللوس انجلس ان قائد القوات الاميركية في الوشاش الكولونيل اد شانسي كان يراقب هروب العوائل السنية بالرغم مما قدمه من وعود بتكثيف الوجود العسكري الأميركي هناك وقال الكولونيل :" انهم يتخذون قراراتهم على أساس خبرتهم مما حصل في السنوات الماضية ". وقد ترك بعض اقرباء ابو ياسر بيوتهم مع اصدقاء من الشيعة الذين وعدوا بالحفاظ عليها .