[grade="4b0082 008000 00008b"]نائب رئيس الوزراء الكويتي يجري محادثات مع المالكي تمهيداً لحلحلة ملفات المشاكل العالقة بين البلدين[/grade]
[grade="00008b 008000 4b0082"]العلاقات العراقية ـ الكويتية ..
تصادم ملفات الماضي بالمستقبل!![/grade]
الملف برس / تحليل سياسي:
قبل غزو العراق للكويت عام 1990 كان امير الكويت السابق المرحوم جابر الاحمد الصباح ووزير خارجيته انذاك والامير الحالي الشيخ صباح الاحمد الصباح يحضران بما لايزيد على ثلاثة شهور من تاريخ الغزو في الثاني من اب من ذلك قمة بغداد للتضامن مع العراق ضد التهديدات الاسرائيلية.لم يكن امير الكويت ووزير خارجيته وحدهما من دول الخليج العربي من يحضر تلك القمة، بل كان الحضور العربي والخليجي هو الاوسع والاكبر من حيث التمثيل من معظم ان لم نقل كل القمم العربية. في تلك القمة رسم صدام حسين مسارا اخر للعلاقات العراقية ـ الكويتية من داخل قاعة المؤتمر وبحضور الامير السابق والامير الحالي. بعد ثلاثة شهور وبعد نحو عدة ايام من الغزو الذي اطاح بالاسرة الحاكمة الكويتية واعلان بغداد ضم الكويت للعراق بوصفها المحافظة التاسعة عشرة كان الرئيس الاميركي جورج بوش الاب يرسم بحضور رئيسة وزراء بريطانيا انذاك خطا على الرمال كان هو الاخطر في تاريخ المرحلة والعلاقات الدولية. فالخط الذي رسمه بوش عام 1990 لم يكن بمثابة الاعلان الرسمي عن نهاية العدوان العراقي كما قال بوش مانعا بذلك أي حل عربي واي انسحاب عراقي باي ثمن وطبقا لاية وسيلة بل كان بمثابة خط الشروع لنهاية النظام العربي الرسمي وولادة ما اطلق عليه بوش الاب النظام العالمي الجديد. لقد حصل ذلك بالتزامن مع ترنح الاتحاد السوفيتي ومن ثم سقوطه وظهور نظريات فوكاياما (نهايةالتاربخ) وبعدها نظرية هنتنغتون (صدام الحضارات).
محو كل الخطوط
بعد نحو 12 عاما قدر للقوات الاميركية وغيرها من القوات المتعددة الجنسيات ان تجتاز كل الاراضي الكويتية ماسحة كل الخطوط باتجاه ليس الاراضي العراقية فقط، بل باتجاه بغداد التي سقطت يوم التاسع من نيسان عام 2003. في اليوم التالي لسقوطها ظهرت حرائق غامضة في عدد من المباني والمؤسسات رافقها عل الفور ظهور شائعات في الشارع العراقي ان الكويتين خلف هذه الحرائق. اما الهدف المعلن لذلك هو انهم يسعون للانتقام من العراقيين بسبب عدوان تسبب به صدام حسين. وطوال السنوات الست الماضية جرت الكثير من المياه تحت اقدام الجميع الامر الذي ادى الى محو كل الخطوط التي رسمت في الماضي ويمكن ان ترسم في المستقبل.وبدلا من الخطوط ظهرت الملفات التي سرعان ما بدات تتصادم. فبغداد التي كان يتعين عليها ان تعيد تاهيل نفسها ووضعها لعمل جديد في اطار علاقات جديدة بينها وبين العالم العربي وجدت نفسها بعد سنوات امام وضع جديد ربما لم يكن في حسابات الجميع. فبغداد التي كان يتعين عليها ان تعيد تاهيلها مرة واحدة امام العالم العربي وجدت ان ملفاتها مع الكويت تحتاج ليس حساب الخطوة الواحدة بل حساب الخطوتين.فمن ملفات الحرائق الطارئة بعد الاحتلال الى ملفات الحدود التي لاتزال ملتهبة مرورا بملفات الاسرى والمفقودين والديون والتعويضات وانتهاء بملفات الطائرات.
المسؤولون رفيعهم وعرضهم
في خضم كل هذه الملفات والتعقيدات جاءت زيارة الشيخ محمد صباح السالم الصباح كارفع مسؤول كويتي يقوم بزيارة الى بغداد منذ 19 عاما. لاشك ان هذه الزيارة حدث بحد ذاتها. لكنها الى أي حد يمكن ان تساهم في اعادة رسم ماتهدم من خرائط وحدود لكن ليس على طريقة بوش الاب او صدام حسين او بوش الابن وما تلى احتلاله للعراق من ظهور لقمقم الطائفية الذي غير العديد من الموازين في المنطقة.فبرغم كل العداء الذي يكنه الشيعة لصدام حسين الا ان مسالة عائدية الكويت للعراق لاتبدو حتى الان صناعة صدامية بامتياز. بل تبدو الان وبسبب بعض الصعوبات التي انتابت مؤخرا التمهيد لعلاقات عراقية ـ كويتية جديدة تبدو وكانها صناعة شعبية عراقية. ففي الكويت هناك اشكالية بين الحكومة المؤيدة لتطبيع سريع للعلاقات مع العراق وربما حتى اطفاء ديونه وبين البرلمان الذي يعترض على كل شئ من هذا القبيل.ازاء ذلك يبرز سؤال هام وهو الى أي مدى سيتمكن ارفع مسؤول كويتي يزور العراق منذ 19 عاما من حسم مشكلة القطيعة الشعبية قبل الرسمية؟ الم تكن العلاقات العراقية ـ الكويتية قبل 19 عاما على احسن مايرام؟ ثم هل منع حضور ارفع مسؤولين كويتين قبل 19 عاما وهما الامير الراحل والامير الحالي ايام لم يكن الشيخ محمد الصباح عضوا بارزا في الاسرة انذاك ان يمنعا رسم خطوط جديدة لاسيما وان الرمال باتت اكثر حركة من ذي قبل؟!..