لاتستغرب مثلي وتقف مدهوشا.. فعلا هذا الملعب في بغداد!!!
لاتستغرب مثلي وتقف مدهوشا..
فعلا هذا الملعب في بغداد!!!
صوت الأهالي/ علي البدراوي:
كان يفخر دائما بأن منطقتهم ستشهد ولادة أول ملعب شعبي بمواصفات راقية بالعراق، طالبا مني حضور افتتاحه.. لم أعر لكلامه أهمية تـُذكر لما لي ولعشاق الكرة العراقية من تجارب عدة مع وعود كثيرة أطلقت في كل العهود التي أدركناها بهذا الشأن..
هاتفني ذات يوم قائلا: لست صحفيا ولا رياضيا لأفي الحدث الكبير حقه لكن حبذا لو تشاهد ملعب حيّنا الشعبي قبل افتتاحه الرسمي.. قاطعته متعذرا بأن لاوقت لي أضيعه مع وعودا فارغة.. مُذكرا إياه بملاعب رسمية صُرفت الملايين من أجلها لنجدها عبارة عن أرضية ترابية بحصى وحجارة وبضعة خشبات تسمى مرمى.. فما بالك لو كان ملعبا شعبيا؟!..
ترك الأمر وتركته .. حتى جاء ذلك اليوم الذي أنساني بيت صاحبي أثناء تفقدي له بعد ثلاثة أشهر من عدم لـُقياه لأغيّر طريق منزله وأتوقف لساعتين أمام تُحفة شعبية فاقت وصفه الذي لم أدعه يوما يُكمله لي الا وقاطعته...
ملعب منتدى شباب منطقة البلديات في بغداد..
ملعب شعبي صممته على إحدى خرائب مركز شباب البلديات السابق في (حي أكد) منطقة البلديات إحدى الشركات الأجنبية بالتعاون مع المجلس المحلي للمنطقة المذكورة ووزارة الشباب والرياضة بغاية اسمها تأهيل الفرق الشعبية المتعددة في هذا الحي وإقامة بطولاتها عليه..
نزلت اليه مدهوشا فسألت أحد داخليه ليجيبني قائلا:
عملوه بصمت ودون بهرجة ولا إعلام .. تلك الخرابة التي كانت تسمى الى وقت قريب بمنتدى شباب البلديات كانت تقض مضاجع الحي صيفا وشتاءا بسبب اهمالها وقسوة أرضها الترابية المليئة بالحصى على اقدام لاعبيها من أبناء المنطقة، تلك الخرابة أضحت ذات صباح مركزا لجرافات وعُمال بناء دون أن يعرف أهالي الحي سر هذا العمل الدؤوب.. شهرين فقط وأنتهى كل شيء..
ملعب بمساحة 100×50 .. أرضية قانونية من "النجيل الصناعي" من أحدث الأجيال وبأرقى المواصفات العالمية.. يُحيطها تارتان لازال العمل جارٍ لاكماله على أتم وجه..
أضواء كاشفة للمباريات الليلية.. عجلة سيارة مُلحقة بالملعب لتسوية أرضيته وإدامتها بعد كل مباراة تُقام عليه.. ساحتين خارجيتين يتم العمل بهما وفق أحدث المواصفات للعبتي كرة السلة والطائرة لحث شباب الحي على مزاولتهما..
بعد ذلك...
جولة من أبواب الملعب الخلفية واذا بصبية صغار السن يدخلون اليه لاداء وحدة تدريبية استعدادا لبطولات الفئات العمرية للفرق الشعبية في المنطقة التي ستقام عليه في الصيف المقبل بغية اكتشاف المواهب الفتية وتقديمها الى الاندية العراقية..
ذكّرت المتحدث بأن ملعب حيّهم الشعبي لايقل شأنا عن تلك الملاعب التي تقام عليها مباريات الدوري الليبي أو الجزائري أو المغربي والتي نشاهدها في الفضائيات...
خطوة رائعة.. بل وأكثر من رائعة تنذر بغدٍ مشرق وبارقة أمل أخضر فيما لو تم الإقتداء بها في كل حي من أحياء مدن عراقنا الغالي لينشأ جيلا جديدا على أرضية صحيحة مثل أرضية منتدى شباب البلديات..
أترككم مع صور ملعب البلديات الشعبي في بغداد وشاركوني الدهشة بها..
رد مع اقتباس
