 |
-
القانون لايفرضه الا من يلتزم به
القانون لايفرضه الا من يلتزم به
زهير الزبيدي
11/11/2007
تعيدني الذاكرة، كلما سمعت بـ (خطة فرض القانون) الى ذلك الرجل البعثي الذي كان يوما ما مديرا للناحية في احدى نواحي محافظة الديوانية. كان الرجل صديق قديم لي، استدعاني يوما عندما كنت مدرسا في ناحيته، للنزول الى مركز القضاء، لقضاء حاجة له، وعندما وصلنا الى مركز المدينة ، رصف سيارته في الشارع العام، وبالاتجاه الخطأ، أي ( رنوك سايد) وقال لي تفضل انزل، فقلت له كيف أنزل يا رجل وأنت أوقفت سيارتك بالاتجاه الخاطئ؟ فرد علي بعراقيته الشعبية المعهودة ( انزل بابا أحنه القانون ). ــ نفس اعتقاد سيده هدام العراق ومفهومه للقانون ــ. فقلت له: يا سيدي أنت من يحفظ القانون ويفرضه على الناس، فكيف تسمح لنفسك بانتهاكه ؟ لم يقتنع بقولي، وضنني أمازحه، عندها نزلت وأنا أحس بداخلي ، أن قد أكتمل لدي اليقين، بأن البعث لايفهم لغة القانون، انما كان يستعمله لكم الأفواه ليس الآ.
كان ذلك منتصف السبعينات من القرن المنصرم، اليوم ونحن نعيش في العراق الجديد ، عراق الديمقراطية المحمولة جوا على رؤوس صواريخ كروز،وطائرات الشبح. وهذه المرة، أعادني الى الذاكرة أكثر، الموقف الأمني في كربلاء، وأكد لي بأن من يمارس فرض القانون فيها، هم أنفسهم رفاق صاحبي مدير الناحية، فالمقدم هاشم جلوب ( مديراستخبارات شرطة كربلاء، المعتقل حاليا حسب الاعلام العراقي) بعثي مفصول من الحزب ،برتبة ملازم أول، ونحن نعرف كيف ولماذا يفصل البعثي من الحزب؟ وما هي الأسباب؟ وماذا يعني أن يطرد البعثي من الحزب؟ واليوم أعيد الرجل الى سلك الشرطة، حسب قانون اعادة المفصولين السياسيين، وقد رفــّع الى مقدم قبل أقل من شهر بعد أن احتسبت له خدمته، بينما صاحبي ( أبو فلان) الذي طرد من الشرطة ملازما أول، بعد أن اعتقال أخيه الداعية الشهيد عام 1980 ، وبُح صوتي وأنا أطالب له بحقه من رفاق أخيه الشهيد، حيث أعيد للخدمة بعد التي واللتيا، لكن لحد الآن لم تحتسب له خدمته، ولم تعاد رواتبه كأقرانه من البعثيين، ممن أعلنوا الولاء للمجلس الاعلى وليس للعراق .
وقائد شرطة كربلاء ، اللواء رائد شاكربهجت، من الرفاق أيضا، وكان بدرجة عضو فرقة، ظهر اليوم (الأربعاء 7 / 11 )على قناة الحرة الأمريكية، وهو يخلط الأوراق خلطا غير منتظما، ويخبط خبط عشواء ولايعرف ما يقول ، منها: أنه برر ملاحقة خمسة من أعضاء مجلس المحافظة والتابعين الى التيار الصدري طبعا، بمذكرات قبض مزورة، أكد تزويرها القاضي رحيم العكيلي وعلى الحرة أيضا، وقال العكيلي: انها مزورة ولم تصدر من جهة قضائية. يبرر اللواء المحترم عمله المشين هذا بمطاردة الاعضاء الخمسة، بقوله نحن كجهة تنفيذية قد استلمنا مذكرات قبض، ولايهمنا من أين صدرت( يا سلام على فرض القانون) المهم أنه استلم مذكرة القاء القبض.
لقد تابعنا مشكلة كربلاء وقد كتبت وقتها مقالا بعنوان( التيار الصدري، سلاح ذو حدين فلا تفعلوا الحد المخيف فيه) وبينت كيف صارت مجريات الأحداث خلال الزيارة الشعبانية ؟ وماذا قالوا خطباء الجمعة الذين كشفوا الكثير من ملابسات الحادث، وبينوا من غير قصد، طرق استفزاز التيار الصدري ، واستدراجه للشارع لتصفيته، فقد طبق بحقهم فعلا، قرار البعث سئ الصيت، بحق حزب الدعوة الاسلامية ، الذي نص ياعدام الدعاة بأثر رجعي، وكل من يروج لافكاره، أو يتستر على أعضائه. في كربلاء جاءت الأوامر من السيد رئيس الوزراء واضحة وضوح الشمس، وتختص بمن يرفض وضع السلاح ويتجاوز على القانون، من أية جهة كانوا، والى أي جهة انتموا، الا أن من إئتمنهم على الأمن طبقوا نفس ذلك القرار سئ الصيت بحق الدعاة، فجاء بنفس الصيغة،القاء القبض على من ينتمي للتيارالصدري، ومن يروج لافكاره، ومن يتستر عليه، حتى أن بعض الدعاة المجاهدين، من كانوا رهن اعتقال الأمن البعثي، وأستشهد أخاه الكبير تحت التعذيب، ومن هم معروفين لدى السيد رئيس الوزراء، قد اعتقل وحُسب على التيار أيضا، وساوموا عليه بمبالغ من المال لاطلاق سراحه، نترك هذا لوقته انشاء الله.
وهكذا فقد ظهراليوم، ما حذرنا منه بالأمس، وظهر كيف استغل المقدم هاشم جلوب منصبه، بزج الأبرياء وتعذيبهم دون علم القيادة ــ والمشكلة أن قائد شرطة كربلاء يتهم المدعو جلوب بالتواطئ مع جيش المهدي، حين ذكر أن المليشيات قد اخترقت استخبارات الشرطة، والمليشيا تعني وفق الخطاب الرسمي العام، ــ وليس الحكومي ـ والأمريكي ( والتوافقي ) اشارة الى جيش المهدي.
نحن لاندافع عن جيش المهدي ايها السادة، وعن أخطائه، فقد أخطأ، وليس وحده من أخطأ، في غمرة الاحداث إنما الجميع أخطأ ،وأكبرخطأ ارتكبه هذا الجيش وتياره الصدري، هو عندما رفض بغباء الاشتراك بالانتخابات التي من خلالها استولى المجلس الاعلى على تسع محافظات،لكنه أول من انسحب من الشارع، ودعم حكومة السيد المالكي، حتى اتهم السيد رئيس الوزراء بالتواطئ مع التيار، وأخبرهم بأن يتروكوا العراق وقد زورت رسائل رسمية بهذا الصدد، قرأناها جميعا على مواقع الأنترنيت.
لقد تشكل قرابة عشرة جيوش للمهدي ، كلها تحمل اسم جيش المهدي، لكنها جميعا تحارب جيش المهدي الحقيقي. الحزب الاسلامي شكل جيشا للمهدي ووضعت عصائب على جباه أعضاءه، كتب عليها (يا مهدي أدركني) ــ هذا ما أخبرني به أحد المترجمين مع الامريكان ــ. منظمة بدر شكلت هي الاخرى جيشا للمهدي، مهمته التحرش بالامريكان لخلق المبرر لضربه، الأمريكان وقعوا عقودا مع القاعدة داخل المعتقلات، وتواطؤوا مع سلام الزوبعي وطارق الهاشمي، للقيام بأعمال باسم جيش المهدي، تبرر لهم ضرب مكاتب الشهيد الصدر في عموم العراق، وحتى في المناطق الآمنة، الايرانيون شكلوا جيشا للمهدي، وزودوه بالسلاح لضرب عصفورين بحجر، الأول قتل المزيد من الامريكان، والثاني تشويه سمعة جيش المهدي الذي رفض الانصياع لاجندتهم. وهكذا راح الجميع يصيح بوجه جيش المهدي، أما ما نسمع عن صدام مسلح بين جيش المهدي الحقيقي والامريكان، فهي تأتي من باب الدفاع عن النفس، بسبب الهجومات التي نسمعها بين الفترة والاخرى التي تقوم بها جيوش المهدي المنتحلة لهذا الاسم، لتبرر للمحتل مداهماته التي لاتهز وطنية الهاشمي ولا الزوبعي ولا أي فرد من جبهة( التنافق)، وبعد أن سلح الأمريكان المقاومة الشريفة بحجة قتال القاعدة، واليوم يريدون فرض أربعة وستين ألف مسلح، خارج علم سلطة الحكومة ـ هذا ما أكده هادي العامري عندما رد على ظافر العاني بعد اعتراض العاني في مجلس النواب، على سبعة عشر ألف من المليشيات الحقت بالقوات المسلحة ــ. ويبدو أن غالبيتهم من