نجيرفان بارزاني لوكالة اسوشيتد برس: الحرب بين الاكراد والعرب قد تندلع اذا غادرت امريكا العراق

بغداد (اصوات العراق) - قال رئيس وزراء اقليم كردستان ان على الولايات المتحدة ان تضغط على بغداد من اجل حل المشكلات مع الاكراد، وبخلاف ذلك هناك احتمال باندلاع حرب مع العرب، حسب ما قال نجيرفان بارزاني لوكالة اسوشيتد برس اليوم الاحد.

وذكرت الوكالة ان “اقرب حلفاء امريكا في العراق، وهم الاكراد، يشعرون ان واشنطن تخلت عنهم في هذه الايام ويقولون إن الحرب مع العرب المهيمنين على الحكومة المركزية شيء مرجح من دون ضغط امريكي لحل النزاعات التي يسبق وجودها حتى عهد نظام صدام”.
ورات ان “التوترات بين العرب والاكراد متعددة الوجوه، لكن احد اكبر بؤر التوتر الرئيسة هي وضع كركوك، المنطقة التي تحتوي على 13% من احتياطي النفط العراقي”.
ويعتقد الاكراد، كما تذكر الوكالة، ان “المنطقة يجب ان تكون جزءاً من منطقتهم شبه المستقلة في شمال العراق، التي ساعدت الولايات المتحدة في اقامتها في العام 1991، لكن موقفهم هذا تسبب في احتكاك جدي مع بغداد”، ما اثار “الحكومة المركزية لاتخاذ قرار بارسال قوات جديدة غالبيتها من العرب الى كركوك الشهر الماضي”.
ويريد مسؤولون اكراد من الامريكيين، حسب ما تذكر الاسوشيتد برس، “ممارسة ضغط اكبر على رئيس الوزراء نوري المالكي من اجل حل النزاعات قبل مغادرة القوات الامريكية العراق”، اما في حال “بقيت النزاعات على حالها بعد رحيل القوات الامريكية، يقول رئيس وزراء الحكومة الكردية الاقليمية نجيرفان بارزاني”ستكون هناك حرب بين الجانبين”.
لكن الوكالة ترى ان على “ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما ان توازن في دعمها للاكراد وللمالكي، الذي هو حليف ايضا”.
وقال بارزاني لوكالة اسوشيتد برس “نحن نحب الولايات المتحدة، وهم لا يهتمون لامرنا”، متابعاً “عندما نقول شيئا ما عن حماية حقوق شعبنا، يرون ذلك مشكلة، واقلاق لسياستهم في العراق”.
وعن سؤال بشان المخاوف الكردية، قال المتحدث باسم الخارجية الامريكية روبرت وود ان على المواطنين العراقيين ان يعتمدوا على نظام بلدهم الديمقراطي بالعمل على حل خلافاتهم، وليس على الولايات المتحدة.
وقال وود “هناك طرق للشعب العراقي في ان يحملوا مخاوفهم الى مستويات السلطة، انها ديمقراطية، وفي الحقيقة ليس على عاتق الولايات المتحدة ان تطمئن أي احد”.
وتضيف الوكالة ان “الاكراد اصبحوا اكثر قلقا في الشهور الاخيرة عندما كانوا يشاهدون المالكي وهو يوطد سلطته ويرسخها من خلال نقله قوات الى مناطق يطالب بها الاكراد ودفعه باتجاه تعديلات دستورية من اجل تقوية الحكومة المركزية”.
وكان المالكي قال ان دستور العام 2005 اعطى سلطة مفرطة الى محافظات العراق، ودعا الى اجراء تعديلات عليه ما اثار قلق الاكراد الذين دعموا الغزو بقيادة الولايات المتحدة في العام 2003 الذي اطاح بنظام صدام، وهم عاقدون العزم على حماية حكمهم الاقليمي.
وتعلق الوكالة قائلة إن “مسؤولين اكراد يخشون من زيادة ضغوط المالكي لان حزبه حقق نتائج جيدة في انتخابات 31 من كانون الثاني يناير الماضي التي تمت لاختيار مجالس محلية”.
واضاف بارزاني للوكالة “اعتقد ان المالكي يريد ان يكون في مواجهة مع الاكراد”.
وتشير الوكالة الى ان “الاكراد يخشون من ان المواجهة قد تزداد على المنطقة الغنية بالنفط حول كركوك، التي يريد الاكراد ضمها الى منطقة حكمهم الذاتي”.
لكن العرب والتركمان، كما تضيف الوكالة، “يريدون البقاء تحت سيطرة الحكومة المركزية، وقد اجلت الانتخابات المحلية في كركوك الى اجل غر مسمى بسبب التوترات الاثنية”.
وقال بارزاني “لو لم يكن هناك (في كركوك) لواء امريكي، يشعر العراقيون بالقوة ويريدون المجيء من موقع القوة لحل مشكلة الاراضي المتنازع عليها، ما يعني عدم وجود عراق مستقر”.
وتواصل الوكالة تقريرها بالقول ان “الحزبين الكرديين الرئيسين انضما الى تحالف حكومي في بغداد بعد سقوط صدام في العام 2003 واخذا عددا من المناصب الرئيسة من بينها الرئاسة الوطنية”.
واشارت اسوشيتد برس الى ان مع “انحسار العنف في غالبية مناطق العراق، فان قضايا من قبيل المطالبات الكردية بالاراضي اخذت تبرز”، واضافت ان “الاكراد كانوا يدفعون باتجاه اجراء استفتاء لضم كركوك الى منطقتهم لكن التصويت تاجل”.
وقالت الوكالة ان “العديد من المسؤولين الاكراد يعتقدون ان بغداد ستواصل تاجيل التصويت على كركوك ما دام ليس هناك ضغطا من واشنطن”.
واختتمت اسوشيتد برس تقريرها بقول بارزاني في إن “ادارة اوباما تتحدث عن انسحاب مسؤول من العراق، وهذا يعني ان المشكلات الموجودة، ومن بينها الاراضي المتنازع عليها، تحتاج الى ان تعالج وتحل قبل حدوث الانسحاب”.