كتابات - المراقب الاعلامي
في حديث متلفز قلب رئيس الوزراء نوري المالكي كل التوقعات التي كانت ترجح ابتعاده عن المس مباشرة او بطريقة غير مباشرةبحليفه السابق القوي، المجلس الاعلى الاسلامي، حين قال ان تائج الانتخابات الاخيرة كانت هزيمة لاصحاب مشروع تقسيم العراق، في اشارة الى حزب السيد عبد العزيز الحكيم الذي كان يريد اعلان دولة شبه مستقلة في الوسط والجنوب مثلما هي دولة كردستان شبه المستقلة شمال البلاد.
وفي حين يحاول المجلس الاعلى الخروج من هزيمته المدوية، داخليا عبر اجتماعات متواصلة، وخارجيا عبر اللجوء الى ما في جعبة ايران من اساليب لكبح جماح المالكي عبر ارسال القيادي في المجلس ونائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي الى طهران، الا انه كلف مواقع اخبارية وسياسية تابعة له وان كانت تعمل تحت يافطات لاتحمل اسمه مباشرة، كموقع "وكالة انباء براثا"الذي تديره مؤسسة اعلامية تابعة للقيادي في المجلس، الشيخ جلال الدين الصغير، بشن حملة اقل ما توصف به بانها قذرة، فهي لم تتردد في وصف المالكي بانه تصرف مع المجلس الاعلى كما تصرف "معاوية" مع "علي" وهذا وصف شيعي هو الاقسى في وصف الخيانة والسلوك غير الاخلاقي دينيا وسياسيا وانسانيا.
موقع "براثا" يحمل حزب المالكي مسؤولية تزوير الانتخابات، عبر مقالة" لهذا السبب فازت قائمة ائتلاف دولة القانون في جميع المحافظات" وفيها نقرأ:" في يوم الانتخابات ،وبعد انتهاء عملية التصويت وبدات عملية العد والفرز في المركز الذي تشرف عليه كانت نتائج احد الصناديق قد فرزت الاصوات فيه فكانت (100) مئة صوت و هو عدد الناخبين الذين اشتركوا في التصويت كان نصيب قائمة ائتلاف دولة القانون منها (60) ستون صوت . وعند تسليم الصناديق فوجئت بان حصيلة الاصوات التي حصلت عليها قائمة ائتلاف دولة القانون هي (360) ثلاث مائة وستون صوت وهذا يعي ان مجموع الناخبين الذي من المفترض ان يدلوا باصواتهم (400) اربعمائة ناخب في هذا الصندوق. لقد قامت ايدي خفية باضافة (300)صوت الى قائمة ائتلاف دولة القانون من الاصوات التي لم يحضر اصحابها للادلاء باصواتهم". المقالة تنتهي بتعليق " خل ياكلون دولة القانون".
واعتمادا على الارقام وتفسيرها ايضا ومنها ارقام فوز قائمة المالكي الكاسحة، يورد موقع "براثا" وصفا شيعيا قاسيا آخر للمالكي حين يعتبره بمقام "يزيد" الذي انتصر على "الحسين": " ما أريد الوصول إليه طبيعة ما يبني قائد سياسي حسابات الربح والخسارة، فهذا القائد ليس كبقية الناس الذين تأخذهم صورة الرقم، بينما القائد يرى حركة الكيف، وهو يعرف إن كان قد انتصر يزيد بن معاوية أو خسر الحسين (عليه السلام) لو أخذنا قصة كربلاء مثلا".
ومن الاوصاف القاسية السائدة للاسلاميين الشيعة هو وصف "البعثي" لكل من يخالفهم الرأي، وبقدرة المجلس الاعلى ولسان حاله "براثا" اصبح المالكي حليف البعثيين:" المالكي يعرف أفضل من غيره بأن الخاسر في الانتخابات هو تحديداً، لأنه استطاع وبكفاءة عالية أن يخسر حاميه الوحيد كل هذه الفترة، ومن ثم ليستبدل المجلس الأعلى بما نراه اليوم واضحا جليا صريحا وأعني بذلك بعودة البعث".
وفي وصف المالكي يورد موقع براثا أيضا: "عبد الكرسي رئيس دولة الفانوس"، ويتوعده بمصير مشابه لمصير صدام حسين"أين صدام يامالكي انظر ورائك الحساب عسير يوم لاينفع كرسي"!
وبما يشبه الرد على انتقادات قياديين في حزب الدعوة للاطراف التي عملت على تقليص موازنة "القائد الاعلى للقوات المسلحة" اي المالكي ذاته، ومن تلك الاطراف كان المجلس الاعلى يرود "براثا" التعلق التالي:"الاخوة في حزب الدعوة استمالوا الناس باسم الحكومة لذا تخفيض الموازنة يعني عدم الوفاء بالهبات الشخصية التي تعهد بها سماحة السيد المالكي" وفي التعليق عنصران، الاول اتهام المالكي باستخدام موارد الدولة لقضايا شخصية، والثاني ناقد متهكم"سماحة المالكي".
ان هذا المستوى من التعاطي "الاعلامي" مع رئيس الوزراء نوري المالكي يشير الى:
1 ازمة عميقة سياسية وفكرية واخلاقية يعيشها المجلس الاعلى.
2 توجه نحو عمل واسع قد يستهدف المالكي الذي بات حجر عثرة فعلي للمجلس الاعلى وحلفائه الاكراد.
3 تدخل ايراني متوقع لتحجيم المالكي اما بدعم المجموعات الخاصة وارسال رشات الصواريخ مرة ثانية مثلما حصل في اذار 2008 الى المنطقة الخضراء او تدبير عملية تفجير واسعة تستهدفه كما في عملية اغتيال الحريري ايرانية التخطيط سورية التنفيذ، وتكون هذه المرة ايرانية التخطيط كردية- مجلسية التنفيذ.
نحو كل هذا ينظر العراقي البسيط وهو يجد في المالكي مداعبا لمشاعره الوطنية العراقية وسعيه لتنظيف البيت الشيعي والوطني كليا من كل الانقساميين والطائفيين والانفصاليين، ويعلق ( ليس تعليقات براثا بالتأكيد) واصفا مركبة المالكي في مسيرتها: "يا سائرة بارض مولاك..سيري وعين الله ترعاك"!
http://www.kitabat.com/i51194.htm