منظمة بدر، حيث من المستحيل أن يدافع العامري عن جيش المهدي، وهو يؤكد (للملف بريس) ــ باسلوب لايرقى الى موقعه ــ كل من يدعي أن منظمة بدر تقوم بتصفية التيار الصدري وقع في غباء مطلق، وهو يكذب كذبا مطلقا ( فنحن ولد الكرية يا سيدي العامري كلمن يعرف أخيه) والذي حصل بعد الحاق هؤلاء السبعة عشر ألف، هو طرد كل من الحقهم الجعفري من جيش المهدي وفق سياقات قانون رقم (91 ) الذي ذكر العامري تسويغ انضمام السبعة عشر ألف وفقه، وتعرف الكتل السياسية بمجريات الدمج تلك، وكان ذلك عندما أقنع الجعفري التيار بالانضمام الى العملية السياسية، دعموا خلال ذلك الالتحاق، الائتلاف الموحد وقتها في الانتخابات الثانية، لكن كانت أسباب الطرد بحجج واهية، ونزولا لرغبة الارهاب الهاشمي الزوبعي، والامريكان، لخلق توازن مسلح بين السنة والشيعة، وجيش المهدي خارج هذه المعادلة، أخرج للأسف ولم يحسب لا على الشيعة، ولا من السنة، وقد يهجرون كما هجر النظام المقبور الشيعة الى ايران، لاسباب تخلقها المخابرات الامريكية ويبصم عليها أعداء التيار الصدري التقليديين في الحكومة، لان جيش المهدي ( الله يسلمهم) رفضوا الانبطاح للمحتل، ورفضوا الانصياع لللتحالف (المعتدل) فابعدوا من الساحة، وصاروا أهداف سهلة بحجة فرض القانون بعد أن تصرفوا بأكبر من حجمهم.
والغريب أن واجهات المجلس الاعلى الاعلامية، مثل موقع براثا ، وقناة الفرات الطائفية الخطاب والتي صبت الزيت على النار الطائفية ، يهرجون على هذا التيار المظلوم ويطلقون عليه صفة ( البعث المقنع) بينما نجد أن كل شرطة العراق انضووا تحت جناح المجلس الاعلى في الشرطة الوطنية، بعد أن أعلنوا الولاء له وليس للعراق، وهذه هي سيرتهم نعرفها من أيام ايران.
فالبعث ايها السادة، موجود في كل مفاصل الحكومة، والقوات المسلحة، والشرطة الوطنية،اخترقت بمساعدة المحتل، بل كل مفصل من مفاصل الدولة، وسوف لم تطهر الدولة العراقية الجديدة، من أخطبوط البعث، الا بتصفية الجهاز الاداري منهم، وتفعيل لجنة اجتثاث البعث، وادخال البعثيين دورات للتأهيل الوطني، قبل أن يعودوا الى سيرتهم الاولى، وهي امتطاء ظهور الدبابات، وقتما اراد المحتل وقف عجلة السياسة، لاسيما سفارته الآن تحتوي على نفس عدد موظفي البنتاكون، وقد شكلت أكبر محطة( للسي. آي. أ ) في العالم، وبنت أكبر طابور خامس من العثيين في العراق ، وبحمايتهم.
لو نزلنا الى الجنوب من كربلاء ، الى محافظة الديوانية تجد (فرط) القانون وليس فرضه، نفسه، محافظ الديوانية مثلا، الشيخ حامد الخضري، نزع لباسه العلمائي وارتدى البدلة التقليدية، ونزعْ اللباس في محكمة الحوزة العلمية، عقوبة بحق من يرتكب خطأ بحق العلم والعلماء، لكن الرجل تبرأمنها طوعا، لاحتلال مركزا حكوميا مرموقا، لم يحلم به حتى في المنام. تحدث الخضري مرة، عندما سالته الحرة نفسها حول اتهامه بالتعاون مع قوات الاحتلال لضرب جيش المهدي ــ وهي حقيقة اثبتتها الاحداث، ولا ندري كيف سوغ لنفسه، وهو المفترض به عارف بأمور الدين والفتوى ــ فجاء رده للحرة ، بأن علي الميالي، ــ المتهم بتلك الدعاية ضد الخضري ــ هو من يفتري على الحقيقة حسب الخضري، وانه عضو مجلس برلمان عن محافظة المثنى ( السماوة ) ولايحق له التكلم عن الديوانية، وهنا يكشف المحافظ جهله للقانون، فهو يخلط بين عضو مجلس النواب المخول عن الشعب كله، ويخوله القانون مراقبة عمل المسؤولين في الدولة على مستوى وزير،فضلا عن المحافظ،، وبين عضو مجلس المحافظة، في حين أن الرجل المحافظ هو من خالف القانون حيث أصله من المثنى ، ولقبه الخضري يثبت لنا ذلك، حيث الخضري نسبة الى قضاء الخضر التابع لمحافظة المثنى، فكيف صار محافظا للديوانية.
ونرى كذلك أن القانون طبق في الديوانية عكس ما هو في كربلاء ، ففي كربلاء لاحقت السلطة التنفيذية خمسة أعضاء من مجلس المحافظة، بمذكرات قبض مزورة، كما بينها القاضي رحيم العكيلي، وأكدها قائد شرطة كربلاء عندما قال: نحن كسلطة تنفيذية قد استلمنا مذكرات اعتقال ولايهمنا من اين صدرت، بينما نجد في الديوانية تجاوزوا على مذكرت القاء قبض قضائية، صحيحة صدرت بحق الشيخ حسين البديري ــ الذي نزع لباسه هو الآخرــ رئيس اللجنة الأمنية بسبب ممارسته البطش بحق المليشيات، كما جاء في المذكرة، وبدل ذلك، طـُرد ــ حسب الحرة أيضا ــ خمسون ضابط وشرطي، من شرطة الديوانيه، أغلبهم مخترقين من قبل المليشات، وعرفنا أعلاه ماذا يقصد بالمليشيات.
والعجيب أن قوات الاحتلال تلاحق جيش المهدي بحجة أن فيلق القدس الايراني يزوده بأسلحة خارقة للدروع، ونحن نعرف بأن فيلق بدر شكل من قبل فيلق القدس الايراني وكان تابعا له. ونعرف كذلك أن جيش المهدي حارب القاعدة بشراسة حتى كاد أن ينهيها زمن الحكومة الانتقالية، في حين يسلح الامريكان اليوم حلفاء القاعدة بحجة محاربتها ( عجيب أمور غريب قضية).
هذا هو قانون (حجي عباس) ، ذلك الاستاذ المسعودي الرائع، الذي كان يقدم من اذاعة ايران برنامج (حجايات حجي عباس)، فقد ذكر في مرة في حلقة من حلقات برنامجه ( حجايات حجي عباس)، أن رجلا ذهب الى بغداد مشيا، ليشتكي رجلا تجاوز على بستان له، وكان ذلك ايام العثمانيين، فركن الى مقهى ليلي وفتح متاعه ليأكل، فسمع فرقة الجالغي البغدادي ، نظر الى عازف القانون وقال ما هذا، قالوا له ، انها آلة عزف القانون، قال ( لعد هذا قانون بغداد، يعزفون به بالليل ويحكمون به بالنهار).
ملخص ما يحدث الآن، ودوافعه وتداعياته، هو الانتخابات القادمة لمجالس المحافظات،واصرار المجلس الاعلى على الاحتفاظ بمراكزه التي حصدها في الانتخابات السابقة في تسع منها، لاسيما كربلاء والنجف.
ساعدك الله يا سيدي يا ابا اسراء، لقد عشت حياتك طاهرا مجاهدا ، مدافعا عن الحق حتى وأنت تقارع الطاغوت، فلم توظف الباطل يوما ما في جهادك، ولم تكن يوما ممن جعلوا من الغاية تبريرا للوسيلة، أما اليوم فأنت تريد حقا فرضا للقانون ، وتريد أن تبني دولته، لكن للأسف حلفائك الجدد يريدون عزفا على القانون لايطربون به الا آذنهم ، فانا لله وانا اليه راجعون.
زهير الزبيدي
-
اخويه تايه الشغله .والكل يدعي بانه الوطني الشريف من جيش المهدي والمجلس واللااسلامي وشيل ايدك
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة mansorsharef في المنتدى واحة الحوار العام
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 25-03-2009, 19:09
-
بواسطة المراقب في المنتدى واحة الحوار العام
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 19-01-2009, 12:10
-
بواسطة salahtop في المنتدى واحة الحوار العام
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 08-03-2006, 01:04
-
بواسطة العقيلي في المنتدى واحة الحوار العام
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 11-12-2005, 00:47
-
بواسطة بيان في المنتدى واحة الحوار العام
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 28-05-2004, 22:54
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |