حاورته في نيويورك ريم الميع: اتهم الرئيس الحالي لمجلس الحكم الانتقالي في العراق أحمد الجلبي الاردن بـ«اطلاق الأكاذيب»، ورد على قول وزير خارجية الاردن مروان المعشر لـ «الرأي العام» ان عمان ابلغت الى الاميركيين رسميا عدم رغبتها في التعامل مع جلبي لمشكلة قضائية، معتبراً أن المعشر «يطلق تصريحات لتغطية قضايا شخصية مصلحية، وتحديداً للتغطية على استيلاء الاردن على أموال عراقية بقرار رسمي اردني في 23 ابريل الفائت، جزء كبير منها (,,,) موجود في البنك الاهلي الاردني والمعشر احد المساهمين فيه».
واذ أكد الجلبي في حديث لـ«الرأي العام» في نيويورك، على هامش مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن «ايران غير متورطة في اي عمليات مضادة للوضع في العراق في الوقت الراهن اطلاقاً»، وأنها «تدعو اصدقاءها من القوى السياسية العراقية الى التعاون مع مجلس الحكم»، لاحظ أن «بعض الارهابيين جاؤوا من سورية، وسورية غير مرتاحة الى مجلس الحكم وموقفها ليس موقفا وديا منه», وشدد على أن «العراق ليس شماعة لأحد (,,,) وأبعد ما يكون عن أن يشكل حجة للآخرين»، في اشارة الى امكان أن تكون واشنطن تتخذه ذريعة لمهاجمة سورية وايران، لكنه أضاف أن «العراق لن يكون مقرا ولا ممرا للتآمر والارهاب ضد أي دولة من دول الجوار أو دولة أخرى».
وطمأن الجلبي الى أن «أحداً من المتورطين بجرائم ضد الشعب العراقي لن يفلت من العقاب»، نافياً أن يكون وزير الدفاع ورئيس الاستخبارات السابق طاهر حبوش سيتسلم منصباً استخباراتياً، فهو «مطلوب وهناك تهمة ستوجه اليه», وأضاف «قطعا لن يعود الى منصب حكومي، وحالما نجده سيلقى القبض عليه وسيقدم الى المحاكمة وهو مسؤول عن جرائم كثيرة», وأكد كذلك أن «لا مفاوضات مع عزة ابراهيم الدوري، هو يرسل بعض المراسيل ولا نعلم ان كانت صحيحة ام لا», وأضاف «عزة ابراهيم ايضا ارتكب جرائم عدة وسيحاكم عليها».
وكرر أن «من المفيد عقد اتفاقية دفاعية معلنة مع اميركا»، مشيراً الى ان «كثيرا من الدول العربية توجد فيها قواعد اميركية وقوات اميركية وتتعامل بشكل شبه مستتر مع هذا الموضوع، ونحن لا نخجل», وتساءل «لماذا المخاوف (من امكان أن يكون الرئيس العراقي المقبل شيعياً)؟ نحن في العراق لا نريد ان نهدد اي دولة من الجيران ولا اي دولة خصوصا من دول الخليج», وهنا نص اللقاء:
لنبدأ من دعوة بريمر الاخيرة بإلغاء التعويضات للكويت والسعودية هل تؤيدها؟
- أنا لا أعرف عنها شي ولا سامع فيها حتى,,, ربما اطلقها وأنا في نيويورك,,, ما قاريها ولا سامع فيها,,, مقدر اجاوبك.
ما مدى التزامكم بدفع التعويضات؟
- نحن نلتزم بالقرارات الدولية، بالنسبة لقرارات الامم المتحدة فنحن نلتزم بها.
بعد تحرير العراق صدر القرار 1483 وفيه جرى تخفيض نسبة التعويضات؟
- التعويضات الآن 5 في المئة، الاول كانت 30، نزلت.
هل تعملون على الدفع باتجاه تخفيضها مجددا أو تجميدها والغائها؟
- العراق دفع 17 مليار دولار تعويضات والحقيقة لا نعرف كمية التعويضات، ويعني، حالة الشعب العراقي سيئة وهو في وضع سيىء جدا, الكل عانى من جرائم صدام والكل عانى من اعتداءات صدام, الكويت أنتم عانيتم مباشرة, ونحن عانينا ايضا انما بشكل اطول والان الشعب العراقي لا يزال يعاني.
أعتقد الان مسألة التعويضات أصبحت اذا صارت 5 في المئة هي كل التعويضات، فبالنسبة للدول العربية اصبحت قضية رمزية، لا تؤثر كثيرا على مستوى الدخل في هذه البلدان، والامر يعود الى الامم المتحدة، وهذا وضع العراقيين ونحن طبعا نسعى لتحسين وضع الشعب العراقي ولكن دائما نلتزم قرارات الامم المتحدة.
- هل وضعتم خطوات لبناء الثقة مع الكويتيين؟
- احنا نحاول باستمرار (بناء الثقة) منذ قبل ان يسقط نظام صدام، زرنا الكويت العام 1993 واعلنا لها التزامنا بالقرار 833 والحدود الكويتية واعترافنا الكامل باستقلال الكويت، وابداء أسفنا الى ما حل بالشعب الكويتي والان نحن باستمرار على اتصال بالمسؤولين الكويتيين واستقبلونا استقبالا جيدا بل ممتازاً تحدثنا بهذا المعنى في الكويت (بناء الثقة) وخلال اجتماعنا برئيس الوزراء (سمو الشيخ صباح الاحمد في نيويورك) وكان لقاء أخويا ووديا, الكويت دافعت عن العراق في الجامعة العربية والمحافل الدولية ونحن ممتنون لها ونسعى لتطوير العلاقات معها.
- هل انتهت المطالبات بتعديل حقل الرميلة؟
- لا اعرف, ليس لدي تفاصيل, نحن نعترف بالحدود القائمة وفقا للقرار 833 ولا أعرف بالتفصيل عن هذا الموضوع بالذات، لكننا نعترف أن هناك حدودا مخصصة ولا أعتقد أن ثمة مطالبة تتناقض مع هذا القرار.
- حتى المطالبة بمنفذ بحري؟
- قلت ان القرار 833 هو بمثابة السقف لدينا لكل المطالبات.
العراق المقبل هل ستتضمن مناهجه التعليمية كل ما يشير الى فرع وأصل؟ هل ستعدلون المناهج؟
- نعم، حصل ذلك، الكتب الدراسية الان في العراق حصل فيها الغاء مبدئي سريع والعام المقبل سنجري دراسة كبيرة لكل هذه المناهج.
- وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري قال لـ «الرأي العام» إن اتفاقا مبدئيا بين الكويت والعراق حصل لاعادة فتح السفارتين، متى ستفتتح السفارتان؟
- في أقرب فرصة.
- هل يمكن أن يحصل قبل نهاية العام؟
- سفارة عراقية في الكويت؟ في أقرب فرصة، سأبحث الموضوع فور عودتي.
- ما العوائق امام افتتاح السفارات؟ عدم وجود حكومة شرعية مثلا؟
- لا أبدا لا عوائق ولكن مبنى السفارة (العراقية في الكويت) قديم وقد يحتاج الى بعض الاصلاحات وان شاء الله في أقرب فرصة سنصلحها ونعاود افتتاحها.
- طاهر حبوش هل سيعود الى منصب استخباراتي؟
- (مقاطعا) طاهر حبوش؟ وينه وينه طاهر حبوش؟
- هل تنوون محاكمته كمجرم؟
- طاهر حبوش مطلوب مطلوب وهناك تهمة ستوجه اليه.
- ماذا عن عودته الى منصب استخباراتي؟
- هذا غلط, هذا غير صحيح اطلاقا.
- هل تعتقد ان حبوش مع صدام؟
- أنا لا أعلم أين هو ولا أعرف, ولكن قطعا لن يعود الى منصب حكومي وحالما نجده سيلقى القبض عليه وسيقدم الى المحاكمة وهو مسؤول عن جرائم كثيرة.
- هل بدأ التفاوض على استسلام عزة ابراهيم الدوري؟
-0 ليس هناك مفاوضات مع عزة ابراهيم، هو يرسل بعض المراسيل ولا نعلم ان كانت صحيحة ام لا, وعزة ابراهيم ايضا ارتكب جرائم عدة وسيحاكم عليها.
- ما حقيقة مرضه؟
-0 لا اعلم عنه شيئا.
- من هم قادة البعث الذين يقودون العمليات حاليا في العراق؟
- نعم هناك مجموعة من الناس كانت تتعامل مع صدام بالدرجة الثانية والثالثة وهم يقومون بعمليات الارهاب وهم القادة الميدانيون.
- هل تعرفتم على هوياتهم؟
- نعم عرفنا من هم.
- هل لك أن تعلنها؟
- لا.
- لماذا؟
- لأننا لا نريد أن نعلمهم اننا نعرف من هم لأسباب أمنية تؤثر على طاقتنا لملاحقتهم.
- ما علاقة الذين يقومون بالعمليات الارهابية بـ «أنصار الاسلام»؟
- «أنصار الاسلام» موجودون الان في بغداد اضافة الى وجودهم في كردستان العراق وقسم منهم يقوم بعمليات ارهابية في مناطق اخرى خارج كردستان في بغداد.
- هل هم اقوياء أم ان نهايتهم مسألة وقت؟
- ليس لديهم القدرة, لديهم تنظيمات ارهابية ولديهم امكانات مادية وعددهم ليس بالكثير وهم مرفوضون من الشعب العراقي.
- ما درجة تورط ايران وسورية في ما يحدث من فوضى داخل العراق؟
- (مقاطعا)، ايران غير متورطة في اي عمليات مضادة للوضع في العراق في الوقت الحاضر اطلاقا ايران ارسلت وفدا وايران تدعو اصدقاءها من القوى السياسية العراقية الى التعاون مع مجلس الحكم وهي اول من اعترف بمجلس الحكم.
- وسورية؟
- هناك بعض الارهابيين جاؤوا من سورية، وسورية غير مرتاحة لمجلس الحكم وموقفها ليس موقفا وديا من مجلس الحكم ولو ان بعض اعضاء مجلس الحكم على اتصال بالمسؤولين السوريين وهم اصدقاء لهم, الكثير من القوى التي في مجلس الحكم عندما كانت في المعارضة كانت على علاقة طيبة بسورية ولا تزال، لكن الموقف السوري غير ميال لمجلس الحكم, وهناك بعض الارهابيين يأتون الى العراق عبر الحدود السورية.
ا- لاتهامات الاميركية لسورية وطهران بتقويض الامن والسلام التي بنت عليها اطلاق تهديدات ألا تراها اتخذت من العراق شماعة لخلافات اميركية مع سورية ومع ايران؟
- العراق ليس شماعة لأحد, العراق بلد العراقيين وأبعد ما يكون حجة للآخرين, لكننا نقول إن العراق لن يكون مقرا ولا ممرا للتآمر والارهاب ضد أي دولة من دول الجوار أو دولة أخرى.
- هل تشكون بتورط سورية في ما يوجه لها من اتهامات اميركية؟
- الاميركان لديهم سياستهم وخططهم ونحن لسنا مسؤولين عما يقوله الاميركيون, نحن نريد علاقات طيبة مع جيران العراق ونعتقد ان العراق دولة مهمة وقوية وكلما استتب الوضع سيكون الاخرون على استعداد اكبر للتعامل والتعاون مع العراق.
- متى تتوقع اقرار الدستور وتشكيل حكومة وقيام انتخابات؟
- نحن نعمل بشكل واقعي ولا نريد ان نستبق الاحداث ولا نريد ان نعلن تواريخ ومددا لا نستطيع الالتزام بها, وانا في نيويورك لا اريد ان اعلن اي شيء من هذا قبل التشاور الجدي مع زملائي في مجلس الحكم.
- كيف تتصور حل المسألة الامنية؟
- الامن الداخلي في العراق يستتب عندما يكون للعراقيين مشاركة حقيقية اساسية رئيسية في هذا الامر وعند ذلك فقط يستقر الامن في العراق.
- وزير خارجية الاردن مروان المعشر اعلن لـ «الرأي العام» ان الاردن ابلغ الاميركيين رسميا بعدم الرغبة في التعامل معك لمشكلة قضائية، ما حقيقة المشكلة والخلاف مع الاردن؟
- الخلاف قصة طويلة ووزير الخارجية الاردني يطلق تصريحات لتغطية قضايا شخصية مصلحية تمسه وتمس عائلته هم احد المتورطين في الاستيلاء على أموال عراقية موجودة في مصرف لهم ووزير خارجية الاردن يحاول ان يغطي على استيلائهم على هذه الاموال عن طريق ارادة ملكية سنت في 23 ابريل الفائت لتمكين الاردن من الحصول على أموال العراق وجزء كبير من هذه الاموال ما يزيد على 120 مليون دولار موجود في البنك الاهلي الاردني ووزير خارجية الاردن احد المساهمين فيه, ووزير الخارجية الاردني يطلق هذه التصريحات وهي ضد مصلحة الشعب العراقي والشعب الاردني ولا يستطيع لان الاردن الان بحاجة الى بترول من العراق ولقد طلبوا من العراق كمية من البترول، ونحن نقول يجب عليهم حل واجراء محاسبة حقيقية للاموال العراقية التي استولوا عليها لنبحث قضايا اخرى فنحن نريد علاقة طيبة مع الشعب الاردني وبهذه التصريحات التي يطلقها الوزير الاردني غير مفيدة ولا تساهم في تحسين العلاقات.
- المعشر قال ان لا شعبية لك في داخل العراق ولا نفوذ وان ذلك ما ستثبته الانتخابات؟
- لينتظروا الانتخابات وليروا ولا اعتقد انه يستطيع ان يعلق على شعبية اي احد في العراق وهو يستمر في اطلاق الاكاذيب والدعاية، والاحرى به ان يحترم نفسه ويمتنع عن الكلام.
- ما تفاصيل اقتراحك بإيجاد قواعد عسكرية دائمة للاميركيين في العراق؟
- انا أعتقد، وهذا رأيي الشخصي وليس رأي مجلس الحكم، أن العراق بحاجة الى قوة دفاعية لأن العراق محاط بدول لديها اكثر من مليوني شخص تحت السلاح والعراق لن يستطيع ان يثبت وضعه العسكري لفترة طويلة من الان واهتمام العراق هو اهتمام بشؤونه الداخلية والاعمار والامن الداخلي وليس باقامة جيش كبير فورا ونحن بحاجة الى الاموال لاعادة البناء وليس لصرفها على الامور العسكرية، فإذا استطعنا ان نعقد اتفاقية دفاعية مع اميركا معلنة تقوم بها الحكومة العراقية فأعتقد انه امر مفيد للعراق وللولايات المتحدة واذكر ان كثيرا من الدول العربية توجد فيها قواعد اميركية وقوات اميركية وتعمل بشكل شبه مستتر مع هذا الموضوع ونحن لا نخجل وليس هناك اي وجل في دعوتنا الى قيام علاقات دفاعية بين العراق والولايات المتحدة.
- هل سيكون الرئيس العراقي المقبل شيعياً؟ وهل سيكون شيعيا إسلاميا أم ليبراليا؟ ما الافضل في تصورك؟
- لا استطيع ان اقول لك كيف سيكون الرئيس العراقي لأن هذا الامر مناط بالشعب العراقي عندما تجرى انتخابات حرة ينتخب فيها الشعب العراقي من يريد.
- هل لمست مخاوف لدى دول الخليج من وصول شيعي عراقي الى سدة الحكم؟
- الشيعة في العراق هم اغلبية سكانية وهي ليست مسألة مشكوكا فيها هم اكثرية السكان ولهم ككافة العراقيين الحق في المشاركة في الانتخابات والتقدم الى المناصب واي شخص ينتخب في العراق ينتخبه الشعب العراقي وانا لا اعتقد ان الشيعي سيصوت كشيعي، سيصوت حسب هواه السياسي وهذا ما قلناه في الخطاب (في الجمعية العامة للامم المتحدة) هذا الهوى السياسي ينبع من قناعة سياسية وليس من فئوية او طائفية والكلام بهذه الطريقة ان هناك مخاوف خليجية من الشيعة في العراق، الشيعة موجودون في السعودية، في البحرين، في الامارات، في قطر، في عمان، وفي كل دول الخليج، وفي العراق الشيعة هم شعب عربي، فلماذا المخاوف؟ نحن في العراق لا نريد ان نهدد اي دولة من الجيران ولا اي دولة خصوصا من دول الخليج، نحترم الجميع ونريد علاقات طيبة مع المجتمع مهما كان الرئيس العراقي والرئيس العراقي لن يكون كصدام, نحن نريد رئيسا يلتزم بالقانون ويعمل حسب ارادة الشعب والشعب العراقي يتجه نحو السلام والاعمار.
- ألن يقلقهم ان يتحالف رئيس شيعي اسلامي مع ايران؟
- ايران دولة جارة للعراق واعتقد ان الاسلاميين في العراق لهم خصوصية عراقية فلن يفرطوا في مصالح العراق بناء على اتجاه سياسي خاص بهم, اعتقد انهم سيدافعون عن العراق كما يدافع عنها بقية ابناء العراق.