قرأت في صفحة الثقافة بالعدد 1066 خبرا حول اعتزام جامعة الأزهر عقد مؤتمر حول "الحوار بين المذاهب الإسلامية" وغيرها وبمجرد أن فرغت من قراءة هذا الخبر دار في خلدي هذه الأسئلة:
* لماذا أغلقت دار التقريب بين المذاهب الإسلامية في القاهرة؟ وما هي الأسباب التي أدت إلى إغلاقها. ولماذا يريد الأزهر عقد مثل تلك الحوارات مجدداً؟
حيث إن "دار التقريب" كانت خطوة في الاتجاه الصحيح بدليل أن الأزهر يريد عقد مثل تلك اللقاءات السالفة، فقد كانت دار التقريب في القاهرة تقوم بدور فعال من حيث التقريب والحوار أو من حيث اجتماع العلماء بعضهم مع بعض وكم هو عدد المرات التي اجتمع فيها العلماء بعضهم مع بعض؟ وكم هو عدد المرات التي اجتمع فيها العلماء من الأزهر الشريف بالمراجع الدينية في الحوزات الدينية في النجف في جو من الود والمحبة والسماحة؟ ولو قدر لهذه الدار الاستمرار لقطعت شوطا كبيرا في الحوار ولأزالت كثيرا من العقبات التي تعترض طريق الحوار ولا أدري ما هو السبب الذي من أجله أغلقت دار التقريب بين المذاهب الإسلامية.
وما أسفت له حين قراءتي هذا الموجز أن يصرح مسؤول الأزهر أنه من الأولى أن يكون الحوار مع المذاهب الإسلامية حيث إن نسبة الاتفاق 96%. مؤسف أن تكون هذه نسبة الاتفاق. ونترك الحوار الذي سوف نتفق في الجزء المتبقي منه ونترك المجال لأعداء الحوار ليزيدوا من أوجاع الأمة ويستغلوا جهل العامة "لذكر المسالب حتى لا يقر لهم قرار إلا ليروا الأمة متفرقة".
مؤسف أن نسمح للأصوات المتطرفة، من كلا الجانبين أن يلغوا هذه النسبة الهائلة من الاتفاق، ليتفرغوا لكيل السباب واللعن لبعضهم البعض.
والرابح من هذا التنابذ هم أعداء الأمة لا يهنأ لهم بال إلا بتفريق المسلمين أحزاباً وطوائف.
أتمنى لمشروع الأزهر وللمشروعات الأخرى ومنها "مركز الحوار الوطني" الاستمرار وألا يخضع لبعض الأصوات المتطرفة. وكفانا ما عانينا من سيطرة الرأي الأوحد على جميع الأصوات. نريد سماع وجهة نظر بعضنا البعض لنعيش في واحة الإسلام الخالدة بشموليتها وتعدديتها وحتى لا نجعل هناك ثغرات ينفذ منها الأعداء للنيل من مقدرات الأمة.
محسن عيشان السفرة
خميس مشيط

http://www.alwatan.com.sa/daily/2003-09-06/readers.htm