الرسوم المسيئة للرسول الأكرم ورد الفعل الذكي المطلوب من المسلمين

--------------------------------------------------------------------------------


د. محسن الصفار


مــوقــع الإمــام الشــيرازي
16/ربيع الأول/ 1429
منذ أن تحول الكاتب الهندي من الدرجة العاشرة سلمان رشدي الى حائز على درجة نوبل للآداب بفعل فتوى صدرت بحقه تدعو الى قتله حتى تعلم كل كاتب مغمور وفاشل في الغرب أن أسرع طريقة للوصول الى المجد والشهرة هو بكتابة مقال أو قصة أو نشر رسم مسئ الى عقائد المسلمين, ومن ثم تصدر الفتاوى يميناً وشمالاً بقتل هذا الشخص, وفجأة يصبح متمتعاً بالحصانة وحماية الشرطة وتنهال عليه المكالمات الهاتفية والمقابلات الصحفية, وتفتح له أبواب الشهرة على مصراعيها.
إن رد الفعل على أي استفزاز من هذا النوع يجب أن يكون ذكياً وعقلانياً, ويسلب الفرصة من هؤلاء الانتهازيين لتحقيق المجد على حسابنا وإلا فإن ردود الفعل العاطفية, وأحياناً الهمجية مثلما حصل في بيروت لن تدعم موقفنا, ولن تساهم في تحسين صورتنا أمام العالم بل العكس نكون دليلاً حياً على مزاعمهم بأن ديننا هو دين العنف والإرهاب والقتل والذبح.
لو تابعنا نتائج ردود الفعل على نشر الرسوم المسيئة التي نشرت في الدانمارك أول مرة لوجدنا أن الرسوم نشرت في صحيفة رخيصة وتافهة في الدنمارك لتنتشر بعد رد الفعل الإسلامي على الصفحات الأولى لجميع الجرائد الكثيرة الانتشار في العالم أي أننا ساهمنا في نقل الميكروب الى كل مكان بدلاً من علاجه وقمنا بإشهار الصحيفة وتحويلها من صحيفة تافهة محلية الى جريدة واسعة الانتشار في أوروبا .
واليوم, وبعد أن تم القبض على مجموعة من الأشخاص خططت لقتل أحد الرسامين, رجعت جميع الصحف الدانماركية لنشر نفس الرسوم بحجة الدفاع عن حرية الرأي .. فهل من خطط لقتل الرسام فكر ولو للحظة في نتائج هذا العمل؟!! هل ستقتل كل من يسب النبي (ص) في أوروبا ؟ وهم أذكى منا إذا نشروا جميعهم الرسوم حتى لا يتمكن شخص أو جهة من الانتقام من شخص بعينه ..!!
إنني أتمنى أن يكون رد فعل المسلمين ذكياً وعقلانياً ويتمثل في نشر الوعي حول الدين الإسلامي في الغرب, والكف عن المطالبة بقتل الرسامين والكتاب, وحتى لو قتل الرسام فسيظهر غيره, وسيتحول هؤلاء الجهلة بالدين الإسلامي وتعاليمه السمحاء الى أبطال مدافعين عن الحرية والديمقراطية، إن إهانة الدين لدى كثير من الغربيين وخاصة في أوربا هو أمر عادي وطبيعي, وهناك الكثير من يشجع على كسر أي قدسية لأي شيء أو أي شخص, ولا يحترمون حتى دينهم ونبيهم, فلا نتوقع منهم احترام ديننا فدعونا نتجاهلهم عملاً بالمقولة أبلغ جواب السفيه تركه أو أن نستخدم قنواتنا الدبلوماسية ومواردنا الاقتصادية للتعريف أكثر بالدين الإسلامي الحنيف في كل أنحاء العالم ودعونا نشعل شمعة بدلاً من أن نلعن الظلام.