نجح فريق من الأطباء في فصل توأم مصري يبلغان من العمر عامين كانا ملتصقين عند الرأس في عملية شاقة استغرقت 27 ساعة في مستشفى بدالاس.


وقال متحدث باسم المستشفى التي أجريت فيها العملية إن الجراحة تمت بنجاح لكنه حذر من أن التوأم محمد وأحمد إبراهيم لا يزالان في مرحلة الخطر.

ومن المقرر أن يبقى التوأم في غيبوبة اصطناعية لعدة أيام لتقليص خطر تضخم مخيهما، كما يواجهان جراحات تجميلية قد تستغرق سنوات في المناطق التي كانت رأسيهما ملتحمة فيها.

وتابعت وسائل الإعلام المصرية والشرق أوسطية العملية عن كثب، وهي العملية الأولى من نوعها منذ محاولة فصل التوأم الإيراني لاله ولادن بجانه في يوليو تموز والتي أدت لوفاتهما.

وقال الدكتور جيم توماس رئيس وحدة العناية المركزة في مركز الأطفال الطبي في دالاس بتكساس: "مضت الأمور وفقا للخطط الطبية."

"لم تحدث مفاجآت ولم تقع أي من المضاعفات المحتملة التي استعد الأطباء لمواجهتها."

اختبارات
وكان الصندوق الدولي لجراحات الجمجمة والوجه قد دفع تكاليف سفر التوأم إلى دالاس عندما كان عمرهما عام واحد.

وقضى الأطباء العام الماضي في إجراء اختبارات وفحوصات على شبكة معقدة من الشرايين وأنظمة الدورة الدموية التي تغذي المخ بالدماء.

وأجرى فريق من خمسة من جراحي الأعصاب أصعب جزء في العملية وأكثرها خطورة وهو فصل نظامي مخ التوأم صباح الأحد.

وقال الأطباء إن الطفلين لم يفقدا الكثير من الدماء كما لم يتعرضا لمشكلات في التنفس أو يصابا بتضخم كبير أو غير متوقع للمخ.

ثم قام فريق من جراحي الجمجمة والوجه بإصلاح الدمار الذي أصاب جمجمتي التوأم باستخدام أنسجة من ساقيهما كان قد تم تمديدها قبل أشهر من الجراحة.

"أنباء طيبة"
وكان أقارب وأصدقاء التوأم في مدينة قوص بجنوب مصر يتابعون تطور العملية عن قرب وسط دعوات بنجاحها.

وقال ناصر محمد إبراهيم عم التوأم لوكالة اسوشيتدبرس لدى سماعه أنباء نجاح العملية: "إذا كان هذا صحيحا فهذه أنباء طيبة."

ويعتقد أن والدي التوأم في حالة جيدة أيضا، ويقول الأطباء إن إيمانهما بنجاح العملية كان قويا. وقد فقد الأب إبراهيم محمد إبراهيم وعيه عندما علم بنجاح العملية.

يذكر أن الطفلين كانا يعانيان من صعوبات في إغلاق عينيهم وتحريك الرقبة.

ولم يتمكنا من الوقوف وحدهما بسبب التصاقهما عند قمة الرأس، ومن المؤكد أنهما كانا سيتعرضان لمشكلات كثيرة في حركتهما ونموهما إذا استمرا ملتصقين.

شباب
ولا يزال التوأم يواجه سنوات من الجراحات التجميلية لعلاج قمة رأسيهما التي لن تنمو عظام تحتها.

يذكر أن تلك هي أول عملية لفصل توأم ملتصق منذ فشل عملية فصل التوأم الإيراني.

وكانت لاله ولادن، 29 عاما، قد توفيتا خلال 90 دقيقة بعد فقدانهما كميات كبيرة من الدماء أثناء عملية فصلهما التي أجريت في سنغافورة.

لكن الأطباء يأملون أن يكون صغر سن أحمد ومحمد وعدم اكتمال نمو عظامهما وأنسجتهما عاملا مساعدا على تحمل الجراحة وعملية التعافي.


bbc