لا أعتقد أن الخبر بحاجة الى تعليق كثير واسهاب في التحليل .. فإن انضمام افغانستان الى صف الولايات المتحدة واسرائيل ومشاركتها التوجه الفكري المؤيد للاستعمار والاحتلال لم يكن وليدة هذا الاجتماع بل قد نشأ منذ نشوء فكرة أمركة أفغانستان وهذه الفكرة التي بدأت منذ أيام الغزو السوفيتي لتلك البلاد وأيام الحرب الباردة وأتت أكلها هذا الحين ! .. المدهش حقاً والغريب هو اندهاش واستغراب المشاركين في اللجنة ! .. ولا أدري كيف يندهشون والحكومة الأفغانية أتت بها أمريكا من وراء المحيطات لأجل سواد عيون الأمريكان وتأمين قطف ثمار أنابيب الغاز في جمهوريات آسيا الوسطى والتمركز قريباً من الصين وروسيا وعلى أعتاب حدود ايران وليس لسواد عيون الأفغان ذلك الشعب المسكين الذي ابتلى بتركيبته العرقية غير المتجانسة وعوز بلاده للثروات الهامة الا من الاسلام وان الاسم وان الهوية وان كانت الصورة مشوهة في الكثير من مفاصلها الا أنه يُخيف فكان لابد لذلك الباب من أن يُسد ويُفتح نحو بني صيهون ..
وليس ثمة حاجة قصوى للتفكير والتحليل وربط الخبر بما سيؤول اليه الوضع في العراق بعد كرزنة العراق فالبضاعة نفسها سيتم تصديرها بلاد الرافدين وأرض السواد والهدف الأساس والمركزي من مكافحة الارهاب - كما يُسميه بوش - الهدف هو حماية أمن اسرائيل , الأمن العسكري والأمن الاقتصادي وسيكون العراق بوابة العرب نحو تل أبيب , البوابة العلنية بعد أن كانت سرية والا فالعرب هرولوا منذ زمن بعيد الى أرض ميعاد التطبيع ! غاية الأمر أن الخوف كل الخوف من أن يقع العراق بأيدي مخلصة وتقلب الطاولة الى مخططات الأمريكان والصهاينة لهذا فقد أمسكوا بالملف كاملاً . فأفغنة العراق أمر متوقع جداً من ألفه الى يائه حتى في اضطراباته الداخلية بل وسنشاهد فصول متناسخة من مثل ضرب حفلات الاعراس بالقنابل الأمريكية بدعوى الأرهاب ! .. هذا هو التفكير الأمريكي , ولكن لا زال في الأمر متسع ويمكن أن تُدار الأمور في غير صالحهم فقط وفقط لو تخلى البعض من معارضتنا الموقرة من لحس قصاع الأمريكان بهذه الطريقة المهينة ! .
إنَّ أكرمكم عند الله أتقاكم