في مدينة الصدر .. رفض للوجود الاميركي
مدينة الصدر - ا ف ب - عندما يجول في دائرته يصافح النائب عن مدينة الصدر فلاح حسن شنشل مواطنيه ويلقي التحية على اخرين جالسين في المقاهي كما لا يبخل بالابتسامة لكل من يصادفهم في طريقه.
لكن للعيش والصمود في الضاحية الفقيرة تبدو كياسة هذا السياسي غير كافية، فهذا البرلماني نائب عن منطقة يسود فيها البؤس والشقاء وهي معقل الشيعة المتشددين والتي تعتبر ايضا منطقة محظورة بالنسبة لكثيرين.
وعندما يوجه اليه السؤال بصدد الشعبية التي يحظى بها في منطقة تسود فيها النزاعات التي تمتزج فيها الجريمة بالسياسة، يقول اني ابن هذه المدينة، مدينة الفقراء .
كما انه يحرص ايضا على صورة المدافع العنيد عن سيادة العراق في وجه المحتل الاميركي، وهو موضوع يجد صدى قويا له لدى سكان هذه الضاحية الكبيرة الفقيرة بشمال شرق بغداد.
فقد ترك مؤخرا موكبه الرسمي المؤلف من سيارات كبيرة رباعية الدفع ليسير وهو يرتدي قميصا وسروالا اسود على احدى جادات مدينة الصدر التي تعج بالحركة ليلا لتتمايز بشكل صارخ عن بقية مناطق بغداد.
واكد هنا لا يقول احد شكرا للاميركيين. فالناس كانوا سعداء لنهاية دكتاتورية صدام حسين ، لكنهم اليوم يعتقدون ان الاميركيين هم قوات احتلال .
وقبل اسبوع حرمت عملية اميركية مدعومة بالقصف الجوي خلال ست ساعات من المعارك اهالي الحي البالغ عددهم 5,2 مليون نسمة من النوم.
واعلنت القيادة الاميركية بعد ذلك عن مقتل 49 مجرما لكن السلطات العراقية تحدثت عن سقوط 17 قتيلا واكثر من خمسين جريحا بينهم نساء واطفال.
ومذاك لم يهدأ غضب شنشل (41 عاما) الذي يؤكد ان قوات الاحتلال ارتكبت مجزرة .
وترأس حملة برلمانية تطالب بتشكيل لجنة هي الاولى من نوعها للسهر على احترام القوات الاميركية قرار الامم المتحدة 1546 الصادر في حزيران 2004 والذي شرع وجودها في العراق. وفي نزهته يتوقف النائب ليلقي التحية على مصلح اجهزة تلفاز في حانوته الصغير.
ويدخل الى احد المحلات حيث يشتري التلامذة دفاتر تحمل صور مغنين مشهورين. ثم يلقي التحية باشارة من يده على زبائن مطعم في الهواء الطلق تفوح منه رائحة الدجاج المشوي.
ويوضح شنشل الذي كان عامل مطبعة قبل ان يخوض غمار السياسة، هنا كثيرون من الناس لا يجيدون القراءة او الكتابة لكنهم اصحاب قلوب طيبة ويريدون العيش في حرية .
ويتابع في عهد صدام كان الحي مكتظا ولم يكن هناك لا مياه صالحة للشرب ولا مجارير ولا كهرباء. وبعد وصول الاميركيين سرق الكثير من المال واستمرت المعاناة .
وبعد انتخابه في 2005 اطلق شنشل مشاريع لتنظيم شؤون مدينة الصدر وتحسينها وحارب الفساد كما بنى سمعة سياسي مستقيم وقريب من الناس.
فهو يستقبل زواره في صالون صغير يضم كنبات من المخمل الاخضر وتكسو ارضه سجادة من اللون نفسه فيما يزين الجدار بصورة كبيرة يظهر فيها في الحج في مكة المكرمة. وعلى صورة اخرى يظهر فيها ببزة رمادية وربطة عنق مع مقتدى الصدر الرجل القوي في هذا الحي الذي يفلت من سلطة الحكومة.
ويوضح شنشل الذي انضم بحماس تحت راية الصدر هنا اوامر مقتدى محترمة بحذافيرها .
ويضيف ان قوات الاحتلال هي التي تريد اثارة مشاكل لجيش المهدي في اشارة الى ميليشيا الزعيم الشيعي .
ويؤكد شنشل وهو اب لتسعة اولاد والذي اصبح جدا مرتين لكننا سنواجههم بطريقة سلمية. سننظم تظاهرات للتنديد بتجاوزات الاميركيين ضد العراقيين .
ويقول بلهجة تحد ان قوات الاحتلال لا تحترم سيادة العراق ونطالب الحكومة العراقية بالعمل على وضع حد لهذه الحالة .
Iraqi member of parliament Falal Hassan Shanshal talks on his mobile phone in front of his house in the Shiite slum of Sadr City in Baghdad in October 2007. Born in Sadr City 41 years ago, Shanshal was elected in the Iraqi Parliament in 2005 and is the most prominent politician coming from the 2.5 million inhabitants Shiite bastion, where he is a celebrity.(AFP/File/Wissam Al-Oakili)