المهرب ولد نذلاً.. فلا تثقوا بالمهرب لانه شانه شان البعثي السافل فالاثنان نَجَسْ..

Thursday, 13 December 2007
عندما غادرت أم سعد مطار أربيل قبل أسابيع كانت تحلم بلحظات اللقاء الحميم مع ابنها البكر سعد في الدنمارك، بعد مرور أكثر من سبع سنوات على هجرته.


التزمت أم سعد الأمية توجيهات «الريس»، الذي تولى تهريبها، ودفعت له سبعة آلاف دولار مقابل أتعابه. لكن الحلم لم يدم طويلاً، إذ اتضح لاحقاً ان «الريس» جمع مبالغ طائلة من طالبي لجوء مثلها ثم غادر الفندق بعدما أخبرهم انه سيخرج لإتمام اجراءات الحجز الى دولة اخرى تمهيداً لبدء الرحلة.


أم سعد ليست الضحية الوحيدة لمهربي البشر الذين يستغلون ضعف اللاجئين العراقيين ورغبتهم بمغادرة الدول المجاورة إلى أوروبا. وطابور الضحايا يزداد يوماً بعد يوم.

ريتا عبد المسيح ضحية أخرى تقول إنها أجبرت على العودة الى بغداد بعدما هرب «الريس» الذي اتفقوا معه على اخراجهم من الأردن الى جهة مجهولة بعد تقاضيه 50 ألف دولار عن ستة اشخاص هم أفراد عائلتها.

ريتا تقول إن المهرب اشترط دفع المبلغ مقدماً، فكان له ما اراد، ثم غادر العاصمة عمان قبل يومين من موعد سفرهم المزعوم تاركاً الضحايا خلفه.


وتؤكد أن العائلة عادت الى بغداد بـــــعدما اقترضت ثمن تذاكر السفر من أحد الأقارب هناك، وقررت ان لا تجازف بعدما باعت كل ما تملك في بغداد لتتمكن من جمع المبلغ الذي دفعته للمهرب.

وترى ريتا أن سوء الحظ وحده هو الذي تسبب في اجهاض مشروع الهجرة الذي خططت له العائلة، لا سيما أن هناك العشرات من العائلات التي حصلت على اللجوء بالتعاقد مع مهربين متخصصين في هذا المجال، لكنها لا تنكر ان هناك الكثيرين ممن وقعوا ضحايا لشبكات التهريب.


ياسمين علي تروي حكاية اخرى عن لجوء العراقيين وتقول إن شقيقها ياسر استطاع الوصول الى احدى العواصم الأوروبية وحصل على اللجوء هناك، بعدما أوصله أحد المهربين اليها مقابل 16 ألف دولار.

وتؤكد ان الأجـــــور التي يطلبها المهربون لقاء اخراج اللاجئين من دول الجوار الى أوروبا، التي فتحت باب اللــــــجوء لهم، تراوح بين 7 و15 ألف دولار، إذ أن غالبية المهربين يطلبون مبالغ كبيرة في حال كانت رحلة اللجوء تتطلب المرور بمحطات عدة، في حين يكون المبلغ أقل عندما تكون الرحلة بسيطة.

ويؤكد عبد الصمد رحمن، وزير الهجرة والمهجرين، أن العراقيين اللاجئين في دول الجوار «يتعرضون لمختلف صنوف الاحتيال من اشخاص يدعون قدرتهم على ايصالهم الى أوروبا»، ونصح العراقيين بعدم الوثوق بالذين «يرسمون أحلاماً وردية عن أوضاع اللجوء في الخارج».
وكانت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة حذرت العراقيين في الأردن وبعض الدول العربية الأخرى من عمليات الاحتيال.


الحياة