 |
-
...........علامات المؤمن بعد التختم باليمين:"فدرلة" زيارة الاربعين
فدرلة زيارة الاربعين نموذج لتسييس العاطفة الدينية
كتابات - باقر محمد
لاتكاد تمر مناسبة دينية الا وترى السياسيين (الفدراليين) يجتهدون في استغلالها للترويج لمبدأ الفدرالية واقليم الوسط والجنوب وكأنه المفتاح السحري لحل مشاكل اهالي هذا الاقليم المساكين مستغلين في ذلك الخزين العاطفي للجماهير المؤمنة والذي عادة مايكون حاضرا في هكذا مناسبات,والانصاف يجب علينا الشعور بالابتئاس والخوف في آن واحد تجاه هذا المنحى الغريب في التعاطي مع ملفات حساسة من هذا القبيل.
ابتئاس سببه فشل هولاء السياسيين في خلق قناعة ووعي لدى الجماهير تشكلان بالنهاية دافعا ذاتيا لديها للتحرك نحو العمل وفق اجنداتهم السياسية الامر الذي دفع هولاء السياسيين باتجاه الخلط بين المقولة الدينية والسياسية على مستوى الخطاب والممارسة,ذلك الخلط الذي يغيب فيه الوعي الذاتي للمؤمن العادي بعد كون المفردة السياسية قد تغلفت بغلاف شرعي يتوجب معه تأيدها وان كان هذا التأيد خارجا عن قناعته العقلية اذ مااكثر ماتعبدنا الشارع المقدس بأمور قد لا تتفاعل معها عقولنا لااول وهلة ولكنا جمدنا هذه العقول ويممنا وجوهنا تجاه النص الشرعي طائعين فلتكن البرامج السياسية على هذا الوزان!, وهذا مايريده اغلب السياسين حتى وان كان هذا اللون من التوجه ذا مردودات سلبية على الواقع العراقي ويبعث برسالة مرعبة لكل المعنيين من سياسيين ودينيين اقل مافيه ان الناس بدات تنظر الى فشل السياسيين باعتباره فشلا للاطروحة الدينية نفسها اما لان اغلب الممثليين لهذه الاطروحة ابتداء من اصغر موظف اسلامي وانتهاء باكبر مرجع ديني ليسوا على مستوى مفاهيمها ومثلها لااقل من جهة اضفاء المشروعية على واقع فا سد او لان الاطروحة الدينية جلبت الويل والدمار لهذا الشعب المحروم فهي واينما القت بعصاها كانت الطائفيّة لونها الذي لامحيص عنه فصار التجسيد الحقيقي للتطييف الديني قتلا وتهجيرا وتروعيا اقل مايقال فيه انه اعاد عجلة التاريخ الى الوراء بعد ان كانت مفرداته الحمراء والسوداء تمثل نمط عادات الشعوب الوحشية المنقرضة الا من واقعننا الديني العربي!!1
ربما يكون هذا الامر هو الذي دفع الكثير من المعنيين بالشأن السياسيي والاجتماعي الى التفكير جديا في ايجاد البديل الحقيقي والوريث الشرعي لهذه المعادلة السياسية المحتضرة ولعل كيان(جامعيون) الذي نظّر له ودعا اليه بقوة المرجع اليعقوبي خير شاهد على ماندعيه ,على ان هذه الخطوة الواعدة سبقتها دعوات لاتقل جرأة عنها من هذا المرجع الواعي كما في الدعوة الى تفكيك التكتلات الطائفية واجراء انتخابات برلمانية مبكرة وايجاد خطاب وطني يترفع عن الانتماءات العرقية والطائفية وغيرها من دعوات وخطوات تصنف في اطاراقتحام الممنوع وتجاوز الخطوط الحمراء للاحزاب الدينية وازعم انها كلفته الكثير الا ان الذي يهوّن الخطب ان المستقبل سيكون لها شريطة ان تتخلى الاحزاب السنية عن طموحها العقدي(بالفتح)والاحزاب الشيعية عن تخوفها العقدي(بالضم) وهذان امران اشرنا اليهما في مقال سابق.
