 |
-
آدم ايرلي: العراق سيخرج قويا من الاتفاقية
آدم ايرلي: العراق سيخرج قويا من الاتفاقية
*آدم إيرلي، المستشار الأعلى لوكيلة وزارة الخارجية الأميركية للدبلوماسية العامة والاتصالات الخارجية، وسفير الولايات المتحدة السابق في البحرين ومستشار الشؤون الاعلامية والثقافية في السفارة الاميركية في بغداد بدرجة سفير. وهو أول من اشرف على مشروع استراتيجية اعلامية أميركية جديدة تتعامل مع الاعلام العربي والاوروبي على نحو يغير اراء الناس في اوروبا والعالم العربي باميركا من خلال رفع نسبة الحضور الرسمي الاميركي على الشاشات العربية وبناء علاقات وثيقة مع المشاهدين العرب وشرح السياسة الخارجية الاميركية.
نقاش | سعد سلوم
ما زال أمام الاتفاقية التي تنظم الوجود الأمريكي في العراق والمعروفة باسم (صوفا) امتحان عسير في شهر يوليو/تموز المقبل حيث سيجري استفتاء شعبي عليها يحدد مصيرها.
(نقاش) التقت آدم ايرلي* المستشار الأعلى لوكيلة وزارة الخارجية الأميركية للدبلوماسية العامة والاتصالات الخارجية، ومستشار الشؤون الاعلامية والثقافية في السفارة الاميركية في بغداد بدرجة سفير لمناقشته حول الملابسات المحيطة بعقد الاتفاقية وظروف تطبيقها خلال الفترة المقبلة والايجابيات التي سيحصدها العرق جّراء توقيعها.
مثّل التوقيع على الاتفاقية ونصها مرآة تعكس الصراعات الداخلية والاقليمية. الى أي حد يمكن لنص صيغ على خلفية من هذه التجاذبات ان يحكم مستقبل العلاقات العراقية الاميركية؟
ايرلي: هذه الاتفاقية وثيقة تاريخية، وذلك لكثير من الأسباب، فالجميع كان مهتما بها واقصد من ذلك: الحكومة العراقية وحكومة الولايات المتحدة والأحزاب السياسية العراقية وجيران العراق، لذا فانك حين تشير الى خلفية الصراعات واثرها على الاتفاقية فأنك تضع اصبعك على نقطة مهمة، هي كيف رأى كل من الاطراف المعنية الاتفاقية من زاويته.
الأمر الآخر الذي اعتقد بأنه كان رائعا هو أن الاتفاقية معروفة للجميع والكل يستطيع الاطلاع عليها، ولم تكن سرية، في حين ان كثير من الاتفاقيات التي عقدتها الولايات المتحدة لم تكن كذلك. وبالإمكان تحديد شيئين في غاية الأهمية الأول ان الخلاف حول الاتفاقية بين العراقيين لم يكن في حقيقته حول بنود الاتفاقية نفسها، بل عكس الخلاف السياسي بين التيارات السياسية العراقية، على سبيل المثال ان كثيرا من داعمي الاتفاقية وافقوا عليها، ليس لرغبتهم بها، إنما لاستخدامها كأداة للحصول على بعض المكاسب السياسية على حساب الأطراف الأخرى. ثانيا بالنسبة لجيران العراق فأنهم خائفون من الماضي، فالعديد منهم يخافون من عراق قوي، وهو ما كان عليه العراق في الماضي، وهو ما كان يشكل تهديدا.
هذا صحيح ولكن جيران العراق خائفون من الاستخدام الأميركي للأراضي العراقية؟
ايرلي : هذه صورة تتعلق بالماضي، في حقيقة الأمر ان العراق سوف يخرج من الاتفاقية قويا والعراق القوي يخيف الجيران، واعتقد ان خوفهم يأتي من قراءتهم للاتفاقيات السابقة للولايات المتحدة مع دول المنطقة مثل اتفاقية بورتسموث والاتفاقية مع ايران في الستينيات من القرن الماضي، طبعا في الماضي كانت القوى الاستعمارية تستغل المنطقة والايرانيون بالطبع يخافون من هذا مثلما العراقيون كذلك، والخوف يجيء من استخدام العراق منطلق لاهداف مجاورة، من جهتنا فقد كان لنا وجهة نظر اخرى، فهذه الاتفاقية هي مجرد اتفاقية تقنية ولدينا 86 اتفاقية مشابهة مع العديد من البلدان في العالم .
هناك مسائل أخرى مثارة ولكن لا تمثل أسئلة جوهرية او متعلقة بالهوية الوطنية للعراق، فكل طرف رأى الاتفاقية من زاويته، وعندما دخلنا المفاوضات لم نعرف ان الاطراف قد جاءوا مع كل خلفياتهم الصراعية.
هل صدمكم ذلك؟
ايرلي: تفاجأنا..
هناك خشية أن من تنشأ مشكلات في تفسير بعض بنود الاتفاقية سيّما أن النص الانكليزي لم يجر الاطلاع عليه من قبل الأطراف العربية وتم نشره بعد التوقيع على الاتفاقية؟
ايرلي: أنا لا أتوقع ان تسبب الترجمة باختلافات بين المسودة العربية أو الانكليزية. اعتقد في بعض المواد سينشأ تفسير مختلف، لكن ذلك ليس بسبب اختلاف اللغة. ففي كل الاتفاقيات هناك أشياء عامة أو غير محددة، وهناك لجان تنسيقية من مهامها تحديد آليات التنسيق والتعاون في تطبيق وتنفيذ الاتفاقية. وقد يأتي العراقيون ويجلسون معنا الى الطاولة ويقولون هذه المادة تعني كذا ونقول انها تعني كذا، ولن تنشأ خلافات بسبب اختلاف اللغة انما بسبب طريقة التفسير.
في المفاوضات حول اتفاقية دايتون (اتفاقية الإطار العام للسلام في البوسنة والهوسنك1995) كان الأمريكيون يعملون على مسودة بالانكليزية الأمر الذي كفل سيطرتهم على النص على خلاف الاطراف الناطقة باللغات الصربية والكرواتية والبوسنية.
ايرلي : يجب ان نسأل هذا السؤال، من كتب الاتفاقية؟ يجب ان نعترف انه ليس العراقيون وحدهم من كتب الاتفاقية وليس الاميركيون وحدهم ايضا، بل الحكومة العراقية كتبت جزءا من الاتفاقية باللغة العربية اصلا وترجم من العربية الى الانكليزية، هناك بنود اخرى كتبناها وترجمناها من الانكليزية الى العربية، فهي كانت حقا اتفاقية مشتركة من حيث الصياغة وليس مثل اتفاقية دايتون حيث ان من كتب وقرر الاتفاقية هم الاميركيون وحدهم فكانت لغتها الانكليزية.
لكن عند الاختلاف في التفسير يجب ترجيح أحد النصين
ايرلي : النسختان ملزمتان بالتساوي
ما ايجابيات الاتفاقية بالنسبة للعراق، من الناحية الامنية الى اي مدى ستسهم في خفض العنف؟ والى اي حد ستسهم في حماية الأموال العراقية في الولايات المتحدة؟
ايرلي : من المهم جدا من وجهة نظرنا ان يلمس المواطن العراقي فرقا ايجابيا متأتيا من الاتفاقية. لماذا كل هذه الضجة حول الاتفاقية؟ لان كل طرف يفكر كيف يستفيد منها بطريقته، ونحن متحمسون لتثبيت ايجابيتها بالنسبة للعراقيين واعتقد ان الحكومة العراقية متحمسة بهذا الشأن ايضا .
اضرب مثلا حول السيادة، لقد تكلمنا كثيرا حول احترام السيادة العراقية وضمانها وان الاتفاقية لن تمس السيادة، وقبل الاول من كانون الثاني/ يناير سوف نخرج من القصر الجمهوري وفي الاول من يناير سوف يعود الى الحكومة العراقية والشعب. هذا مؤشر رمزي على عودة السيادة للعراق واحترامها من قبل الاميركيين، وسوف تشاهدون قريبا اختلافا في ادارة المنطقة الدولية (الخضراء) وسوف تشاهدون بشكل دقيق وملموس انتشارا للجنود والشرطة العراقيين في الشوارع اكثر من الأميركيين، وبعد ستة اشهر لن تكون هناك قوات أميركية في الشوارع والمناطق السكنية وهذا أمر مهم جاءت به الاتفاقية.
اما بالنسبة للأموال، من المهم ان يفهم الناس ان الاموال العراقية في حماية الولايات المتحدة وهو امر لايتعلق بالاتفاقية او قرارات الامم المتحدة لان الرئيس بوش اصدر قرارا قوميا بحماية الاموال العراقية في المصارف الاميركية من مطالب التعويضات التي قد تطال تلك الاموال خلال فترة القرار ومدته سنة ومن المتوقع ان يقوم الرئيس الاميركي المنتخب بتجديد هذا القرار.
اما بالنسبة للاموال العراقية خارج الولايات المتحدة فأن هناك قرارا امميا لحمايتها وفي الاتفاقية الحالية نحن ملتزمون بتجديد هذه الحماية مع قرار الامم المتحدة الجديد. واعتقد ان الحكومة العراقية طلبت مؤخرا اصدار قرار جديد لحماية هذه الاموال ونحن سنساعد الحكومة العراقية في هذا المسعى وسنمارس نفوذنا في الامم المتحدة لاستصدار هذا القرار .
هل هناك مخاوف من الاستفتاء على الاتفاقية، ماذا لو جرى رفضها من خلال الاستفتاء؟
ايرلي : لنكن صريحين، نحن نركز الان على تطبيق الاتفاقية، وبعد ستة اشهر سيكون واضحا مقدار الايجابيات التي ينالها العراق من الاتفاقية، واذا نجحنا في ذلك لن يشكل الاستفتاء عندها أي مشكلة. وفي الحقيقة لو لم يكن هناك دعم شعبي للاتفاقية لما تم التصويت لصالحها، او بعبارة اخرى لو كان هناك خلاف جوهري على الاتفاقية لما تم تصويت البرلمان لصالحها. واذا ظهرت سلبيات في الاتفاقية فسوف نعالجها في حينها، لكننا نركز على تطبيقها حاليا.
تحدث الرئيس أوباما عن انسحاب قبل 2011، هل هذا محتمل؟
ايرلي : هذا محتمل (يضحك)، انه الرئيس ويستطيع ان يفعل ما يريد، بالتنسيق مع الكونغرس والمؤسسات المعنية، لكنني لا اتوقع أي تغيير مفاجىء او تغير كبير، لان هناك استمرارية في سياسة الحكومة، فباتريوس باق واوليانو باق وغيتس ايضا، وكلنتون وزيرة الخارجية تفهم ايضا طبيعة الوضع في العراق، لهذا السبب اعتقد ان لديهم خطة والهدف واضح لديهم. نحن نفهم السؤال من زاوية الهدف ووسائل تحقيق هذا الهدف. فما هي اهداف العراق وما هي اهداف الولايات المتحدة...اعتقد ان الاهداف متطابقة وتمثل : تحقيق عراق مستقر وقادر على الدفاع عن نفسه، وسنؤسس قرارنا على اساس تحقيق هذا الهدف، وما دامت الاهداف متطابقة فلا اعتقد اننا سنشهد تغييرا جذريا في السياسة الامريكية تجاه العراق.
لكن اذا تحقق الاستقرار وأصبحت الحكومة العراقية قادرة فسوف ننسحب سريعا قبل الموعد المحدد. لكني اعتقد ان تاريخ 2011 هو تاريخ مهم جدا، لان هناك تحديات وتهديدات ما تزال قائمة مثل القاعدة ومجاميع الارهاببين التي تنتظر للتسلل الى الداخل، وما تزال القوات العراقية لاتمتلك جميع المؤهلات المطلوبة.
هل أنتم قلقون من موقف التيار الصدري والحركات الأخرى التي تعارض الاتفاقية، وهل بامكانها رفع وتيرة العنف في البلاد؟
ايرلي : لا اعرف، لكني سأخبرك عما يقلقنا، ليس التيار الصدري انما كل التيارات او الحركات سواء اكانت كردية او سنية او شيعية تعتقد ان العنف وسيلتها الوحيدة لحل المشاكل، واعتقد ان العراقيين انفسهم يرفضون الوسائل العنيفة لحل المشاكل، وليس معنى هذا ان نتوقف، فهناك احتمال ان ترجع الهجمات بتركيز أقل مما سبق، وهذا ما يجعلنا دوما في موقع المراقب.
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |