استخبارات إسرائيل: إيران لم توقف برنامجها النووي
Gmt 1200 2007 الأحد 16 ديسمبر
خلف خلف



--------------------------------------------------------------------------------


خلف خلف من رام الله: تقرير الاستخبارات الأميركية، الذي نشر مؤخراً ويقدر بأن إيران أوقفت مشروعها لتحقيق سلاح نووي منذ العام 2003، قد يكون بدا في البداية كنوع من صفارة التهدئة والحديث الدبلوماسي. ولكنه في إسرائيل فقد أشعل ضوء أحمر كبيرا. حيث كشفت صحيفة معاريف الصادرة اليوم الأحد أن وفداً من محافل الاستخبارات الإسرائيلية، بمن فيهم رجال شعبة الاستخبارات العسكرية "امان"، يوشك على أن ينهي هذا الأسبوع سلسلة مباحثات عاجلة في الولايات المتحدة، في محاولة للإثبات للأميركيين بان المشروع النووي العسكري لإيران لا يزال مستمرا بالتأكيد.

وكان الوفد الإسرائيلي سافر في بداية الأسبوع الماضي إلى الولايات المتحدة، بهدف التعرف المعمق على التقرير الأميركي الذي صدر مؤخرا. ومقابل نشاط الوفد في الولايات المتحدة فحصت محافل الاستخبارات من جديد كل ما هو معروف في مسألة النووي الإيراني.

وتقول معاريف: "بعد أكثر من أسبوع من الفحص المتجدد يتعزز التقدير بان الإيرانيين أوقفوا في العام 2003 مسار إنتاج قنبلة ذرية، على خلفية اجتياح الولايات المتحدة للعراق. ولكن في إسرائيل يقدرون بان الإيرانيين في هذه الإثناء "دشنوا" مسار إنتاج جديد، ليست كل تفاصيله معروفة لمحافل الاستخبارات في الغرب".

محافل الاستخبارات الإسرائيلية أشارت أمام نظرائها الأميركيين إلى أن للإيرانيين تجربة غنية في تضليل محافل الاستخبارات في الغرب وتشويش آثار نشاطهم الحقيقي. وقريبا ستجرى مباحثات رسمية مشتركة أخرى بين محافل الاستخبارات من إسرائيل ومن الولايات المتحدة في محاولة إسرائيلية لإقناع الأميركيين بأنه لا يمكن المخاطرة والانطلاق من فرضية أن إيران لا تسعى إلى سلاح نووي. وبحسب الصحيفة الإسرائيلية يحتمل أن في إطار ذلك ستكشف إسرائيل أمام المحافل الأميركية مادة لم تعرض عليهم حتى الآن لاعتبارات "أمن المعلومات".

وإذا لم يكن هذا بكافٍ كي يظهر التخوف الإسرائيلي من آثار التقرير الاستخباري الأميركي، فان وزير الأمن الداخلي آفي ديختر تفوه أمس بحدة في هذا الموضوع في إطار حدث "سبت ثقافي" في مسرح حولون. وقال الوزير ديختر: "إن المفهوم المغلوط للولايات المتحدة بشأن السلاح النووي الإيراني من شأنه أن يؤدي إلى يوم غفران إقليمي. شيء ما تشوش في البرنامج الأميركي الذي يحلل خطورة تهديد السلاح النووي في إيران. ينبغي التعلل بالأمل في أن تعرف الولايات المتحدة كيف تصلح ذلك".

وفي ختام أقواله، طُلب من ديختر أن يتحدث عن موضوع تقوية الشرطة فقال: "أعتزم تطبيق الكثير من القدرات الاستخبارية المستخدمة في المخابرات ضد العمليات، وتطبيقها في مجال مكافحة الجريمة".

كما وزراء في الحكومة الإسرائيلية وبالأساس محافل رفيعة المستوى في وزارة الخارجية انتقدوا أمس بشدة أقوال ديختر. وقالت محافل في وزارة الخارجية إنه "لا يحتمل أنه في مواضيع الخارجية والأمن لا يكون هناك حكم وحاكم بالنسبة للتفوهات والأفعال السلطوية".

والى ذلك، إفادة مجلة "دير شبيغل" الألمانية بان الحكومة الألمانية طردت بسرية دبلوماسي إيراني حاول أن يشتري معدات تستخدم لتخصيب اليورانيوم في بفاريا. وحسب التقرير فقد نفذ الطرد في شهر تموز/يوليو الماضي.