صحيفة عراقية تشن هجوما عنيفا على دول مجلس التعاون الخليجي

شنت صحيفة عراقية هجوما عنيفا، الإثنين، على دول مجلس التعاون الخليجي، واصفة تصريحات بعض المسؤوليبن الخليجيين حول مشاركة العراق في قمة المجلس الأخيرة بأنها تصريحات "غير مسؤولة".

ونشرت صحيفة ( الدستور)، وهي يومية مستقلة، مقالا بعنوان ( العراق لن يكون إلا العراق) كتبه رئيس تحريرها باسم الشيخ، يقول فيه " الإيحاءات التي وردت في تصريحات أمير دولة قطر عن غياب العراق عن القمة الخليجية الأخيرة، والتي سوغها بسوء معاملة السنة فيه، ليقول صراحة بعد التلميح إن الوحدة في العراق ليست موجودة... وإن بعض الأطراف - والحديث له - تشعر بأنها لاتعامل كمواطنين كاملين، وهي تصريحات مرفوضة جملة وتفصيلا لما تتضمنه من معان لاتنطبق على حقيقة مايجري في العراق".
واضاف الكاتب أن " تعليق مسألة حضور العراق أو إنضمامه للقمة الخليجية، وربطه بشكل مباشر بالوضع العراقي، يعد تدخلا في الشأن الداخلي... وهو أمر لايمكن القبول به، مادام العراق لايقوم بذات الدور أو أنه يملي شروطا معينة ليكون طرفا متمما في محفل إقليمي من هذا النوع... وهي لهجة مازالت تحمل في طياتها لغة خطاب استعلائي وتبعي، يدخل في صف الإملاءات التي لانحتاج إليها، وهي كذلك تشكيك بالعملية السياسية (في العراق) ومفرداتها التي انتجتها ممارسة ديمقراطية مازالت دول الخليج بعيدة كل البعد عنها".
ومضى الشيخ قائلا "وإذا ما اعتقد بعض المسؤولين الخليجيين بأن العراق بحاجة لهم فهم مخطئون، لأن المستقبل القريب سيشهد ولادة قوة اقتصادية وسياسية واستراتيجية يتحول بموجبها العراق إلى طود كبير يمثل لوحده مركزا لاستقطاب الاستثمارات، ومحركا مهما للسياسات في المنطقة".
واختتم رئيس تحرير ( الدستور) مقاله بالقول " العراقيون لايريدون اليوم من يعلمهم دروسا في السياسة واحترام الحقوق المدنية والسياسية لمواطنيهم، أما من يراهن أو يعد المرحلة الحالية هي مرحلة الثبات... فهو لم يدرك بعد حجم التغيير الذي حدث في العراق، مثلما لايعرف ما سيكون عليه مستقبل العراق خلال السنوات المقبلة... فالعراق لن يكون إلا العراق.
وكان قادة دول مجلس التعاون الخليجي الست عقدوا في العاصمة القطرية، الإسبوع الماضي، قمتهم الدورية التي حضرها، لأول مرة، الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد.
في السياق نفسه، نشرت صحيفة ( التضامن)، وهي يومية مستقلة، مقالا بعنوان (مؤتمر أمن الخليج والغياب الإيراني) بقلم رئيس تحريرها فلاح الشرقي، جاء فيه " تأتي أهمية مؤتمر أمن الخليج، الذي اختتم أمس (الأحد) في العاصمة البحرينية المنامة، والذي نظم من قبل المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية بالتعاون مع وزارة الخارجية البحرينية، من حضور الشخصيات المهمة المدعوة للمؤتمر وتأثيرها السياسي والأمني في المنطقة والعالم".
لكن الكاتب أردف قائلا إن "غياب وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي عن المؤتمر وضع المراقبين أمام علامات استفهام كثيرة، حيث أن الجانب الإيراني اعتذر دون ايضاح أسباب عدم مشاركته... (وهو اعتذار) على غير المتوقع، خصوصا بعد مشاركة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد في مؤتمر قمة دول مجلس التعاون الخليجي في الدوحة، ومساهمته في وضع طروحات تعاون في مختلف المجالات بين إيران ودول مجلس التعاون الخليجي".
واشار الشرقي إلى أنه في المقابل "حصل الرئيس الإيراني (خلال القمة) على موقف خليجي بأن تقدم هذه الدول لإيران المساعدة والإسناد في حال تعرضها لأي هجوم عسكري محتمل"، معربا عن اعتقاده بأنه "بغياب إيران عن المؤتمر (مؤتمر أمن الخليج) ستكون القرارات الصادرة عنه منقوصة الأهداف، لما لإيران من مساحة على الأرض تمتد من شمال الخليج حتى جنوبه".
وفي موضوع آخر، نشرت صحيفة ( العهد) الإسبوعية المستقلة، موضوعا بعنوان (شماعة المصالحة الوطنية) قالت فيه "ذهلنا، ونذهل دائما، كلما سمعنا مبررات استمرار العنف والإرهاب وتعطيل الخدمات وبناء الدولة بكافة مؤسساتها، واستمرار معاناة شعبها معلقة على شماعة المصالحة الوطنية... حتى تصريحات المسؤولين الأمريكيين والساسة والقادة العسكريين، وكذلك تصريحات رئيس جمهورية العراق ورئيس وزرائه ورئيس برلمانه وقادة كتله، كلهم يتذرعون بشماعة المصالحة الوطنية."
وتضيف الصحيفة "لانعرف من الذي يعيق المصالحة، والكل يعلم أن الشعب العراقي موحد ومتصالح... لولا الاحتلال وأدواته ومن جاء به (من) عصابات قتل وإرهاب من الخارج. فليتصالح الذين يصرحون فيما بينهم ويكفون الشعب شر أعمالهم".
وتختم ( العهد) مقالتها قائلة " إن الرغبة في التعايش المشترك، ولا أقول المصالحة الوطنية، لايمكن أن تكون إلا بإرادة شعبية حرة، ورغبة متبادلة وقلوب خالية من الأحقاد.. مليئة بالمحبة والأثرة، هذه الرغبة هي الحاضر الذي مازال الواقع يؤكد وجوده من خلال وقائع وحقائق على الأرض، الآن وليس الأمس... فالعداء غير موجود بين مكونات هذا الشعب حتى يتصالح".