عمان، واشنطن-وكالات
قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الجمعة 13-6-2008 إن المحادثات مع الولايات المتحدة بشأن التوصل إلى اتفاق أمني جديد طويل الأجل بلغت طريقا مسدودا؛ لأن المطالب الأمريكية، بحسب قوله، تنتهك سيادة العراق بشدة، وإن العراقيين لا يمكن أن يقبولوا بذلك.
وقال المالكي خلال لقائه عددا من رؤساء تحرير صحف أردنية في عمان "وجدنا أن المطالب التي يطالب بها الجانب الأمريكي تخل خللا كبيرا في سيادة العراق، وهذا لا يمكن أن نقبل به أبدا".
وتتفاوض الولايات المتحدة مع العراق بشأن اتفاق جديد يضع سندا قانونيا لبقاء القوات الأمريكية في العراق بعد 31 ديسمبر/كانون الأول عندما ينتهي التفويض الممنوح من الأمم المتحدة، كما يتفاوض البلدان أيضا على اتفاق إطار عمل استراتيجي طويل الأجل، فيما يخص العلاقات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والثقافية.
وفي أول تعليقاته المفصلة عن المحادثات المغلقة بين البلدين، قال المالكي إن العراق اعترض على إصرار واشنطن على منح قواتها حصانة من المحاكمة في العراق، وإطلاق يدها في تنفيذ عمليات دون التنسيق مع الجانب العراقي.
وقال "إنه لا يمكن أن يستمر السماح للقوات الأمريكية باعتقال عراقيين أو تنفيذ عمليات ضد الإرهاب بشكل مستقل، أو إبقاء الأجواء والمياه العراقية مفتوحة لهم متى يشاؤون"، وتابع قائلا "إن أحد الأمور المهمة التي تطالب بها الولايات المتحدة منح حصانة لجنودها والمتعاقدين معها"، وقال "إن الجانب العراقي يرفض هذا تماما".
وردا على تعليقات المالكي قال متحدث باسم السفارة الأمريكية في بغداد "المحادثات مستمرة، نحن نحترم سيادة العراق، وهذا هو أساس المفاوضات، ما زلنا في حوار مع العراقيين بشأن هذا الأمر"
وكان الرئيس الأمريكي جورج بوش قد أبدى يوم الأربعاء ثقته في التوصل لاتفاق مع العراق، ويأمل المسؤولون الأمريكيون في التوصل لاتفاق قبل يوليو/تموز، لكن مسؤولين عراقيين أبدوا قدرا أكبر من الحرص ولمحوا إلى أنه قد يتعذر الاتفاق بحلول ذلك الموعد.
محللون: دور الأمريكيين أقرب لقوات حفظ السلام
في غضون ذلك، يرى خبراء ومحللون إن دور القوات الأمريكية في العراق تحول خلال الأشهر الماضية أكثر وأكثر من دور قتالي إلى مهمة لحفظ السلام، بفضل سلسلة من اتفاقات وقف إطلاق النار مع فصائل وجماعات مسلحة.
وقال ستيفن بيدل الخبير في السياسة الدفاعية في المركز الفكري مجلس العلاقات الخارجية "إن هذه الاتفاقات أدت إلى حد كبير إلى انخفاض أعمال العنف، وسببت بالتالي تعديل دور العسكريين الأمريكيين في العراق"، وأضاف بيدل لصحافيين أن "مهمة الأمريكيين بدأت بالتحول من مواجهة المتمردين كما كنا نفهمها من قبل
إلى مهمة أقرب إلى حفظ السلام منها إلى القتال".
وتابع الخبير نفسه "انتهى بنا الأمر إلى العمل كشرطة للمحافظة على اتفاقات وقف إطلاق النار التي وقعها المقاتلون ومراقبة تطبيقها"، مؤكدا أن هذا الأمر "سيستمر على الأرجح ما لم نواجه مشاكل جدية تتمثل في انهيار وقف إطلاق النار"، وأكد أن الإبقاء على هذا الوضع يشكل "التحدي الرئيس" الذي تواجهه الولايات المتحدة في الأشهر المقبلة.
من جهته، رأى والي نصر الخبير في المعهد نفسه والمتخصص بدراسات الشرق الأوسط فقال إن للولايات المتحدة دورا رئيسا تلعبه في العراق، على الرغم من تحسن الوضع الأمني، وقال إنه "من المهم جدا الإشارة إلى أن الولايات المتحدة في مركز كل هذه الأمور والمكاسب التي تحققت في العراق لم تسهل على الولايات المتحدة إيجاد وسيلة للخروج من العراق".
وكان قائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال ديفيد بترايوس صرح أنه في نهاية الشهر الماضي أنه يتوقع أن يتمكن من تقديم توصية بخفض جديد لعدد القوات الأمريكية في العراق، قبل أن يتولى منصبه على رأس القيادة الأمريكية الوسطى في سبتمبر/أيلول.