المشكلة الاساسية للاحزاب الدينية (شيعيتها وسنيتها) انها تتعامل وعلى طول الخط بنفس تعبوي شعاراتي علامته الفارقة سلاح الفتاوى الجاهزة التي جعلت من المواطن البسيط مسلوب الاختيار ومغلوبا على امره ومندفعا بلاوعي او قناعة باتجاه تطبيق الاجندة السياسية لهذه الاحزاب ,ولااعرف هل ينوي الاسلاميون المضي قدما بهذه الشعارات على طول الخط؟ وهل تبقى الفتاوى سارية المفعولة ومؤثرة في تحريك الناس ام لها نهاية وحد محدود اما لعدم تفاعل المواطنين معها او لان المرجعية الدينية ستنأى بنفسها عن السياسيين واخفاقاتهم؟؟؟
ان الاستعانة بحزم الفتاوى في دفع عجلة الحياة السياسية امر خارج الحالة الطبيعية ولابد ان يتعامل معه على اساس كونه وضعا استثنائيا في التعاطي مع الواقع السياسي اذ ان القاعدة الاساسية في الحياة السياسية هي ان كفة الميزان انما تترجح وفقا للمشروع السياسي الذي يحمله هذا الطرف او ذاك, رغم اننا نتفهم استخدام الفتوى كمحرك اساسي في بدايات تشكيل المعادلة السياسية الجديدة بعد كون الواقع الجديد غريبا بكل تفاصيله عن عقل المواطن العراقي وثقافته التقليدية اولا او لان خطورة التأسيس املت هذا التوجة لوضوح اننا كنا نتعامل مع تشكيل دولة يمكن ان تبقى فيها بصمات التأسيس ممتدة الى امد غير منظور ثانيا كل هذا دعا وبشدة الى تحريك كل مكامن اللاوعي في الوجدان العراقي من مكامن دينية وقومية وقبيلية00الخ ,وفي زحمة هذا التحريك غاب البرنامج السياسي الذي يفترض انه الفيصل في تقديم طرف وتأخير اخر, الا ان هذا ينبغي ان يتغير اليوم بعد ان اسيئ استغلاله من السياسين البرجماتيين الذين يستغلون كل شيئ في سبيل اهدافهم الدنيوية فجر وجروا علينا الويلات والبلاءات.
اللافت للنظر ان الكثير من المنادين بالتغير(حتى العلمانيين) لم يتقدموا خطوة واحدة ولو خجولة في هذا الطريق ربما لانهم يبحثون عن البضعة السمينة واللقمة الدسمة لذا تراهم مذبذبين لا الى هولاء ولا الى هولاء فلقد تخمت اذاننا من صياحهم الذي يصل حد الزعيق والنعيق بضرورة التغيير السياسي بيد انهم اما يهدفون الوصول الى الحكم عبر أليّة واحدة فقط وهي تغيير الحكومة الرشيدة غافلين او متغافلين عن ان حكومتنا الموقرة هي نتيجة خاطئة لمقدمات خاطئة ومن اراد التغيير والاصلاح فليبدأ من المقدمات لا من النتائج,او انهم ينقمون على الحكومة وينتقدونها ولكن يرفضون فراقها او الابتعاد عنها طويلا تبعا لمقولة(ولي في الري قرة عين)!!!1
بالرجوع الى الفدرالية نقول: ان المجلس الاعلى من اكثر المكونات السياسية الشيعية استقتالا في سبيل تفعيلها ضمن شكل محدد سلفا وهو اقليم التسع محافظات وفي هذا السبيل خطى الكثير من الخطوات لتذليل الصعوبات والعوائق التي تقف في طريق حلمه هذا,ولعل جعل رئيس الوزراء نوري المالكي في مواجهة التيار الصدري واحدة من هذه الخطوات المهمة فالرجل جاء على اكتاف الصدريين بنحو واخر لكنه تقاطع معهم بل ومع اغلب المكونات الشيعية الامر الذي ادى الى ارتمائه في احضان المجلس والاكراد طلبا للدعم والنصرة مما جعله يسدي من حيث يشعر او لايشعر خدمة عظيمة لتحقيق الحلم المجلسي عندما اعطى الضوء الاخضر بالقيام بحملات عسكرية فاعلة لتكسير قواعد الممانعة للمشروع الفدرالي طالت بالدرجة الاولى الصدريين الذين كانوا ومازالوا مثار قلق للمنادين بالفدرالية بما يمثلونه من ثقل جماهيري اولا واندفاع متحمس قد يصل حدا يصعب السيطرة عليه ثانيا,ولااعرف هل فكر المالكي انه وبفعاله هذه يكون قد شطب على مستقبله السياسي بالقلم الاحمراولا؟؟؟ ليته تروى قليلا ونظر في قرارات التجميد مليّا او في عروض الدعم من بعض الاطراف كالفضيلة مثلا ولم ي تحول الى سيف مجلسي ينافح به عن عرين مشروع غيره وهو يعي جيدا ان عقده مع المجلس عقد منقطع وسينتهي عاجلا ام اجلا غير آسفين عليه!!1
ابو اسراء يدرك انه غير مرغوب به من اغلب الكتل السياسية العراقية وهي(اي الكتل)تتعامل معه كواقع مفروض بحكم الدعم الامريكي والايراني ولولاهما لما كان شيئا مذكورا,والمتتبع يجد بوضوح مستوى الفتور في علاقته حتى مع ابناء حزبه بعد الانقلاب الابيض الذي خرج منه قائدا اوحدا للدعاة,كما ان التيار الصدري يصنف مرحلتة على انها اسوء مرحلة مر بها ابناء هذا التيار الذين يرون ان المالكي قد قلب لهم ظهر المجن واستهدفهم بشكل واخر تحت كل حجر ومدر مضافا الى ان علاقته بالفضيلة محكومة بالمد والجز وكانت سلبية في مجملها لاسيما مع تحميله ومقربية الفضيلة كجناح سياسي مسؤولية الخطابات النقدية اللاذعة التي يوجهها المرجع اليعقوبي بين الفينة والاخرى ضد الحكومة لااهمالها وتقصيرها مع الشعب على انه يعي جيدا مستوى العداء التأريخي بينه وبين المجلس الاسلامي الاعلى الذي كان ومازال يمني النفس بقيادة المعادلة السياسية رغم ايمانهم ان المالكي قد فاضت عليهم منه بركات لم يكونوا يحلمون بها يوما او تخامر اذهانهم ولااقل من بركة كسر شوكة التيار الصدري وجناحه العسكري جيش المهدي!1
ويبقى الرجل مرفوضا كرديا وسنيا, وفي ظل هذا الرفض ربما سيفكر بالاعتزال السياسي اذا انقضت الاربع سنيين (ومن يعش ثمانين حولا لاابا لك يسئم)!!!1
وبالرجوع ثانية الى الفدرالية لابد من التذكير بشيئ مهم واخير ذكرناه سابقا وهو ان الفدرالية ستكون في واقعها تقسيما للعراق وكل من يرى خلاف هذا فهو واهم جدا واذا كان الامر تقسيما ففي كل تجارب البلدان المنقسمة لم يمر الانقسام الا عبر بوابة الحرب الاهلية الطاحنة فاذا اضفنا ابعادا اخرى نزعم انها ستكون حطبا لهذه الحرب وعاملا مساعدا على ادامتها وانا هنا اتحدث عن خزين الكراهية التأريخي بين بعض المكونات الشيعية والبعض الاخر والموارد الاقتصاديه الهائلة مضافا الى النفوذ الايراني الذي لن يرضى باقل التقادير دون التحكم بهذا الاقليم وادخاله ضمن مفردات الامن القومي الايراني الامر الذي لن تقف معه امريكا صاحبة الوصايا على العراق ومن خلفها البلدان العربية مكتوفة الايدي امكننا حينئذ ان نعرف ان الفدرالية تمثل نذير شؤم وبداية فتح ابواب جهنم على السواد واهله فهل من مدكر؟؟
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |