بغداد - اصوات العراق
قال رئيس الوزراء نوري المالكي في افتتاح مؤتمر دولي بشأن العراق في العاصمة السويدية استوكهولم، الخميس، إن العنف تراجع في العراق بنسبة 80% مقارنة بالعام 2006 وهي السنة التي تولى فيها الحكم، معلنا أن العراق سيتسلم الملفات الأمنية لكل المحافظات هذا العام.
جاء ذلك في كلمة المالكي بافتتاح مؤتمر العهد الدولي الثاني مع العراق الذي افتتح صباح اليوم في استوكهولم وتشارك فيه نحو 90 دولة فضلا عن منظمة الأمم المتحدة وعدد من المنظمات الدولية.
وقال المالكي إن ما وصفه بـ "الضربات القاصمة" التي وجهتها قواته المسلحة لتنظيم القاعدة والخارجين عن القانون، "أنتجت تحسناً امنياً واضحاً في جميع أنحاء البلاد، وانخفاضاً في العمليات الإرهابية بمعدل 80% عما كانت عليه الحال في عام 2006".
وتولى المالكي منصب رئاسة الوزراء في شهر أيار مايو من العام 2006 خلفا لإبراهيم الجعفري، وكلاهما ينتميان لحزب الدعوة الإسلامي أحد المكونات الرئيسية لكتلة الائتلاف العراقي الموحد الشيعي صاحب الأكثرية في البرلمان (83 مقعدا من أصل 275).
وستجري خلال المؤتمر مراجعة تقرير المراجعة السنوية الذي أعدته الحكومة العراقية بمساعدة الأمم المتحدة منذ عقد المؤتمر العهد الدولي الأول الذي عقد في منتجع شرم الشيخ بمصر في شهر أيار مايو من العام الماضي، والذي يوفر تقييما شاملا للتقدم الذي تم إحرازه حتى الآن، والتحديات المقبلة.
وأضاف المالكي "تمكنا من زيادة عدد قوات الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية في جميع المحافظات، بما يتناسب مع حاجتها الأمنية، وتسلمت تسع محافظات المهام الأمنية من القوات المتعددة الجنسيات، وذلك في إطار سعينا الحثيث لتسلم المسؤولية كاملة من القوات المتعددة الجنسيات وتحقيق السيادة الوطنية في العام الحالي إن شاء الله".
وتابع "لقد عملنا بكل جهد على ترسيخ مبادئ احترام حقوق الإنسان في القوات المسلحة، وان يكونوا بعيدين عن الخلافات السياسية ".
وعد رئيس الوزراء نوري أن انعقاد مؤتمر العهد الدولي يمثل رسالة قوية من المجتمع الدولي، لدعم عملية بناء العراق الموحد، وفرصة مناسبة لعرض ما سماها "الإنجازات الكبيرة" التي حققتها حكومته في المجالات المختلفة.
وقال "نحن متفائلون بما حققناه من التزامات منذ انعقاد مؤتمر شرم الشيخ في العام الماضي في إطار وثيقة العهد الدولي" مبينا أن البيانات والمعلومات التي أعدها الخبراء العراقيون في التقرير السنوي الذي سيعرض على المؤتمر "تؤشر بشكل واقعي ودقيق حجم ما أنجزناه خلال عام كان مليئاً بالتحديات الكبيرة والمتعددة التي واجهت العراق وشعبه".
ووصل المالكي إلى العاصمة السويدية أمس الأربعاء على رأس وفد كبير يضم نائبه برهم صالح ووزير المالية بيان جبر الزبيدي ووزير الخارجية هوشيار زيباري للمشاركة المؤتمر.
واستعرض المالكي أمام المؤتمر جهود حكومته للعمل على تنفيذ ما ورد بوثيقة العهد الدولي التي أقرها مؤتمر شرم الشيخ قائلا "لقد ركزت المبادرات ومشاريع القوانين التي أعدتها الحكومة على معالجة التركة الثقيلة التي ورثناها من النظام الدكتاتوري، وأعطت رسالة واضحة للعالم أن العراق تجاوز مرحلة الخطر، ويستعد لدخول مرحلة البناء والإعمار والعيش بسلام مع جيرانه وأصدقائه". في إشارة لنظام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين الذي سقط في حرب الخليج الثالثة التي قادتها الولايات المتحدة عام 2003.
وأضاف "لقد ترسخت لدى الشعب العراقي أهمية مبادرة المصالحة الوطنية التي اعتبرناها منذ البداية قارب نجاة وعززت القناعة الراسخة لدينا بان العراق الذي يمتلك إرثا حضارياً فخماً، سيبقى موحداً بقومياته وطوائفه ، عرباً وأكرادا وتركمانا ، مسلمين ومسيحيين وصابئة وايزيديين".
وتابع "كنا واثقين بأن الإرهابيين والخارجين عن القانون وأزلام النظام السابق ، الذين كانوا من أشد المعارضين للمصالحة الوطنية ، سيحصدون الهزيمة ، ولن ينجحوا في جر البلاد إلى هاوية الحرب الأهلية".
وقال المالكي أن حكومته تتبنى مبادرة المصالحة الوطنية "كرؤية إستراتيجية وليس شعاراً سياسياً مرحلياً". معتبرا أن ذلك كان السبب وراء تفادي حرب أهلية في البلاد.
وأضاف "لقد تم تشكيل الهيئة العليا للمصالحة الوطنية التي عقدت مؤتمرات في داخل العراق وخارجه وشاركت فيها القوى السياسية المشاركة في العملية السياسية والمعارضة لها، إلى جانب بعض الجماعات المسلحة".
وتابع "وتمكنا من إقرار قانون المساءلة والعدالة وإعادة عشرات الآلاف من الضباط في الجيش السابق والكيانات المنحلة إلى وظائفهم أو إحالتهم على التقاعد".
وزاد "كما تم إقرار قانون العفو الذي شمل الآلاف من المعتقلين". معلنا تصميم حكومته على "التعاون مع السلطة التشريعية للتسريع بإنجاز ملفات المعتقلين، وإطلاق سراح من لم يثبت تورطه بأعمال إرهابية."
وقال رئيس الوزراء "إن نجاح المصالحة الوطنية، ومنع انزلاق البلاد إلى الحرب الطائفية ، ترافق مع الجهود الاستثنائية التي بذلناها، لبناء مؤسساتنا العسكرية والأمنية على أسس وطنية ومهنية". مبينا أن ولاء القوات المسلحة العراقية في المعارك الأخيرة في الأنبار وبغداد والبصرة والموصل "كان للوطن أولاً، وليس للحاكم أو للحزب أو للطائفة".
وعد المالكي أن أداء القوات العراقية هذا أفرز "إجماعاً وطنياً لم يشهده تاريخ العراق الحديث وهيأ لحل جميع المليشيات، وحصر السلاح بيد الدولة، بما يعزز سلطة القانون وبناء مؤسسات الدولة على أسس سليمة".