حج أم تجارة

[أبو علي التركماني]

يحز في نفسي أن أكتب عن هذا الموضوع
بعد ما تعرض الى التعذيب عدة أشهر وحكم عليه بالإعدام وأعدم رحمه الله أوصى معتقلا معه أن يبلغ أهله سلامه قائلا قل لهم ليست عندي صلاة فائتة ولا صوم , وكل ما أرجوه منهم أن يرسلوا أحدا نيابة عني الى الحج ليحج .
هذا في بداية الثمانينات , ومضت السنون وسقط النظام الجائر , وفرحنا بالديمقراطية والحرية , وأردنا أن نرسل شخصا ليحج نيابة عن الشهيد , بحثنا وبحثنا , مرشد القافلة معمم شيخ : شيخنا أنتم تذهبون الى الحج هل بإمكانكم أن تذهبوا نيابة عن الشهيد س ؟ نعم ولكن يكلف 28 أو 27 ورقة , وهذا السعر نسبة الى الآخرين مرتفع لأنه سيحج حجا خصوصيا ولأنه معمم سيكون ثوابه أكثر .
لنبحث عن شخص آخر نعم وجدنا أنه وكيل المتعهد : عندنا شهيد قد أوصى أن نبعث أحدا نيابة عنه الى الحج ماذا تقول هل تحج بدلا عنه ولك الأجر والثواب وكما تعلم إنه شهيد شهيد قد ضحى بدمه من أجلنا وفي سبيل هذا المذهب ماذا تقول ؟ يتنحنح ثم يقول 23 ورقة ويتوسط آخر , احسب لهم اشويه أقل , يالله 22 ورقة ...21 ورقة , حسنا أتفقنا .
ولكن كيف تأخذون هذا المبلغ هل هو جائز ؟ نعم لقد سألنا السيد السيستاني وأجابنا بأنه كم يكلف للشخص الذاهب الى الحج يأخذ النائب نفس المبلغ .
نعم ويتحدثون بلسان السيد أيضا ولكن لا يقول للسيد أنا مرشد القافلة وذهابي على الحكومة وأنا وكيل المتعهد .
بالله عليكم أوصلوا هذا الكلام الى المسؤولين :
لم نرد من الحكومة أن تقتص من المجرمين لم نرد من الحكومة مكرمة الشهداء لم نرد من الحكومة زيارة عوائل الشهداء لم نرد من الحكومة إقامة مناسبات لهم .
أردنا أن نبعث نيابة عن الشهيد للحج وواجهنا أن المؤمنين يطلبون منا هذا المبلغ .
أين مكانة الشهداء أين مقام الشهداء يا شيخنا أين وعظكم ونصائحكم , أين شخصيتكم أين دينكم , ربما بألف حيلة شرعية تحللون هذا المبلغ , ولكن أما تفكرون بأخلاقية الإنسان المتدين الواعي المخلص الذي يؤمن بالله وبرسوله وباليوم الآخر , أما تخجلون من الشهداء , أي نوع من البشر أنتم .
لمن نشتكي لمن نقول .
أيها الأخوة هل واجهتكم مثل هذ االأمر في الجنوب والوسط والشمال أو في أي بقعة من العراق أفيدونا أفادكم الله ونريد من المسؤولين الجواب هل هذا جائز في شرعكم أين موقع الشهداء و هل أنتم عاجزون يا مجاهدو الأمس أن تنتفضوا للشهداء حتى بهذا المستوى .

[ابو حسين البلداوي]

أخي العزيز (أبو علي التركماني ) المُحترم
هاي مُعاملة ما بيهَ شي ( الله أكبر )
إقرأ ماذا حدث في قضاء بـــلـــد
مرأة عجوز عُمرها خمسة وسبعون عاماً إعتقلت في زمن المقبور اللعين مع أفراد عائلتها في صحراء الموت ( الشيحات ) في السماوة أربع سنين عجاف ذاقت الويلات والويلات كان هذا في عام 1982 / 1983 تم مُصادرة أملاكهم وتم بيع البيت بالمزاد والمحلات صودرت والنقود سُرقت ولم يبقى لديها سوى رحمة الله الواسعة التي وسعت كُل شيء .
بقُدرة القادر تم إطلاق سراح العائلة من مُعتقلات الخوف والموت الشيحات فجاءت العائلة الى بــلـد ولكن لا بيت ولا أثاث ولا أملاك ونحن نعرف أهالي بــلـد صاحبين الغيرة لم يجعلوها تفكر للحظة واحدة بما فقدت من الأملاك .
جاءت الى بــلــد بعد أن فقدت زوجها وثلاثة من فلذات كبدها حيث تم إستشهادهم على يد الزُمرة البعثية النجسه
المُهم
خرج إسمها في القرعة للذهاب الى بيت الله الحرام للحج هذا العام وتم تبليغها من قبل السيد مدير مؤسسة الشهيد في بــلــد مشكوراً ليجعلها تفرح بهذا الجزاء وعملت صك ( بمليون دينار ) في مصرف بــلــد حيث قام السيد مدير المؤسسة في بــلــد بالذهاب الى بغداد ( الى هيئة الحج )حاملاً الصكوك ولكن وا مُصيبتاه قالوا له لا يوجد هذا الإسم ( عجيب ) قال لهم هاي الأسماء التي بعثتوها لنا وإذا بهم يرجعون صك العمة الجليلة تقبل ما تقبل
سمعت العمة الجليلة بذلك سالت دموعها خنقتها العبرة بكت كثيراً الى الله المُشتكى
أُناشد أصحاب الغيرة أن يغيثوا هذه العجوز قبل أن تذهب الى ربها وتُلاقي الزهراء عليها السلام وتقول لها سيدتي مولاتي لقد إغتصبوا حقي كما أُغتصب حقك فالويل ثم الويل من شخص سرق إسم هذه المرأة ليحج زوراً وبُهتاناً
إخواني أخواتي الأفاضل أُناشدكم بحق بيت الله الحرام وبحق شهداء العراق أن تتصلوا بالسيد أبو إسراء المُحترم وتوصلوا هذا الصوت الصارخ لهذه المرأة قبل أن يحل علينا غضب دُعائها والسيد أبو إسراء لا يضيع عنده حق
وإليكم صور الشهداء الأربعة لهذه العجوز

[أبو علي التركماني]

لو أستطعت أن أعبد الطريق بنفسي بجسمي لهذه المفجوعة المظلومة العجوزة حتى تذهب الى بيت الله الحرام لفعلت ولكن ليست في اليد حيلة شكواي الى الله , علينا أن لا نسكت علينا أن نفضح هؤلاء حسنا فعلت أن كتبت وضعها هنا عسى أحد من الإخوة يوصل هذا الخبر الى من يهمهم الأمر , والمشكلة يا أخي سابقا كنا نقول البعثيون الكفرة , ولكن ماذا نقول الآن من يحسبون أنفسهم مؤمنون وشيخ معمم وبأسم الدين يقومون بهذه الأعمال , هل هؤلاء جهلة أم يعبدون المال .
الله الله في هذه المسائل لا تسكتوا عنها حتى لا يستفحل أمر هؤلاء الأشخاص ويتعودوا على هذه الأفعال ويسيؤوا استعمال الحرية .

[ابو حسين البلداوي]

أخي الفاضل أبو علي التركماني
رحم الله والديك لقد أدمعت عيني الناشفة من الدموع لمصائب هكذا ناس