مساع متبادلة بين الحكومة ومقلدي الصدر لتطويق الأزمة في بغداد والمحافظات
بغداد - المحافظات - الصباح
انخفضت حدة التوترات في بغداد والمحافظات عقب قيام أبناء التيار الصدري أمس بتوزيع المصاحف واغصان الزيتون بين منتسبي الوحدات الامنية في مناطق جنوبي البلاد بناء على أمر من السيد مقتدى الصدر الذي أراد من هذه المبادرة التعبير عن موقف التيار الصدري في احلال السلام،
في حين نفى مصدر في مكتب الشهيد الصدر ان تكون مواجهات مسلحة تخللت الاعتصام الذي نظمه التيار امس في عدد من المناطق في بغداد.
وجاءت دعوات التهدئة أمس في وقت تمكنت قوات الجيش والشرطة من فرض سيطرتها على عدد من الاحياء في مدينة البصرة.بعد ساعات من تطبيق خطة امنية واسعة لملاحقة المجاميع الخارجة على القانون. ورحبت الحكومة على لسان الناطق باسمها الدكتور علي الدباغ بمظاهر الاعتصام وأية ممارسة سلمية يقوم بها التيار الصدري على الا تخرج عن اطار القانون.وقال الدباغ في تصريح صحفي: ان الأعتصامات التي يقوم بها أتباع التيار الصدري هي طريقة سلمية وجيدة للتعبير عن المطالب، مشيرا الى ان مطالب التيار الصدري تتعلق بالقضاء وهو جهاز مستقل عن الحكومة. وكان مجلس القضاء الأعلى اعلن في وقت سابق أمس ان عدد المعتقلين الذين تم الافراج عنهم منذ اقرار قانون العفو العام قبل اقل من شهر حتى الثلاثاء بلغ أكثر من (12) الف معتقل. وأوضح الدكتور علي الدباغ ان السلطة القضائية تراجع الان موضوع المعتقلين والموقوفين والمحاكمات بناءً على قانون العفو العام وسوف تطلق سراح المشمولين بالعفو بموجب القانون." وأضاف " نحن نطلب من الجميع الامتثال للقانون والدولة لا تملك غير تطبيق القانون." وعن تزامن اعتصامات أتباع التيار الصدري مع العمليات التي اعلنها رئيس الوزراء في البصرة وعلاقتها قال الدباغ: إن العملية الأمنية في البصرة هي ضد كل من يخرق القانون ويخرج عليه وضد العصابات التي تمس أمن المواطن في البصرة، مؤكدا "ان الحكومة لا تستهدف التيار الصدري كون الاخير جزءاً مهماً من العملية السياسية، والسيد مقتدى الصدر ساهم مساهمة إيجابية في الوضع الامني وبالتالي الحكومة تثمن موقفه في هذا الأمر." وبين ان العمليات التي تجري في البصرة مخطط لها وتسير حسب جدولتها الخاصة.في تلك الاثناء، كشف النائب عن الائتلاف الموحد سامي العسكري لـ"الصباح " عن مساع لرئيس الوزراء نوري المالكي لتهدئة الاوضاع، موضحا ان هذه المساعي تأتي تحسبا لانعكاس التوترات الأخيرة على اداء الحكومة والوضع السياسي والأمني بشكل عام.كما دعا مكتب الشهيد الصدر في البصرة الى التهدئة واللجوء الى الحوار في حل الخلافات.وقال مدير ادارة المكتب حارث العذاري لـ(الصباح): ان مكتب الشهيد الصدر يبدي استعداده لاجراء الحوار وتبني موقف ايجابي في تقريب وجهات النظر بين الاطراف كافة.وفي النجف، كشف مصدر في الهيئة السياسية للتيار الصدري عن توجيه السيد مقتدى الصدر بارسال وفد من المكتب الى البصرة للتفاوض مع رئيس الوزراء والتباحث بشأن النقاط الخلافية.وشهد عدد من الاحياء في البصرة اشتباكات مسلحة بين القوات الحكومية ومجاميع مسلحة في اول ايام تطبيق خطة امنية يشرف عليها مباشرة رئيس الوزراء نوري المالكي الذي مازال في المحافظة منذ يومين. وكان التيار الصدري أعلن الاثنين عن بدء اعتصام واسع النطاق في مناطق متعددة من جانب الكرخ في بغداد مطالبا بتنفيذ مطالبه، نافيا في الوقت نفسه اللجوء للعنف لتنفيذ هذه المطالب. وقال مازن الساعدي مدير مكتب الشهيد الصدر في جانب الكرخ ببغداد: ان هذا الاعتصام سيكون مفتوحا الى حين الاستجابة لجميع مطالب التيار الصدري. واوضح الساعدي ان الاعتصامات بدأت الاثنين في بعض مناطق الكرخ وستنتقل الى مناطق اخرى خاصة في جانب الرصافة من بغداد اضافة الى بعض المحافظات الاخرى اذا لم تكن هناك استجابة من قبل الحكومة لهذه المطالب، مؤكدا في الوقت نفسه ان الخط الصدري ملتزم بأوامر السيد مقتدى الصدر في تجميد أنشطة جيش المهدي. وكان السيد مقتدى الصدر قد أصدر الشهر الماضي أمرا بتمديد قراره القاضي بتجميد جيش المهدي ستة أشهر أخرى عقب انتهاء فترة التجميد الاولى التي أصدرها بعد أحداث اب الماضي. وتابع الساعدي ان " التيار في بغداد لا يخطو خطوة الا بامر القيادات العليا" وقال: "هناك هيئة سياسية عليا للتيار الصدري وبمثل هذه الامور نعود الى الهيئة السياسية الموكلة من قبل السيد مقتدى الصدر."
من جانبه نفى الدكتور لواء سميسم رئيس الهيئة السياسية للتيار الصدري أن يلجأ التيار الصدري الى الخيار المسلح لتنفيذ المطالب. وقال سميسم في تصريح صحفي ان التيار الصدري لا يؤمن بحل المسائل العالقة بحمل السلاح، موضحا أن الاعتصامات في بغداد تمت بالتنسيق مع الهيئة السياسية في النجف. وفرضت قيادة عمليات بغداد حظراً شاملاً للتجوال في مدينة الصدر، من المؤمل ان يرفع الساعة السادسة من صباح هذا اليوم الاربعاء.
وأضاف سميسم أن المطالب التي اعلن عنها هي مطالب الجماهير في تلك المناطق وجرى تبنيها من قبل التيار الصدري.
وفي تطور لاحق قالت مصادر صحافية ان المرجع الديني الشيخ قاسم الطائي قدم مبادرة لانهاء الازمة في محافظة البصرة، مؤكدة ان السيد مقتدى الصدر قد وافق عليها،كما رحب بها مكتب الصدر في البصرة.
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Stock Market
