النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2003
    المشاركات
    1,538

    افتراضي عراق راسبيوتين.. أم عراق بن لادن..؟

    عراق راسبيوتين.. أم عراق بن لادن..؟
    عادل درويش



    هناك مثل انجليزي يقول لكل سحابة بطانة فضية. وإذا كانت سحابة مأساوية غطت هذا الأسبوع سماء الأمة العراقية فيما بدا تحالفا بين الارهابين، الدولي البن لادني والبعثي المحتضر، فإن السحابة تحمل في طياتها نور الأمل الفضي.
    فالقبض على ارهابي يمني يحمل باسبورا سورياً قبل تفجير سيارته يوم مذبحة الاثنين في بغداد، دعم دعوى العراقيين بأن ظاهرة التدمير العدمي للذات كوسيلة لإيذاء بالخصم، مستوردة وليست من خصائص العراقيين.
    لكن الارهاب الذي يستهدف العراق اليوم لا يقتصر على «المقاتلين الأجانب»، رغم تدفقهم على العراق لإفشال المشروع الحضاري لإعادة الحرية للأمة العراقية التي سلبتها نازية البعث، ولتأجيج ما يرونه صراعا للاسلام مع الحداثة.
    فهناك تياران آخران: احدهما قوامه مجرمون وقتلة ولصوص، تعمد صدام حسين اطلاقهم من السجون في عفو عام ـ ومتى عرفنا صدام حنونا يعفو عن احد؟ ـ قبل سقوط نظامه، كي يعيثوا في الأرض فسادا ويحولوا العراق غابة تمكن مداحي صدام من «الجرنالجية» من الترحم على «زمن استتباب الأمن» تحت حكمه. والآخر بقايا البعث وزبانيته المدركين ان الموت اهون من وقوعهم في ايدي الجماهير بسبب ما فعلوه بأبناء الشعب من قتل وتعذيب واغتصاب وارهاب.
    ولعل «صمود» هذه الفئة، مثلما قال الصحفي المخضرم باتريك بيشوب، يصيب مجلس الحكم العراقي باحباط نبلاء روسيا عند تخلصهم من راسبيوتين; فبعد دس السم واطلاق الرصاص وطعنه، ظل حيا يلعنهم مؤجلا، الى حين، تحقيق آمالهم في تخليص امتهم من تسلط شعوذته على مركز صنع القرار.
    لكن لجوء بقايا البعث الى تزويد «الأجانب» وخريجي السجون بالمتفجرات والأسلحة والاستماتة في الحاق الضرر بالعراق الجديد ومؤسساته واصدقائه ومنظمات الدعم والخير الانسانية، هو امر يدعو للأمل، رغم ما في ظاهره من الم ودموع ودماء، وموت لعشرات العراقيين كما حدث يوم الاثنين.
    واي باحث موضوعي يكتشف أن معظم المعلومات التي وصلت قوات التحالف وأدت الى القبض على رموز النظام البائد وجلاديه، كان مصدرها العراقيين انفسهم من مواطنين عاديين او بوليس او ضباط سابقين بعضهم من المخابرات.
    ولهذا مدلولان: اولهما اثبات استنتاجنا بأن نظام البعث انتهى الى مزبلة وثانيهما اثبات نجاح العراقيين انفسهم في جمع المعلومات الاستخبارية، وقيامهم بتعقب فلول البعث والقبض على المغامرين.
    ويجرنا هذا الى السؤال عن الخطوة القادمة، خاصة ان العالم الحر، والعراقيين الأحرار انفسهم، يرفضون الوقوع في فخ ارهاب فلول البعث وحلفائهم بتأجيل بناء البنية التحتية والتشييد ومشاريع بناء مؤسسات المجتمع المدني والخدمات، «انتظارا لاستتباب الأمن». بل يرون، ضرورة الاستمرار في البناء، حتى ولو تطلب ذلك اعادة بناء ما ينسف ويدمرعدة مرات في الشهر الواحد، جنبا الى جنب مع العمل على استتباب الأمن والإجهاز على الفلول الصدامية.
    ومن الحكمة ان يتجاوز الحاكم الاداري بول بريمير الخطأ الامريكي الفادح بحل الجيش العراقي ومؤسساته، وذلك بإعادة بناء وتأسيس جيش عراقي في اسرع وقت ممكن، يتولي حماية الحدود من تسلل كل من «هب ودب» من الجهاديين والمتطرفين والقتلة الآيديولوجيين.
    ومن الضرورة أيضا أعادة تأهيل المخابرات العراقية، تحت اشراف عناصر نظيفة خالية من عدوى البعث واعطاء صلاحيات اوسع واسلحة افضل للبوليس والأمن الداخلي ، فالعراقييون انفسهم اقدر من قوات التحالف، مهما حسنت نواياها وبلغت تضحياتها، على حراسة انفسهم وأهلهم وذويهم، وموارد وممتلكات امتهم.
    وإذا كان من المتوقع ان يخجل الأهل والجيران والأقارب، بدافع العواطف وذات القربى، من الادلاء للأمريكيين بمعلومات عن فلول البعث الارهابية، فإن أجهزة امن ومخابرات عراقية ستعرف كيف تحصل على هذه المعلومات في زمن قياسي. كما يجب على المستر بريمر وقيادة التحالف الا تقع في شرك ضحالة تقارير مراسلين لا علم لهم بالمنطقة، ادت بهم الى تأسيس ما يتوهمونه من فرقة ابناء الأمة الى شيعة وسنة وأكراد وعرب وتركمان، في تركيبة مجلس الحكم. فالعراقيون لم يعرف تاريخهم صراعات طائفية وانما دائما حكومة مركزية تضطهد طائفة من الطوائف، وبقوا متمسكين بقوميتهم العراقية قبل الطائفة.
    وبالنسبة لـ«مثلث السنة» في وسط العراق، فإن الغالبية من سكانه ارتاحت لغياب صدام ونظامه وارهابه. وليتعلم الأمريكيون من البريطانيين ان يكونوا أكثر حساسية لطبيعة المجتمع. وإذا وقع خطأ او اشتباك مع العراقيين او أهان جندي مواطنا عراقيا فيكفي ذهاب ضابط كبير امريكي ووفد معه لتقديم الاعتذار لكبير القرية او العشيرة، للصفح واعادة التعاون من أجل المصلحة المشتركة.
    وعلى جيران العراق مساعدة ابنائه في القضاء على الارهاب واعادة البناء، من منطلق المصالح القومية لهذه البلدان اولا، لأن استقرار العراق فيه استقرارها.
    وندعو الجامعة العربية، اذا ارادت ان تعيد في عروقها الحياة، بعد ان اصبحت مثل علبة بولوبيف انتهت مدة صلاحيتها للاستهلاك الآدمي، ان تكفر عن ذنب التخلي عن الشعب العراقي وتركه فريسة لصدام وزبانية بعثه، وذلك بالبدء فورا في خطة لدعم العراق ماديا وسياسيا واقتصاديا في مشروعه الحضاري الكبير.
    وقد قارن الكاتب المصري يسري حسين الذي عاد من زيارة لبغداد منذ ايام، بين ما يقدمه التحالف من اجهزة كمبيوتر وعلماء واطباء وكتب وتدريب للعراقيين، وبين الحملة الفرنسية الى مصر وعلمائها ومثقفيها في نهاية القرن الثامن عشر، والتي ادت بدورها بمحمد علي باشا واولاده الى بناء مصر الحديثة بعمالقتها في الفكر والفن والعلوم والصناعة والتشييد، وانعكس ذلك على منطقة الشرق الأوسط والشمال الأفريقي بنور المعرفة والاستنارة والتحديث.
    فأمام مثقفي المنطقة الآن الخيار التاريخي: اما دعم المشروع الحضاري التحديثي التحرري لاعادة بناء امة ديموقراطية دعامتها الانسان الحر في العراق، او دعم محور الجهاديين القومجية العربجية الحربجية الذي يتدحرج الى مستنقع البن لادنية.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2003
    الدولة
    الغنى في الغربة وَطنٌ. والفقر في الوطن غُربةٌ
    المشاركات
    1,266

    افتراضي

    الأخ الكاظمي


    بعد تشكيل الوزارات في العراق ومنها وزارة الداخلية ، استبشرنا بأن الأمن سيحل بالعراق .

    اعتقدنا بأن مجلس الحكم سيكون له السيطرة على وزارة الداخلية ، اعتقدنا بأن الباب سيفتح امام المخلصين من أبناء العراق للدخول في سلك الشرطة ، وأن عدد الشرطة سيبلغ عشرات الألوف الذين سيحمون الأمن في العراق .
    واعتقدنا بأن سيتم تشكيل أمن الدولة ، الذي يقوم بالعمليات الإستخبارية عن البعثيين وملاحقتهم والقبض عليهم .

    الأمن لن يحل بالعراق بوجود ميليشيات مسلحة ، لا فيلق بدر ولا جيش المهدي ولا الميلشيات الوطنية والكردية وحدها ستحل الأمن .
    بل إن الحل أن تنضم كل تلك الميليشيات إلى سلك الشرطة والجيش لتشكل سلطة مركزية قوامها مجلس الحكم ، وتحافظ على أمن البلد .

    ولكن ما نراه أن امريكا هي التي تعين من تريد في سلك الشرطة وهي التي تحدد توجهاته ، وهي التي تتصرف فيه كما تشاء ، ومن هنا المشكلة .

    سماحة السيد عبد العزيز الحكيم كرر أكثر من مرة بأن الأمن يجب أن يكون بأيدي العراقيين ، ولعله يقصد بذلك أن سلك الشرطة يجب أن يكون بأيدي العراقيين وانه يجب أن ينضم فيلق بدر إلى سلك الشرطة ، ولكن يبدو أن امريكا هي التي تمتنع عن ذلك ، فأمريكا اذا استمرت على هذا المنوال ، فليس هناك أمل في عراق آمن وحر وديمقراطي .

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني