الأكراد يكذبون على الله أيضا



كتابات - حاتم عبد الواحد



ما من مثقف كردي تسأله عن انجازات الأكراد الحضارية طوال الفترة التي يحب الأكراد الالتصاق بها ، والمتمثلة بحضارة الميديين والتي تمتد لأربعين قرنا خلت من الزمان ، إلا وقال لك صلاح الدين الأيوبي واحمد شوقي وعباس محمود العقاد ويتطرف آخرون أكثر من المعتاد فيضيفون اسم شكسبير إلى قائمة الأدباء الكرد باعتبار انه الشيخ زبير الذي يدعي الانكليز انتماءه إليهم زورا وبهتانا .

وإذا كان صلاح الدين الأيوبي قد حارب باسم الإسلام وليس باسم الكرودة ، فان القرآن المنزل من الحكيم الخبير يشهد على عروبة محمد ، وفي قصيدة سلوا قلبي التي كتبها احمد شوقي وغنتها أم كلثوم بأداء ملائكي خالد يقول شوقي مخاطبا محمدا بن عبد الله :



أبا الزهراء قد جاوزت قدري بمدحك بيد أن ليَ انتسابا



ولو كان احمد شوقي كرديا كما يدعي مثقفو البيشمركة لما فضل الوقوع في هذا المطب التاريخي والأخلاقي بادعائه العروبة وهو ليس منها ، خصوصا وانه كان محاطا قي فترته بالمتزمتين من نقاد الأدب والتاريخ وعلماء الأزهر الذين لا يغادرون صغيرة ولا كبيرة إلا وأخضعوها للتمحيص والنقاش .

إن صلة الانتساب التي أشار إليها شوقي في قصيدته سلوا قلبي هي صلة العروبة ، ولكن مثقفي الكرد الملقنين والملقنين بفتح القاف وكسرها ،لا يعيرون شواهد التاريخ والجغرافيا وعلم الاجتماع أي اهتمام أو أذن صاغية ، ويستمرون في تزوير الحقائق المائلة على الأرض وفي وثائق التاريخ ومدونات العلماء عربا وأكرادا وأجانب آخرين ، ولم يرق لهم إلا ما يقوله ساستهم ، فعندما كتب المؤرخ الكردي الشهيد " عمر ميران " عن الادعاءات الكردية التي تروج لصرح حضاري موغل بالقدم قتلته عناصر البيشمركة بدم بارد ، وقلبوا به السيارة التي كان يستقلها وحفيده إلى عمق الوادي كي يظن أمر موته مجهولا.

قبل أسابيع قرأت خبرا عابرا في إحدى الصحف يقول أن محافظ الموصل دريد محمد كشموله استقال من منصبه لسوء الحالة الأمنية في بلاد آشور ومملكة شلمانصر، والذين لا يعرفون سبب سوء الحالة الأمنية في مدينة الحدباء وأبي تمام سيسبغون على كشموله صفات حسنة ومتعاطفة ، ولكن الحقيقة المتوارية خلف دخان الحرائق لها طعم آخر .

فالسيد كشموله هو محافظ الموصل التي يتألف مجلس إدارتها من 41 عضوا ، ثلاثون منهم من الأكراد و 4 من " المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق " والسبعة الباقون هم من العرب السنة الذين ينتمون أما لحزب مسعود أو حزب الطالباني ويستلمون رواتبهم من خزينة هذه الأحزاب كما هو الحال مع سيد غايب الذي كان عميدا في الجيش العراقي وعضو شعبه في حزب البعث ، والآن هو عضو شعبه في الاتحاد الوطني الكردستاني.

والموصل التي يبلغ عدد سكانها قرابة مليوني شخص تعيش فيها منذ قرون غالبية ساحقة من العرب السنة قد تتجاوز 90 بالمائة مع نسبة لا تتجاوز 8 بالمائة من الأكراد ، والسيد كشموله ينتمي تنظيميا إلى حزب الاتحاد الكردستاني وقبل أشهر قليلة تم تكريمه من قبل نيجرفان البرزاني ابن مسعود البرزاني بدار في اربيل وسيارة حديثة إضافة إلى تكفل الحزب البرزاني بنفقات دراسة " حمودي ابن دريد كشموله " في الولايات المتحدة ، وكل هذه الامتيازات وغيرها مقابل مساهمة السيد كشموله بالسماح للأكراد بالاستيلاء على مجلس محافظة الموصل ، فبعد كل عملية اغتيال لأحد أعضاء المجلس السنة تفتح الأبواب بمباركة كشموله ليحل محل العربي السني كردي برزاني أو طالباني كما حصل بعد اغتيال العضو العربي في المجلس المحامي خيري الدباغ .



إن خسرو كوران نائب محافظ نينوى هو الحاكم الفعلي في الموصل وهو يشرف بشكل مباشر علي عمليات الاغتيال لأي صوت معارض ورئيس مجلس محافظة الموصل هو اللواء سالم الحاج عيسي الذي أعفاه صدام من الإعدام ومنحه أرضا قبل سقوط النظام ليبيعها الأخير بمبلغ 80 مليون دينار وهو يسكن دهوك حاليا، وقد وظف سالم ابنيه في المحافظة ليقوما بجهد تبديد تخصيصات المحافظة ليبلغ حجم الفساد الإداري مبلغ 140 مليار وهدا الرقم أكيد ومودع لدي دائرة النزاهة ويستطيع القاضي راضي الراضي أن يؤكده من واشنطن، حيث المقاولات والتجهيزات حكر للشركات الكردية مثل شركة سجي في دهوك التي استلمت مبلغ 41 مليون دولار نقدا علي عقد تجهيز مواد احتياطيه ومولدات كهربائية، وهذا المبلغ استلم نقدا وهذه الشركة لا يوجد لها تلفون ارضي حتى ،و كل ما لديها عنوان الكتروني أي أيميل عادي علي الياهو وموبايل.

كما فرض علي دائرة صحة نينوى قبول ما قيمته 300 مليار دينار من المواد الطبية التي تجهزهم بها شركه زاويتة العائدة لفاضل الميراني وابنه وبنته ونسيبه كما تم إلزام بلديه الموصل بقبول 50 تراكتور زراعي بمبلغ 70 مليون دينار للجرار الواحد علما بان التراكتور هذا يعمل بثلاث اسطوانات ولابد من كبش فداء لهذه الفضيحة بعد انكشافها فتم إلقاء القبض علي سالم الحاج عيسي واحد أبنائه في حينها .

فيما فرت نجلاء حنا المحامية العضو في مجلس المحافظة وعشيقة خسرو كوران ،إضافة إلى فرار أخرى تدعي شيلان .

إن الكثير من سيارات الإرهابيين كانت تدخل مقر الاتحاد الوطني في المنطقة الصناعية بالموصل لتحتمي بها بعد أن يتم تشخيصها ومطاردتها من قبل الشرطة، وللعلم فان سالم الحاج عيسي يمتلك فيلا في شرم الشيخ في الوقت الذي كان أبناؤه يعملون كسواق تاكسي بين بغداد والموصل قبل موجة الاستحواذ على كل شي والتي رافقت دخول البيشمركة إلى نينوى بعد الاحتلال الأمريكي مباشرة ، فيما كان هو يدير محل بسيط للأدوات الاحتياطية للسيارات و هكذا تستمر عجله تفريغ وتدمير الموصل فقد انتهي الحي الصناعي بالموصل كما تم تدمير ملعب الموصل بعمليه نسف منظمه استغرق الترتيب لها ساعات عديدة وجهد كبير لتثقيب الدعائم ووضع المتفجرات ولا وجود لمن يمنع ، فالمحافظة التي يديرها الحزبان الكرديان تشهد عملا منظما للتخريب المستمر فيما يراقب الأعضاء بهدوء وهم يستلمون الرشاوى والمبالغ وهم راضون أما من يريد أن يتكلم فمصيره كالكثيرين الذين مضوا إلي غير رجعة.

ألا من الأجدر بالأكراد أن يتحدثوا عن هذه المنجزات بدل اللجوء إلى اختراع تاريخ لا وجود له ، إن تاريخهم يكتب الآن بالدم والنار والخراب واللصوصية فلماذا ينكرون تاريخا له أثاره العميقة على الأرض ، وله قرائنه التي لا تمحى ، وله نتائجه المخزية ، ويتشبثون بتاريخ لا وجود له إلا في خيالهم الذي لم يتورع عن نسبة نوح للأكراد ؟

اكذب اكذب حتى يصدقك الآخرون مقولة مضى زمنها ، والأكراد يريدون إدارة عقارب الوقت إلى الخلف .



freenewiraq@yahoo.com