أكرم الفضلي
بعد التصريحات التي ادلى بها السيد مقتدى الصدر والتي يبدو فيها من خلال هذه التصريحات ان الرجل محبط مما آل اليه امر اتباعه خصوصا ممن اُطلق عليهم اسم جيش المهدي.
التفاتة انتظرها الكثيرون جاءت متأخرة الى حد بعيد ، لكنها بطبيعة الحال تعبير عن اعتراف واضح و صريح بمقدار الخسارة الجسيمة التي مني بها التيار الصدري نتيجة اخطاء متراكمة اراد لها الكثير ان تستمر ويبدو ان الرجل احس بحجم الفاجعة التي المّت به وباتباعه, ولكن للاسف الشديد بعد فوات الآوان وبتعبير العراقيين الشائع بعد خراب البصرة .
لطيف ان يعترف الانسان بخطئه او خطأ من انتمى اليه ولكن هل هذا كافيا
فلم نرى من خلال هذه التصريحات ان هنالك خطة عمل لاعادة ترتيب الامور والتي خرجت عن السيطرة حسب تعبير السيد وهذا ما خشي منه الكثيرون فلم يعد هو صاحب السلطان لكبح جماح الخارجين عن الطاعة ، ولاسيما ان هنالك مؤهلات ومحفزات كثيرة تساعد على حدوث هذا الجنوح
فتأسيس جيش المهدي ثم تسيسه جاء في خطوة متسرعة لم تسبقها أي عملية اعداد او تاهيل فكانت عملية فوضية بامتياز من الناحية العقائدية والعسكرية و التي يفترض ان يتحلى بها أي جيش ولاسيما ان السيد ابدى من خلال تصريحاته انه كان يعتزم بواسطة هذا الجيش تحرير العراق وخلاصه من المحتل ولكن يبدو ان هؤلاء ليس هم من عقد السيد الامال عليهم
نتائج كارثية لمقدمات خاطئة لا يجب ان تكون اساس لجيش اعد لمحاربة اعتى قوة جاثمة على الارض التي يريد جيش المهدي تحرير العراق منها .
فمن خلال عمل جيش المهدي خلال الخمسة اعوام المنصرمة لم نرى من هذا الجيش
أي عمل بهذا الاتجاه .
لم نرىغير الاصطدام مع الشرطة او عمليات لسيطرة على مدينة هنا وقرية هناك ثم تخريب مرافقها قبل الانسحاب والهروب الى مكان آخر لاعادة الانتشار! في تخريب جديد وفوضى اخرى .
هذا ما لمسناه وليس هو من باب التجني او سوق الاتهامات بلا ادلة فالشواهد كثيرة ولم يعد هناك شئ يمكن اخفاؤه فبفضل تكنلوجيا الاتصال التي لا تغيب عنها هذه المناظر الخلابة!! قد تم توثيق كل ذلك.
فما حدث من اعتصام في حرم امير المؤمنين والمطالبة بتسليم وقفه للتيار الصدري والذي سالت فيه دماء الكثير من الابرياء لاتزال الذاكرة النجفية والعراقية تحتفظ بالكثير من وقائعه ولولا تدخل السيد السيستاني حينها لحدث مالا يحمد عقباه فرئيس الوزراء في حينها اياد علاوي كان عازما على فك الحصار واخراج المعتصمين في الحرم العلوي بالقوة ولحسن الحظ تمت المسالة بسلام وخرج الاتباع متسللين بين حشود الزائرين .
ثم جاءت احداث مدينة العمارة التي قام بها جيش المهدي بالسيطرة على كال المدينة وتم حرق مراكز الشرطة وحرق العشرات من سياراتهم وسيارات الدوائر الحكومية ونهبها لا لشيئ سوى طرح مناقصة لمشروع عملاق من قبل مجلس المحافظة تم رفضه بعد ان طلب التيار الصدري استلامه ، فهاج جيش المهدي لتخريب كل ما وصلت اليه ايديهم او الرضوخ لمطلبهم رغم ان لمجلس المحافظة عذره في عدم تسليمه لهم لعلم المجلس ان المشروع يحتاج الى خبرات كبيرة لتنفيذه ، الامر الذي لا يقوى عليه اتباع التيار الصدري .
وكأن هذه المحافظة البائسة الكثيرة الخيرات فوق الارض وتحتها يعوزها هذا التخريب
فمنذ ستينيات القرن المنصرم لم تشهد أي مشروع حيوي سوى بعض المشاريع النفطية
التي تمت علىايدي ابناء العوجة لاجل زيادة النهب والتي لم يجني أبناء المحافظة منها سوى رائحة النفط وسواد الدخان .
وبطبيعة الحال تم نقل الاحداث من قبل وسائل الاعلام الى الملاْ ليشاهدوا كيف يتصرف ابناء التيار الصدري وعلى رأسهم جيش المهدي .
مناسبة اخرى كانت وقائعها علىارض مدينة كربلاء الا وهي ما حدث في الزيارة الشعبانية ، فمناسبة الخامس عشر من شعبان للعام المنصرم لا تزال ماثلة للعيان ، فهي الى هذه الساعة لم تنتهي بعد ؛ إذ لا تزال محاكمات المتورطين بها من ابناء التيار الصدري جارية .
يبدو ان تصرفات هؤلاء لن تغب عن الرجل ، فما قام به هؤلاء و الذين جعلوا من اسمه رمزا
اساؤوا فيها له لابيه وللمكان وللمناسبة وصاحبها على حد سواء
فقد وقعت تلك الاعمال في بقعة مقدسة لدى كل من انتمى الى المذهب الشيعي ولكن هؤلاء من الاتباع لم يرعوا حرمة مكان ولا مناسبة زمان ولا حرمة صاحبها الذي طالما حملوا اسمه وتشدقوا بالدفاع عنه وعن اسمه الشريف
هذه الافعال وغيرها كانت على ما يبدو السبب في هجوم السيد على من وصفهم بانهم اغرتهم الدنيا وجروا وراء فتاتها ، فهو حسب قوله انه لا يتحمل مسؤولية ما سيبدر منهم ولا سيما انه مشغول بتحصيله الحوزوي فلا يعد بعد الان متفرغا.
هنا لي وقفة قصيرة في سؤال عن سبب تصريحات السيد مقتدى يا ترى متى اكتشف السيد
كل ذلك ، هل واقعا ان الرجل محبط ام ان شيئا وراء المستور
يبدو ان لهذه التصريحات لها مداليل اخرى فلربما تكون مقدمة للانسحاب التدريجي وترك الساحة للاعب جديد بعد ان شعر الرجل بان اليد التي كانت تمده لادامة بقاء جيشه قد بدأت تتنصل عنه فلم يعد يهمهم امره فقد تم ترتيب اوراق اللعبة بدونه
فالرجل حين اسس جيشه لم يحسب حساب ما ستؤول اليه الامور فها هي حانت لحظة الاستحقاقات، انتهت اللعبة فقد حصل المطلوب.
ويبدوان الرجل غرته في حينها تصريحات مسؤولي دولة ولي الفقيه وهو لا يعلم ان هؤلاء الناس لهم باع طويل في التنصل عن حليفهم حالما تنتهي المصلحة المرجوة منه ، فالرجل معه الحق في ذلك ؛ أذ انه استلم مهامه وسنه لم يتجاوز بعد الثلاثين يبدو انه لم يرث شيئا من ذلك من ابيه الشهيد.
كان عليه ان يقرأ جيدا لما حصل للسيد باقر الحكيم من قبله وها قد جاء دوره.
ولا سيما ان هذه التصريحات جاءت بعد الزيارة التي قام بها الرئيس الايراني احمدي نجاد للعراق فهل يا ترى كان شطب جيش المهدى جزءا من هذه الصفقة
كل الدلائل تشير الى ان هذا الجيش لم يعد قائما مادام هنالك اصرار امريكي على نزع سلاحه وتعهد حكومي عراقي على تبني ذلك
وقيادة صدرية تنصلت عن قواعدها في اول لحظة