 |
-
توزيع الكتـب المدرسية يتأخر حتى تتسرب ككل عام طلبة بلا كتب ، وكتب تباع على الارصفة!!
بغداد/ نينا
حاول ( علي ) ان يحصل على كتب المرحلة الثالثة من الدراسة المتوسطة خلال العطلة الصيفية ليدرس فيها فهو حريص جدا على تحصيل معدل جيد ليحقق حلم والده الذي قتل قبل عام في التفوق الدائم ودخول كلية الطب ..لم يتمكن علي من الحصول على جميع الكتب ، كما ان البعض نصحه بالعدول عن فكرته لاحتمال تغيير كافة المناهج الدراسية لهذا العام.
ومع افتتاح المدارس وبدء عملية توزيع الكتب ، لم يحصل (علي) على كتب كاملة وحتى هذه اللحظة مادعاه الى البحث عنها في الاسواق لكي لايفوته شيء من المواد الدراسية خاصة وان المدرسين يضخون كمية كبيرة منها في بداية العام تحسبا لوقوع ظروف طارئة تعطل الدوام اضافة الى العطل الرسمية والاعياد ولوجوب انهاء المواد لطلبة المراحل النهائية قبل انتهاء العام الدراسي..
تقول السيدة سحر شهاب انها بحثت لأبنها عن الكتب الناقصة في اسواق باب المعظم والمتنبي ووجدتها باسعار مرتفعة لكنها اضطرت لشرائها لفقدانها الامل في الحصول عليها من المدرسة قريبا ، وتنتقد شهاب هذه العملية التي ترهق الأهل فالمعروف ان التعليم مجاني والحصول على الكتب والدفاتر لابد ان يكون كاملا وقبل موعد بدء الدراسة لكن مايحصل في السنوات الاخيرة يسحب البساط من تحت ارجل المواطنين ويضعهم بمواجهة عملية استهلاك جديدة لمواردهم التي تستنزف اصلا بالغلاء الرهيب في المواد الغذائية والوقود وكل مستلزمات الحياة اليومية..
ويؤكد رسول رميض / صاحب محل لبيع الموبيليات كان يبحث في السوق ايضا عن كتب لأبنه الطالب في المرحلة الابتدائية هذا الرأي بقوله ان على الاهل الاستعداد للعام الدراسي ليس من خلال شراء الملابس الباهظة الثمن اصلا بل بشراء الكتب والقرطاسية التي تجاوزت اسعارها حدود المعقول لهذا العام ، فاذا حضرت الكتب ولم ينقص منها شيء فالامر لاينطبق ابدا على القرطاسية التي تستلمها بعض المدارس قبل نصف العام بقليل بينما لاتحصل عليها مدارس اخرى ابدا..!
كتب ودفاتر .. على الارصفة
لاتتخلى بعض العوائل العراقية عن عادتها في شراء كل مستلزمات الدراسة من سوق السراي الشهير ببيع القرطاسية والذي يمكن ان يجد فيه المستهلك كل مايحتاجه باسعار مناسبة ، لكن اغلب العوائل الاخرى تعجز عن الوصول الى هذا السوق بسبب الازدحامات المرورية وعدم امتلاكها سيارا ت خاصة اضافة الى وجود اسواق حاليا في كل المناطق السكنية وامتلائها بنفس البضاعة ولكن باسعار متفاوتة..
يقول ماجد هادي / بائع دفاتر وقرطاسية نثرها على احد ارصفة شارع الربيع في حي الجامعة انه اهتدى الى هذه المهنة الجديدة بعد تكرار عملية تاخير توزيع القرطاسية على الطلبة في الاعوام السابقة فضلا عن بحثه الدائب عن اية مهنة شريفة بعد بطالة طويلة مادفعه الى الاتفاق مع صديق له يمتلك شاحنة صغيرة على شراء كمية مناسبة من الدفاتر والقرطاسية من شارع المتنبي وسوق السراي ثم بيعها على الرصيف في شارع الربيع مؤكدا تحقيقه ربح جيد من وراء ذلك وتكراره العملية عدة مرات مادام الطلبة بحاجة الى مستلزمات دراسية..
وعن بيعه بضاعته باسعار مرتفعة تفوق اسعارمايوجد منها في المكتبات يقول هادي انه مضطر الى ذلك فهو مطالب بدفع اجرة النقل لصديقه اضافة الى ان اهمية مهنته الجديدة (المؤقتة ) ستنتهي حالما يجري توزيع القرطاسية في المدارس!
واذا كان مثل هذا البائع يبحث عن كسب حلال ويعتبر ان رفع اسعار القرطاسية نوع من الشطارة في التجارة فما يحصل مع بيع الكتب المدرسية على الارصفة مختلف جدا ذلك انها تخرج من معطف مخازن وزارة التربية او ادارات المدارس لتحتل مكانها على الارصفة في الوقت الذي يحتاجها الطلبة فيه بشدة!
يقول فاضل الشكاكي / مدير مدرسة في حي الشعلة ان مدرسته تقدم قوائما بعدد الطلبة الموجودين فيها وتلحق بها قوائم اخرى بعد نجاح الطلبة المكملين وتسجيل طلبة الصف الاول الابتدائي لغرض الحصول على كتب تكفي لجميع الطلبة لكن مايردها من وزارة التربية لايكفي للجميع ويضطر الاهالي الى شراء الكتب من المكتبات او الارصفة ، ويفسر الشكاكي ذلك بوجود خلل في عملية توزيع الحصص كحصول تسريب منها من قبل المشرفين على المخازن او عدم تخصيص الحصص بما يساوي الاعداد الموجودة في القوائم ، ويقول انه حاول طلب كميات اضافية ولم يرده حتى الآن لاحصة اضافية ولا تفسير للنقص الكبير في حصته!
اما سعيد فتاح / المشرف التربوي في تربية الكرخ فيرى ان لمدراء المدارس ايضا دخلا في مايحصل من تسريب للكتب الدراسية وحتى القرطاسية فقد ادت الظروف القاهرة التي مرت بالعراقيين الى اصابة البعض بامراض خطيرة كالجشع والاستغلال وما الى ذلك ولم تعد مكانة التدريس وقيمة العلم تردعهم عن مثل هذه السلوكيات ويطالب فتاح بتكثيف الرقابة على المسؤولين عن المخازن وعلى ادارات المدارس لتجنب مثل هذه الظاهرة..
كتب جديدة ..جدا
وتدافع ساهرة جواد / مديرة مدرسة في حي اليرموك عن مدراء المدارس وتؤكد التزامهم بتوزيع الحصص المخصصة لهم ، واذا صدر سلوك مماثل من احدهم فلا يمكن اخفاء الامر عن المشرفين الذين يسألون الطلبة عادة عن النقص في كتبهم ولايفوتهم اكتشاف وجود عدد كبير من الطلاب ممن لم يتسلموا كتبا من مدارسهم، وهي تلقي بذلك الكرة في ملعب وزارة التربية وتطالبها بتشديد الرقابة على آلية توزيع حصص الكتب للمدارس من مخازنها.
كما تشير جواد الى ظاهرة تبديل المناهج او تعديلها سنويا مع تغير القرارات المستمر ممايحرم الطلبة من الاستفادة من الكتب القديمة كما كان يحصل في السابق إذ كان الطلبة ملزمين بتسليم كتبهم خلال الامتحانات النهائية لتصنيفها وعزل التالفة منها مع بداية العام الدراسي التالي ثم توزيع الكتب الصالحة للأستعمال على الطلبة بواقع نصف حصة من الكتب الجديدة ونصف آخر من الكتب القديمة لكي لايظلم احد من الطلبة..
وبعد ان كان الطلبة ينتظرون الكتب الجديدة ليشموا رائحة حبر الطباعة المرتبطة بحلول المدراس ، صار وصولها اليهم محفوفا بالمتاعب وشراؤها من الارصفة يفتح بابا جديدا لاستنزاف موارد المستهلك المبتلى بالغلاء في كل شيء.!
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |