 |
-
معالم المرجعيتين
معالم المرجعيتين
الغموض و الفوضى
كتابات - وسن شكر
خلصنا في الحلقات السابقة الى القول بوجود حالة من الغموض المدهش الذي يكتنف المشروع المرجعي القديم حيث لا رؤى بارزة و لا اراء ظاهرة و لا شعارات و لا امهات مطالب مهمة تفيد في اسداء النفع الديني للمجتمع المسلم و الاهتمامات تنصب فقط على بناء الوجود الخاص للذات المرجعية الفلانية و تقصر امر الدين العظيم على بناء المجد العائلي او استمراره من غير ان تلحظ هذه الوجودات الخائرة مقدار اثر ذلك على الدين و المسلمين سلبا او ايجابا
و الصفة الثانية و التي جائت كنتيجة طبيعية لغموض الاهداف و البرامج المرجعية و هي صفة الفوضى الغالبة حيث لا طريق للمسائلة و المحاسبة و لا يوجد اي مجال اصلا للتحكم في الداخلين و المنضمين للحوزة العلمية و قد رايت بنفسي في جامعة قم الدينية كيف تسرب اليها السوقة و الارذلون اليها و بعضهم يصرح باعماله الاخلاقية القبيحة في حين ان المفروض ان يكون للمدارس الدينية ضوابط و شروط دينية تسد الطريق بوجه الانتفاعيين و اللصوص لا ان تصبح برانيات المراجع السكوتيين مرتعا للرذيلة و لا يطاوعني بنان او بيان لذكر بعض مخلفات و تداعيات الفوضى و الغموض و اهم افرازات هذه الحالة السخيفة اللامبررة هي حالة التسيب الخلقي الحوزة الصامتة تعتمد على مقدار ولاء الشخص لها و خدمته و انسيابه مع توجهاتها
الضيقة لا على مقدار ما يمتلكه الشخص من تقوى و ورع و شهامة تليق بالعمل في جهاز قيادي اسلامي ديني عظيم و هذا هو السيد سيستاني يلقي بزمام مرجعيته لزوجي ابنتيه و لا اظن ان سوالف السيد جواد الشهرستاني تخفى على احد الحوزة الصامتة لا تفكر الا في نفسها ووجودها و ليس من شانها ان تتحاور مع المرجعيات الاخرى حتى لو كانت مماثلة لها في الصمت و الركود الاسن بل من دابها ان تتنافس مع المرجعيات الاخرى فمرجعية الغروي زارت و عن طريق الشيخ الذي توفي في نفس حادث اغتيال الشيخ الغروي يزور احدى العوائل المنكوبة لوجود توصية بالعائلة اعلاه فيشاهد صورة مرجع صامت اخر مثل الشيخ لكنه يامر العائلة بالقاء الصورة جانبا اذن القضية ليست دعوة الى الله او الى المذهب الحق بل هي دعوة للمرجعية الخاصة و خدمة للوجود الخاص و ليذهب المذهب الى الجحيم و تبا و تعسا و قبحا لمشاعر من امره هذا الشيخ بخلع صورة مقلده ديدن المرجعية الصامتة ان تنافس مماثلاتها فيما نجد ان ديدن الحوزة الناطقة المجاهدة دائبة على التنازل للمرجعية الصامتة حفاظا على المذهب و الدين و كان اخر المتنازلين للحوزة هو السيد الشهيد العظيم السيد محمد الصدر ليس من صنع خيالي ان السيد الصدر استنكر اغتيال العلماء و المراجع الكبار في النجف و ليس من صنع خيالي ان المراجع لم يخرجوا عن طوق الصمت حينما قتل الشهيد و الى هذا اليوم لم يعتذروا عن الاسائات المتكررة التي وجهوهها الى ان رحل الى
ربه مضرجا بدمائه و حسراته الحوزة الناطقة تحتاج غالبا الى دعم الحوزة الصامتة لوجود كثير من البسطاء الموالين لهذه المرجعية و التي تستهدفهم الحوزة الناطقة و تطلب دعمهم في عملية التغيير لكن الحوزة الصامتة تصر على المقاطعة و التشهير و التشويه و اخر مبررات التسقيط للحوزة الناطقة هي كون المرجع نائما على اذنيه و لا يعلم بما يصنعه وكلائه الحبربشية ليس من الثورة في شيء ان ندعو الى نظام اخر يسيطر على الحوزة و يمنع هؤلاء السفلة من التحكم بالمؤسسات الدينية الكبرى انه مطلب عقلي و شرعي و انساني ام ان من اللطيف ان نسكت عن استغلال الوكلاء لنساء الشهداء و حتى المفقودين بطلب اجراء عقد المتعة عليهن ثم اي جرم نرتكب لو طالبنا المرجع النائم بان يعطي اجابات عن القصور و التقصير الذي يكتنف مرجعيته و يغطيها من الراس الى القدم و لماذا لا يجيب هؤلاءالمراجع ما معنى السكوت على حرمنة الوكلاء و الحبربش و لماذا لا يحددون لنا طريقنا اللاحب لخدمة المذهب بطريقة لائقة لا ان يكتفوا بالدروس الاصولية و يعطون جزء من الحقوق الضئيلة للطلبة على نحو لا يسد فاقتهم و في الجانب الاخر تجد بن المرجع يصرف للمتمتع بها و جالبها مبلغا لا يستهان به و من المؤكد انه لا يصرف للمتمتع بها فقط بل حتى للمتملقين و المتزلفين هل هناك مانع شرعي يردعنا من توجيه الاسئلة للعالم الديني و محاولة التوصل من خلال مسائلته الى حل يوقف مثل هذه المهازل و الفجائع التي ترتكب باسم الدين و
المذهب
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |