النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    3,861

    افتراضي أسرار ملا مصطفى البارزانى فى وثائق الاستخبارات السوفيتية........

    كمال سيد قادر
    drkamalsaidqadir@gmx.at

    ملا مصطفى البارزانى الذى كان يعتبر لحد الآن الزعيم التاريخى للاكراد لم يكن فى الحقيقة زعيما و لا تاريخيا، بل عميلا لجهاز المخابرات السوفيتية (كي جي بي) و اسمه السرى كان " رئيس"، و ما تسمى بثورة ايلول العظيمة التى اشعلها البارزنى ايلول 1961 لم تكن ثورة و لا عظيمة بل احدى العمليات السرية للمخابرات السوفيتية آنذاك لزعزعة المصالح الغربية فى الشرق الاوسط و صرف الانظار عن ازمة برلين.

    هذه هى حقائق لو تجرأ شخصا ما التفوه بها فى كردستان سيكون مصيره بالتاكيد غير معلوما. الاختفاء القسرى الى الابد او التصفية الجسدية بطريقة مخابراتية هى من اقل العقوبات التى تنتظر هذا الشخص، لانه سبق لهذه العائلة بان ابادت عوائل بكاملها كعائلة فاخر حمد آغا المركسورى فى منتصف سبعينات القرن الماضى و السبب لا زال مجهولا. هذا بالاضافة الى ان الحقائق المكشوفة حول علاقة البارزانى بكى جي بى قد يتم ادانتها من قبل عائلة البارزانى كادعاءات الحاقدين من اعداء الكرد و كردستان .
    من سوء حظ عائلة البارزانى فان هذه المرة المعلومات المتعلقة بالخلفيات المخابراتية لعائلة البارزانى هى ليست من بعدعة احد و هى ليست من آراء شخص ما، بل هى حقائق تاريخية تم الكشف عنها مؤخرا من خلال نشر بعض وثائق المخابرات السوفيتية السابقة( كي جي بى ) فى موسكو و واشنطن و لندن. و هى وثائق باستطاعة اى شخص الاطلاع عليها اذا رغب فى ذلك.
    قسم من هذه الوثائق رفعت السلطات الروسية القيود عنها مؤخرا و هى موجودة فى ارشيف اللجنة المركزية للحزب الشيوعى السوفيتى السابق فى موسكو، و الارشيف هو ارشيف عام.
    قسم آخر من ألوثائق تم سرقتها من قبل بعض ضباط المخابرات السوفيتية سابقا و تم تهريبها فيما بعد الى الغرب حيث تم نشر بعضها و بعضها ينتظر النشر.
    هذا البحث يعتمد بصورة رئيسية على مصدرين رئيسيين: المصدر الاول هو عبارة عن وثائق ارشيف اللجنة المركزية للحزب الشيوعى السوفيتى السابق و الذى يحتوى ايضا على وثائق تتعلق بعلاقات مصطفى البارزاني بالمخابرات السوفيتية.
    و المصدر الثانى هو ما يسمى بارشيف ميتروخين و هو مجموعة كبيرة من الوثائق تم سرقتها من ارشيف لوبيانكا، المقر الرئيسى للمخابرات السوفيتية من قبل ضابط المخابرات السوفيتى السابق ميتروخين و تم تهريبها فيما بعد الى بريطانيا حيث نشر قسم منها فى جزئين يحتوى الجزء الثانى منها على معلومات مهمة حول علاقة البارزانى بكي جي بى و منها الاسم السرى لمصطفى البارزانى لدى كى جى بى، اى "رئيس".
    محتويات الوثائق المنشورة من ارشيف ميتروخين هى مطابقة لوثائق الكى جى بى الموجودة فى ارشيف اللجنة المركزية للحزب الشيوعى السوفيتى السابق.
    اضافة الى هذه الوثائق فان هذا البحث يعتمد ايضا على مذكرات بعض الضباط السابقين لجهاز الكى جى بى كان لهم ايضا علاقة مباشرة بملا مصطفى البارزانى و من ابرز هؤلاء الضباط هو الجنرال بافيل سودوبلاتوف الذى كان الضابط المشرف على البارزانى فى فترات معينة بين 1946 الى 1953 خلال فترة وجدود البارزانى فى الاتحاد السوفيتى من 1946-1958.
    و كما ان هناك عدد من الباحثين قدموا ابحاثا قيمة جدا عن نشاطات المخابرات السوفيتية فى الشرق الاوسط و من بينهم البروفسور Vladislav Zubok ، استاذ التاريخ فى جامعة تيمبل الامريكية و الذى نشر لاول مرة وثائق من محتويات ارشيف اللجنة المركزية للحزب الشيوعى السوفيتى السابق تتعلق بعلاقات ملا مصطفى البارزانى بالمخابرات السوفيتية و اسرار ثورة ايلول ( للمزيد من المعلومات انقر علىالربط الآتىhttp://www.wilsoncenter.org/index.cfm ... n=library.document&id=278 ).
    ليس الهدف من هذا البحث الا البحث عن الحقيقة نفسها و الكشف عنها من اجل المصلحة العامة لان عائلة البارزانى الحاكمة تدعى منذ عقود بانها قدمت التضحيات و قامت باشعال ثورة ايلول من اجل تحرير كردستان و بان ملا مصطفى البارزانى هو الزعيم التاريخى لكل الاكراد. العائلة البارزانية الحاكمة استغلت هذه المزاعم لتاسيس نظام اقطاعى فاسد فى كردستان العراق و سرقة المليارات من الدولارات من اموال الشعب بالاضافة الى احتكار السلطة من قبل افراد هذه العائلة. لذا فانه من واجب كل مواطن من كردستان او اى انسان آخر التحقق من هذه المزاعم و الرد عليها خلال وثائق تاريخية لوضع حد للطغيان فى كردستان و انقاذ الشعب من الظلم و الاستبداد.
    هذه الوثائق المخابراتية تثبت ايضا بان عائلة البارزانى بسبب خلفياتها المخابراتية قد تشكل تهديدا على الامن القومى الكردى و المنطقة باجمعها. كما يجب وضع حد لجرائم القتل و التعذيب و الاختطاف التى تمارسها هذه العائلة من خلال الاجهزة القمعية التى انشاتها لحماية سلطتها و ترهيب المواطنين.
    انا شخصيا كنت من بين ضحايا الاجهزة القمعية لهذه العائلة حيث تم اختطافى ليلة 26.10.2005 فى اربيل من قبل جهاز مخابرات البارزانى "باراستن" ، و لو لم يكن الدعم الباسل لاصدقاء الحرية من بين الاشخاص من اصحاب الضمير و المنظمات الدولية و بعض الدول المدافعة عن الحرية و على رأسها حكومة الولايات المتحدة الامريكية، لكنت الآن واحدا من آلاف المفقودين الذين تم اختطافهم قبلا من قبل عائلة البارزانى ولم يعثر على جثثهم حتى الآن. و لا استبعد ضلوع المخابرات الروسية بالتعاون مع عائلة البارزانى فى جريمة اختطافى.
    و لم يكن السبب وراء اختطافى الا معرفتى ببعض الاسرار المخابراتية لعائلة البارزانى و نشر بعض منها. و لكن كما يبدو فان الصوت الحر لا يمكن اخماده من خلال الارهاب و القمع بل يزداد الانسان صلابة. و اننى كباحث اشعر بالتزامى اتجاه الجميع لرفع كلمة الحق لذا سانشر هذا البحث بالرغم من التهديدات التى تلقيتها ضد حياتى و حياة افراد عائلتى من قبل الاجهزة القمعية لعائلة البازرانى. و ان الدعم السخى و الشجاع الذى حضيت به فى فترة اختطافى زادنى حزما و قوة لمجابهة الطغيان و الفساد و ليكلف ما يشاء.
    الحلقة الثانية: البارزانى و الكى جى بى، علاقات قديمة
    ****************
    البارزانى و كى جى بى، علاقات قديمة!

    بعد انهيار جمهورية مهاباد الكردية نهاية عام 1946 تحرك ملا مصطفى البارزانى مع بضع مئات من رجاله باتجاه حدود الاتحاد السوفيتى و بعد وصوله الى اراضى السوفيتية عام 1947، اصبح البارزانى منذ البداية موضع ترحيب و اهتمام الاجهزة الامنية السوفيتية التى كانت تنوى استخدامه من اجل الاهداف الاستراتيجية للاتحاد السوفيتى فى الشرق الاوسط، و هى كانت كما نعلم الآن من الوثائق و المذكرات، اهدافا استعمارية.

    هذا ما يقوله الجنرال بافيل سودوبلاتوف، الجنرال السابق فى المخابرات السوفيتية فى مذكراته التى نشرت مؤخرا تحت عنوان:Pavel Sudoplatov, Special Tasks: The Memoirs of an Unwanted Witness -- A Soviet Spymaster.
    الجنرال سودوبلاتوف كان من بين ابرز ضباط المخابرات السوفيتية و كان فى فترة ما رئيسا لفرفة " SMERSH " و هى كانت فرقة خاصة داخل الاجهزة الاستخباراتية السوفيتية مسؤولة عن العمليات التخريبية و الاغتيالات خارج الاتحاد السوفيتى.

    و لو لم تكن مذكرات سودوبلاتوف لبقت اسرار السنوات الاولى لملا مصطفى البارزانى و علاقاته بالاجهزة المخابراتية السوفيتية سرا مخفيا علينا لحد الآن.
    سودوبلاتوف يكتب عن لقائه الاول مع مصطفى البارزانى: " قابلت البارزانى مباشرة بعد وصوله الى الاتحاد السوفيتى لدراسة امكانية استخدامه من اجل اهدافنا فى الشرق الاوسط و كيفية تدريبه مع رجاله و اعادتهم الى العراق بعد تسليحهم لتنفيذ المهمات".
    ربما كان لمصطفى البارزانى اهمية قصوى لدى الاجهزة الامنية السوفيتية، اذ تحديد ضابط كالجنرال سودوبلاتوف للاشراف عليه لا يدل الى على هذه الاهمية، لان الجنرال سودوبلاتوف لم يكن ضابطا عاديا بل موضع ثقة ستالين نفسه و هو كان الضابط المشرف على عملية اغتيال تروتسكى بامر من ستالين و ايضا المسؤول عن مهمة التجسس النووى السوفيتى و هى المهمة التى انجزها هو بنجاح من خلال الحصول على اسرار القنبلة النووية الامريكية.

    و الجنرال سودوبلاتوف لم يكن الضابط الوحيد الذى اشرف مخابراتيا على مصطفى البارزانى، كما يكتب سودوبلاتوف فى مذكراته و لكن الوثائق الموجودة حول طبيعة هذه العلاقات لم تكشف عنها بعد.

    الجنرال سودوبلاتوف يتحدث فى مذكراته عن لقاء ثانى مع البارزانى عام 1952 دار فيه النقاش حول التدريبات العسكرية و تسليح البارزانى، و ثم لقاء ثالث فى الاكاديمية العسكرية فى موسكو عام 1953 حيث كان البارزانى يتدرب مع الجنرال سودوبلاتوف فى نفس الاكاديمية العسكرية.
    يقول الجنرال سودوبلاتوف فى مذكراته بان ضباط المخابرات السوفيت كانوا يحملون آنذاك رتب عسكرية بقرار من ستالين و هذا يفسر ايضا سر حمل البارزانى لرتبة عسكرية سوفيتية و تلقيه تدريبات عسكرية فى نفس الاكاديمية العسكرية مع الجنرال سودوبلاتوف.

    من الظاهر بان علاقات عائلة البارزانى مع روسيا كانت اقدم من الاتحاد السوفيتى نفسه، اذ يكتب سودوبلاتوف فى مذكراته بان " البارزانى قال لى بان لعائلته علاقات مع روسيا منذ مئة سنة و ان عائلته حصلت على السلاح و المال من روسيا اكثر من ستين مرة". معلومات سودوبلاتوف هذه هى مطابقة مع المعلومات الموثوقة حول زيارة قام بها الشيخ عبدالسلام البارزانى، شيخ البارزان الى روسيا قبل الحرب العالمية الاولى لاجراء محادثات مع مسؤولى روسيا القيصرية.

    و سودوبلاتوف عندما يتحدث عن البارزانى، يتحدث عن رجل اقطاعى تنوى الاجهزة المخابراتية السوفيتية استعماله لزعزعة المصالح الغربية فى الشرق الاوسط.


    مذكرات سودوبلاتوف بقت لحد الآن المصدر الوحيد حول طبيعة علاقات البارزانى مع سلطات الاتحاد السوفيتى فى فترات ما بين 1946 و 1958 . لا الوثائق المنشورة فى ارشيف ميتروخين، ولا الوثائق الموجودة فى ارشيف اللجنة المركزية للحزب الشيوعى السوفيتى السابق التى رفع عنها الحضر مؤخرا من قبل الحكومة الروسية تتحدث عن طبيعة علاقات البارزانى فى هذه الفترة.

    مذكرات سودوبلاتوف ليست الا مقدمة مفيدة لطبيعة العلاقات المخابراتية للبارزانى فى الاتحاد السوفيتى، و لكن الاسرار الكبرى تكشفها الوثائق المنشورة من ارشيف الميتروخين و ارشيف اللجنة المركزية للحزب الشيوعى السوفيتى السابق.
    من ارشيف ميترخين تعرفنا على الاسم السرى لمصطفى البارزانى الذى كان يعرف به فى وثائق الكى جي بى، اى "رئيس" كما ذكرنا قبلا. و من خلال ارشيف اللجنة المركزية للحزب الشيوعى السوفيتى نتعرف على اكبر سر من اسرار الحركة الكردية لحد الآن، و هو بان ثورة ايلول الكردية فى كردستان العراق لم تكن فى الحقيقة ثورة بل احدى العمليات السرية للكى جي بى حول العالم لضرب المصالح الغربية. فما كان يعرف لحد الآن بثورة ايلول العظيمة التى اشعلها البارزانى فى الحادى عشر من ايلول 1961 لم تكن الا نتيجة اقتراح قدم به الكساندر شيليبين، رئيس جهاز الكى جى بى آنذاك الى نيكيتا خروشوف، منتصف عام 1961.

    ألحلقة القادمة و الاخيرة: دع الوثائق تتكلم
    *****************
    الوثائق تتكلم!
    الفترة الزمنية ما بين 1960-1962 تعتبر ذروة الحرب الباردة بين الشرق و الغرب و كانت الاجهزة المخابراتية لكلا المعسكرين تلعب الدور الرئيسى فى هذه الحرب لانها كانت القوة الوحيدة القابلة للاستخدام نظرا للتوازن الاستراتيجى النووى بين المعسكرين. و لم تقتصر مهمات اجهزة المخابرات للمعسكرين المنافسين على الاعمال التجسسية فقط بل كانت تشن حربا خفية شاملة على كل المستويات و من ضمن هذه الحرب الخفية، الحرب بالنيابة، خاصة فى دول العالم الثالث خلال تسليح و تمويل جماعات سياسية معينة بطريقة غير مباشرة و تحريكها للقيام بحركات مسلحة ضد الدول المستهدفة.

    المخابرات السوفيتية كي جي بى، كما يتضح الآن من الوثائق المنشورة لهذا الجهاز، كانت تستخدم اسلوب الحرب بالنيابة بكثافة فى امريكا اللاتينية و افريقيا و آسيا.
    و الشعب الكردى بسبب الاضطهاد الذى كان يعانية منذ قرون، كان قد اصبح فريسة سهلة لكل من ينوى استخدامه نيابة عنه. فهذه الفرصة استغلتها المخابرات السوفيتية لضرب المصالح الغربية فى الشرق الاوسط، و ما سهل الامر كان وجود علاقة قديمة بين ملا مصطفى البارزانى، رئيس العشيرة ذو نفوذ واسع فى كردستان، و بين المخابرات السوفيتية.
    و لذا كان من البديهى ان يختار الكى جي بي ملا مصطفى البارزانى القيام بمهمة شن حرب بالنيابية فى الشرق الاوسط.
    فى مذكرة ارسلها الكساندر شيليبين، رئيس جهاز الكى جي بى فى ستينات القرن الماضى الى الزعيم السوفيتى نيكيتا خروشوف فى تموز عام 1961، حدد فيها اهداف المهمة التى سيتولاها مصطفى البارزانى.

    و هنا نص وثيقة الكى جى بى المترجمة اولا من اللغة الروسية الى اللغة الانكليزية من قبل البروفيسور A.Zubok، من جامعة تيمبل الامريكية: " لغرض نشر الزعزعة و عدم الاستقرار داخل صفوف حكومات الولايات المتحدة الامريكية، انكلترا، تركيا و ايران ، و خلق شعور بعدم ثبات مواقع هذه الحكومات فى الشرق الاوسط، نقترح الاستفادة من العلاقات القديمة بين ملا مصطفى البارزانى، رئيس الحزب الديمقراطى الكردستانى، و الكى جى بى، لاثارة حركة كردية فى العراق و ايران و تركيا بهدف تاسيس كردستان مستقلة تضم اقاليم للدول المذكورة اعلاه. و سيتم تزويد البارزانى بالسلاح و المال اللازم كما يجب الاعلان عن تضامن الشعب السوفيتى مع الحركة الكردية. فان حركة كردستان الاستقلالية سوف تؤدى الى خلق توترات جدية لدى القوى الغربية و على راسها انكلترا بسبب طرق امداداتها النفطية من العراق و ايران، و لدى الولايات المتحدة الامريكية بسبب قواعدها العسكرية فى تركيا. و كل هذا سوف يؤدى ايضا الى خلق مصاعب لعبد الكريم قاسم الذى بدأ فى اللآونة الاخيرة باتباع سياسة موالية للغرب. و كما يجب اعلام جمال عبد الناصر من خلال القنوات الغير الرسمية بان فى حالة نجاح مشروع الاستقلال الكردى، فان موسكو ستدعم دمج الاقليم الغير الكردى للعراق بالجمهورية العربية المتحدة" ( المصدر: وثيقة كى جى بى من ارشيف اللجنة المركزية للحزب الشيوعى السوفيتى، رقم الوثيقة ( Shelepin to Khrushchev, 29 July 1961, in St.-191/75gc, 1 August 1961, TsKhSD, fond 4, opis 13, delo 81, ll. 131-32).
    و بعد موافقة خروشوف على مقترحات شيليبين و قيام ملا مصطفى البارزانى فعلا بتنفيذ المهمة و اشعال حركة كردية مسلحة فى كردستان العراق فى الحادى عشر من ايلول 1961، تجاوب الكى جى بى بسرعة مع التطورات الجديدة و قدم مقترحات جديدة لاستغلال الوضع بصورة افضل.
    ففى مذكرة قدمها نائب رئيس جهاز الكى جى بى آنذاك، بيتر ايفاتوشين الى اللجنة المركزية للحزب الشيوعى السوفيتى فى 27 ايلول 1961، جاء ما يلى: " استنادا الى قرار اللجنة المركزية للحزب الشيوعى السوفيتى الصادر فى الاول من شهر آب 1961، بخصوص اتخاذ الاجراءات اللازمة لصرف نظر قوات الولايات المتحدة الامريكية و حلفاءها عن برلين الغربية، و بعدما بدأت الحركة المسلحة للعشائر الكردية فى شمال العراق، نقترح ما يلى:
    1. استخدام امكانيات الكى جى بى للقيام بمظاهرات موالية للاكراد و معادية لعبد الكريم قاسم فى الهند و اندنوسيا و افغانستان و غينيا و دول اخرى،
    2. تشكيل لقاء مع البارزانى و مطالبته بالاحتفاظ بقيادة الحركة الكردية فى يده و توجيهها على درب الديمقراطية، و كذلك اعلام البارزانى بالتصرف بطريقه حذرة فى نشاطاته لكى لا يتهم الغرب الاتحاد السوفيتى بالتدخل فى شؤون العراق الداخلية،
    3. تخويل الكى جى بى لتجنيد و تدريب قوة مسلحة خاصة متكونة من 500-700 رجل من الاكراد االمقيمين فى الاتحاد السوفيتى و ذلك لغرض تزويد البارزانى باختصاصات عسكرية مختلفة (رجال المدفعية، الاتصالات اللاسلكية، فرق النسف و الخ) لدعم الحركة الكردية فى حالة الضرورة" (المصدر: وثيقة الكى جى بى من ارشيف اللجنة المركزية للحزب الشيوعى السوفيتى السابق من ترجمة و نشر البروفسور Zubok، رقم الوثيقة فى ارشيف اللجنة المركزية فى موسكو (P.Ivashutin to CC CPSU, 27 September 1961, St.-199/10c, 3 October 1961, TsKhSD, fond 4, opis 13, delo 85, ll. 1-4).
    و لكن الذى ما كان لكى جى بى العلم به، هو بان الغرب كان على علم مسبق بالعلاقات الخاصة بين البارزانى و الاتحاد السوفيتى. فى برقية ارسلها السفير الامريكى فى العراق آنذاك الى وزارة الخارجية الامريكية فى اكتوبر 1958، اى بعد ثلاثة اشهر فقط من ثورة تموز جاء ما يلى: " للشيوعين ايضا قدرة مهاجمة عبد الكريم قاسم، مثلا من خلال الزعيم الكردى الملا مصطفى البارزانى الذى عاد مؤخرا من الاتحاد السوفيتى الى العراق. لقد قضى البارزانى احد عشر سنة فى الاتحاد السوفيتى و له قاعدة عريضة داخل الشعب الكردى و قدراته لاثارة البلبلة و عدم الاستقرار تبدوا لا متناهية. لهذا نعتقد بان التهديد الاكبر لنظام قاسم ياتى اليوم من الشيوعيين" ( المصدر: وثيقة وزارة الخارجية الامريكية كما نشرها البروفسور Zubok، رقم الوثيقة: (." See Gallman to Department of State, 14 October 1958, in U.S. Department of State, Foreign Relations of the United States, 1958-1960, Vol. XII (Washington, DC: Government Printing Office, 1993), 344-46 (see Zubok, 21).
    هكذا كانت الحركة الكردية فى العراق اصبحت منذ بداية ستينات القرن الماضى ورقة بيد موسكو لاستفزاز الحكومات العراقية المتعاقبة و هى كانت ورقة ناجحة فى بعض الاحيان.
    جاء فى ارشيف ميتروخين بان الكى جى بى ارسل يفكينى بريماكوف فى منتصف ستينات القرن الماضى الى العراق تحت غطاء صحفى و لكنه كان فى الحقيقة احد العاملين فى جهاز الكى جى بى و اسمه السرى كان (MAX). كان ليفكينى بريماكوف علاقات مباشرة مع مصطفى البارزانى و كذلك لعب الدور الرئيسى فى ابرام اتفاقية الحادى عشر من آذار 1970 بين الحكومة العراقية و البارزانى. و لم تكن وساطة بريماكوف بدون مقابل، اذ ان الحكومة العراقية كانت آنذاك قد اصابها الارهاق من جراء حربها مع الاكراد و كانت ترغب فى انهاء هذه الحرب. ثم عرضت موسكو وساطتها على الحكومة العراقية بشرط رفع الحذر عن نشاطات الحزب الشيوعى فى العراق و تطوير العلاقات مع موسكو فى كافة المجالات، وهذا ما حدث بالفعل بعد ابرام اتفاقية آذار، اذ رفع الحذر عن نشاطات الحزب الشيوعى العراقى و شكل هذا الحزب ما تسمى بالجبهة التقدمية مع الحزب البعث الحاكم و ابرم العراق معاهدة الصداقة مع الاتحاد السوفيتى.
    و لكن بعدما استعاد النظام البعثى قوته بمساعدة موسكو، بدأت بوضع عراقيل امام تنفيذ اتفاقية الحادى عشر من آذار و بدعم من موسكو الى ان تم القضاء على الحركة الكردية المسلحة خلال اتفاقية الحدود التى ابرمها العراق مع ايران عام 1975 و بذلك اقترب العراق من المعسكر الغربى، و الغرب بدوره دار ظهره للبارزانى الذى كان قد انشا علاقات سرية مع المخابرات الامريكية و الاسرائيلية و الايرانية. بعد انهيار الحركة الكردية لجأ البارزانى الى الولايات المتحدة الامريكية من خلال مقر المخابرات الامريكية فى طهران و فى امريكا بقى البارزانى تحت مراقبة و اشراف المخابرات الامريكية التى كانت تتحمل ايضا مصاريف اقامته و علاجه فى امريكا لمدة خمس سنوات (للمزيد عن سنوات البارزانى فى امريكا انقر على الربط الآتى: http://www.meforum.org/article/220 ) .
    بعد تقارب بغداد من الغرب تعرض الحزب الشيوعى العراقى من جديد الى الملاحقة و الاضطهاد و تدهورت العلاقات الاقتصادية و العسكرية بين موسكو و بغداد ولذا عادت موسكو الى ورقتها القديمة، اى استخدام الاكراد و الشيوعيين ضد بغداد.
    و منذ ذلك الوقت تكرر السيناريو عدة مرات و عائلة البارزانى انتقل من معسكر الى آخر بين الكى جى بى و الموساد والسى آى آى و الخ. و للمسرحية المخابراتية حلقات قادمة.

    المصدر: الحوار المتمدن
    **************

    الحكم على د. كمال سيد قادر بالسجن 18 شهرا على خلفية انتقاداته لسلطة الحزب الديموقراطي الكردستاني

    صدر في اربيل الحكم القضائي على الكاتب الكردي الدكتور كمال سيد قادر الذي يحمل الجنسية النمساوية بعد ان الغي الحكم السابق الصادر بحقه بالسجن لمدة ثلاثين عاما على اثر حملة احتجاجات واسعة من قبل المثقفين والكتاب والتنظيمات المدنية التي طالبت بالافراج عنه من ببنها منظمة ائتلاف السلم والحرية . وكانت السلطات التابعة للحزب الديموقراطي الكردستاني القت القبض على سيد قادر عند زيارته لكردستان في شهر تشرين الثاني/ اكتوبر 2005 بعد ان نشر عدة مقالات على الانترنيت تعرض فيها الى قادة الحزب الديموقراطي الكردستاني وانتقد ظاهرة الفساد الاداري في الاجهزة الحكومية في اقليم كردستان.
    و وفقا لما اوردته وكالة رويتر للانباء فان لجنة الدفاع عن الصحفيين اكد ان المحاكمة استغرقت ساعة واحدة فقط ولم تسنح للسيد قادر فرصة لقاء محامي الدفاع لاكثر من خمسة دقائق.
    أن منظمة ائتلاف السلم والحرية وكما سبق وان طالبت بضرورة الافراج عن الدكتور كمال سيد قادر، ترى ان الحكم الصادر بحقه تمثل انتهاكا لحرية الراي والتعبير وتطالب سلطات الحزب الديموقراطي الكردستاني باعادة النظر في الحكم والعمل على اطلاق سراحه وضمان حريته وسلامته، لان تلك الاحكام تتعارض مع الاسس الديموقراطية و مفاهيم العدالة، لاسيما ان القوانين التي اسندت المحكمة عليها في اصدار حكمها، قوانين تعسفية سنتها سلطات النظام البائد ولا تتماشى مع لوائح حقوق الانسان والحريات المدنية.
    ********
    د.كمال سيد قادر

    تاريخ الولادة : 1-8-1957

    مكان الولادة : أربيل-كوردوستان-ألعراق

    التحصيل العلمي دكتوراه فى ألقانون ألدستوري و دكتوراه ثانية فى ألعلوم ألسياسية:

    العمل الوظيفي : باحث قانونى-جامعة فينا

    نوع النشاط الثقافي : أجراء ألبحوث ألقانونية و ألسياسية

    أبرز الأنشطة والنتاجات الثقافية: أكثر من 60 بحثا فى حقل ألقانون و ألسياسة بأللغات ألكوردية و العربية و ألأنكليزية و ألألمانية

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    المشاركات
    7,992

    افتراضي

    ملا مصطفى البارزانى الذى كان يعتبر لحد الآن الزعيم التاريخى للاكراد لم يكن فى الحقيقة زعيما و لا تاريخيا، بل عميلا لجهاز المخابرات السوفيتية (كي جي بي) و اسمه السرى كان " رئيس"، و ما تسمى بثورة ايلول العظيمة التى اشعلها البارزنى ايلول 1961 لم تكن ثورة و لا عظيمة بل احدى العمليات السرية للمخابرات السوفيتية آنذاك لزعزعة المصالح الغربية فى الشرق الاوسط
    القادة الاذكياء في الشعوب الضعيفة والفقيرة يستفادون من مسألة ( التقاء المصالح) مع الدول القوية ويستغلون ذلك لتعزيز ثورتهم, وما فعله البارزاني لم يكن أكثر من مصلحة لديمومة ثورته, فهو وان كان عميلا للمخابرات الروسية كما يقول الكاتب لكنه قبل ذلك قائد ثورة ولو لم يكن رجلا مهما في شعبه لما تقدمت اليه السلطات الروسية واحتضنته, واذا صح كما يقول الكاتب ان البارزاني كان عميلا للسوفييت فأنه (البارازاني) فعل ذلك لمصلحة ثورته التي هي محاصرة من ثلاث دول انذاك وهي ( العراق, ايران, تركيا).
    كل الثورات في التاريخ استعانت بدول قوية ولايدل ذلك على ضعفها وانما على السياسة الذكية لقادتها واذا كان التعاون الخفي مع الدول القوية هو عار على الحركات الشعبية فان ذلك العار يشمل كل الناس. الفرنسيون استعانوا بالامريكان والانكليز في حرب المانية الهتلرية واستغلوا ( التقاء المصالح) لينسوا حروبهم مع الانكليز فهل تحرر فرنسا من المانيا كانت نتيجة للعمالة مع الانكليز والامريكان؟ كاسترو في كوبا استعان بروسيا ضد الامريكان ولولا وجود روسيا لكانت كوبا غيرها الان منذ عهد بعيد , واستعانت كل الدول الضعيفة باحدى المعسكرين( امريكا أو روسيا) في انقلاباتها وحركاتها العسكرية في قرننا هذا فلماذا اللوم على البارزاني وحده.
    كان الاجدر بالكاتب أن يهاجم العائلة الحاكمة في كردستان ويفضح تحكماتها بالعشائر الاخرى دون الطعن بالبارزاني لان الطعن فيه سيكون عليه وليس له كما يظن , وهو في اخر المقال يتطرق لنقد العشيرة البارزانية وتحكمها في كردستان وهو اتجاه سليم وواقعي أما أن ينبش التاريخ من اجل حججه فأن ذلك يبعده عن الغاية المرجوة وهي نقد الدكتاتورية العشائرية . لقد بدأ المقال بالتشهير بالبارزاني بحجة العمالة وضيع حججه في نقد الوضع الحالي بنبشه للتاريخ, هل من الممكن اعتبار الكاتب عميلا للغرب في هذه الحالة فهو يدرس في جامعاتهم ويدرس فيها هل سيأتي من يكتب عنه يوما ويقول ان الدكتور الكاتب كان عميلا غربيا فماذا سيكون رده حينذاك؟

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني