[poem=font="Simplified Arabic,5,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أوقدتِ حَرْباً للضّلالِ ضَروسا = أمَّ النّواصبِ كم قتلتِ نفوسا؟
قِرّي ببيتكِ لا أبا لكِ واسمعي = آيَ الكتابِ وقد شَرَقْنَ شموسا
أوَ ما نهاكِ الله من أنْ تَخرُجي؟ = فأبيتِ إلا أن تَزُمّي العيسا
ودعوتِ طلحةَ والزّبيرَ لفتنةٍ = صماءَ غادرت الرّشيدَ رَكيسا
أوَ ما سمعتِ كِلابَ حَوْأَبِ إذ غدت = تُلقي عليكِ مَواعظاً ودروسا
نَبَحَتْ عليكِ عسى تؤوبي يا لَها = نُذُراً تُميدُ من الجّبالِ رَسيسا
فرَكِبْتِ ضغنكِ واستثرتي للوغى = جَمَلاً يسوق إلى القتالِ تُيوسا
مِنْ كلّ نكّاثٍ يمور بجهلِهِ = عَنَتاً وكان عن النّفارِ جَليسا
بُغضاً لمنْ نطقَ الكتابُ بفضلهِ = وزكا وكان مُطَهّراً قِدّيسا
ومُطَهّرٌ من كلّ رِجْسٍ ينبري = لقتالِ قومٍ نُجّسوا تَنْجيسا
صِنْوُ النبيِّ ومن أتى في هل أتى = مَدْحٌ تلمّسَهُ الشّريفُ أنيسا
بطلٌ رأت بَدْرٌ وأُحْدٌ أنّهُ = ما كان يوماً في اللقاء جَبوسا
في حلمِ نوحٍ في جلالةِ آدمٍ = وبصبرِ أيّوبٍ وعِفّةِ عيسى
خاضَ المهالكَ في الوقائع حاصداً = بحُسامِهِ للمشركينَ رؤوسا
تَجِبُ القلوبُ مَهابةً من سيفِهِ = فيَصيدُ من صِيدِ القِراعِ الشّوسا
إنْ أَطفأتْ سُحُبُ المنونِ نفوسَهم = فوَقيدُ صارمِهِ يَشُبُّ وَطيسا
أسِفاً على قومٍ شَرَوا بهداهُمُ = غيّاً فثابَ صلاحُهم مَيؤوسا
يجلو دُجى الغَمَراتِ وَمْضُ حُسامِهِ = بيدٍ تُبيد الجَحْفَلَ الطّهْليسا
فيعودُ يعقِدُ بالجّراحِ مَفاخِراً = ما زالَ ذكراها يُهيج رَسيسا
خَسِئَتْ غداةَ دَعَتْ لحربِ إمامِها = حَمْراءُ كالصّفراء زوجةِ موسى
لقتالِ يوشعَ تلكمُ خرجتْ وذي = قادتْ إلى حَرْبِ الوصيّ خَميسا
كلتاهُما بَغَتِ الضّلالَ وآبَتا = بالخِزْيِ يذكُرُهُ الزمانُ عَبوسا
ولنا بزوجةِ لوطِ أبلغُ عِبْرَةٍ = وبزوجِ نوحٍ فاحْذَرِ التّدليسا
وحَذارِ من غيِّ الجَهالةِ أنّه = بِخِداعِهِ قد أحكمَ التأسيسا
فعليُّ بويعَ للخلافةِ لمْ يكُنْ = مِمّنْ تقمّصَ حُكْمَهُ مَرْكوسا
فعلامَ خالَفَتِ الجَماعَةَ فانثنتْ = بالغدرِ تَسقي النّاكثينَ كؤوسا؟
خرجتْ تَجُرُّ إلى المَهانَةِ ذَيْلَها = وَصَغَتْ لتُبْصِرَ تاجَها المَنْكوسا
وهناكَ يومَ الحشرِ تلقى ربّها = لترى الجَزاءَ وكان ذاك بَئيسا
تعساً لمن عادى علياً فهو في = قَعْرِ الجّحيمِ مُقارِناً إبليسا
ويفوزُ من والاهُ في عَدْنٍ وفي = أعلى الجِنانِ ويسكُنُ الفِرْدوسا
فاجعلْنيَ اللهمَّ من عُتَقاءِهِ = في يومَ لا يُغني الفِداءُ حَبيسا
ولوالديّ اغفرْْ إلهي إذ هُما = قد وَرّثانيْ الحُبَّ والتّقْديسا[/poem]

[align=center]عادل الكاظمي[/align]