تصف طالبة جامعية الأوضاع الحالية في البصرة بأنها أشبه بـ "عملية تحرير" للمدينة من قبضة العصابات المسلحة، فيما يؤكد مسؤولون إن مشاهد من هذا القبيل عن عودة مظاهر الحياة الطبيعية دليل على تحسن الوضع الأمني بعد العمليات




وفيما يؤكد الناطق باسم وزارة الداخلية عبد الكريم خلف إن الحوادث الأمنية "انخفضت إلى الصفر" في المدينة بعد تلك العمليات، فانه يشير إلى إن تلك العمليات مستمرة في ملاحقة المسلحين والجهات المتورطة بتهديد الأمن في المدينة.
وأوضح خلف انه "خلال العامين الأخيرين قبل بدء خطة صولة الفرسان سجلت نحو 1877 حوادث اختطاف جميعها سجلت ضد مجهول.. فيما لم تسجل غير (8) حوادث فقط منذ بدا العمليات في الخامس والعشرين من آذار مارس الماضي تم القبض على فاعليها." مؤكدا إن "نسبة الحوادث الآن انخفضت إلى الصفر."
ولفت إلى إن "أجهزة وزارة الداخلية وأجهزة التحقيقات في البصرة كانت معطلة بالكامل في الفترة السابقة ". مؤكدا ان "نشاط التحقيق والأجهزة الأمنية انطلقت الآن وتمارس دورها بكل ايجابية حيث اختفت الآن الجرائم في شوارع البصرة بسبب التواجد الكبير لقوات الأمن والقيام بواجباتها ".
كما يشير مصدر امني في شرطة البصرة ان "المدينة كانت قبل العمليات تشهد يوميا نحو 30 حالة اختطاف.. لكنها الان انخفضت الى مستويات متدنية حتى انه لم تسجل حوادث من هذا النوع بعد عمليات صولة الفرسان التي ساهمت في عودة الاستقرار الى المدينة."


وبدوره يقول النائب وائل عبد اللطيف ممثل محافظة البصرة في البرلمان أن "الوضع الأمني في البصرة في تحسن من بعد عملية صولة الفرسان التي قامت بها الحكومة ضد الخارجين عن القانون والمليشيات المسلحة ".
وأستدرك عبد اللطيف " نعم هناك بعض العلميات التي يقوم بها جماعة من القناصين في أسطح البنايات العالية لكي يستهدفوا مجموعة من الناس لكن هذه العلميات أصبحت قليلة مقارنة بالفترة التي سبقت عملية صولة الفرسان."
لكن الشيخ (أبو محمد) وهو رجل دين في مكتب الشهيد الصدر في البصرة ينتقد الطريقة التي جرت بها الأحداث في البصرة ويصفها بأنها "كانت طريقة ازدواجية في التعامل."مبينا انه "تم مطاردة واعتقال جماعات ليس لها صلة بما زعم من أعمال مسلحة في نفس الوقت تغاضت القوات الحكومية عن أشخاص لهم صلاتهم بما كان يحدث في المدينة."
وأضاف " لا يختلف اثنان حول أهمية سيادة القانون والأمن سواء في محافظة البصرة أو غيرها من المحافظات وكنا نأمل أن تجري الأمور وفق أسلوب الحوار والتفاهم ويترافق ذلك مع قيام الأجهزة الأمنية بواجباتها دون حاجة لاستخدام العنف والقوة التي راح ضحيتها الأبرياء وجعلت البصرة مدينة معارك".
فيما ترى الطالبة الجامعية ليلى جاسم( 20 سنة)الأوضاع التي تلت عملية (صولة الفرسان) بانها أشبه بعملية تحرير جديدة للمدينة، وتقول إن "التغيير بعد تلك العملية شمل جميع جوانب الحياة بعد أن كانت السلطة فيها لقوة العصابات المسلحة."
في جانب آخر من حياة المدينة، يقول احد التجار إن الأوضاع الأمنية الحالية "ساعدت في انتعاش حركة البيع والشراء في البصرة بمختلف المجالات".
وقال تاجر الأخشاب حسن راهي إن " ما وجدته من تغيرات في عملنا بعد الأحداث العسكرية التي حصلت في البصرة هو سهولة استخراج البضائع المستوردة من الموانئ بشكل لا نضطر خلاله إلى دفع رسوم وضرائب غير قانونية للجان محسوبة على جهات مثلما كان يحدث في السابق."
ولفت إلى إن الفترة التي سبقت تنفيذ عملية صولة الفرسان " كان جميع المستوردين يقومون بدفع أموال غير رسوم الضرائب إلى عدة لجان تعمل في ميناء أم قصر وفي حال امتناع أي مستورد من الدفع لن يستطيع إخراج بضاعته".
وأوضح إن " هذه الأموال كانت تستقطع بشكل غير رسمي وتصل مابين (500-2000) دولار لكل عملية استيراد وهي أشبه بحالة ابتزاز حيث لا نعرف من يحدد هذه الأجور ولمن تستقطع في حين إن الضرائب الرسمية المقررة على المستوردين تكون بنسبة (5%) فقط".

اصوات العراق