السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك من يروج أباطيل لايقرها الدين والمذهب بأن الضمائر القرآنية ترجع الى أئمتنا عليهم السلام
وروج هذا الكلام حسين الفهيد والذي أتخذه النواصب شعار ودليل لتكفير الشيعة .
وموقف علماء الشيعة ومراجعهم بكفر من يؤمن بذلك لذا نضع المستند الذي رجع اليه الفهيد
الخطبة التطنجية المنسوبة أفتراء الى أمير المؤمنين ع
وهذه الخطبة نفاها مراجعنا العظام ولم يعترف بها علمائنا بل هي من صنع الغلاة والمفوضة
وقد أتخذها الفهيد لترويج مذهب الغلاة والمفوضة وأتخذه الوهابية دليل ضد الشيعة
وبدورنا نقول لهؤلاء من أستندتم عليه لايمثل الا نفسه وفكره المنحرف
واليكم الدليل الذي أستند اليه الفهيد وروج من أجله :

قال: (( فاذا تأملت في هذه الأخبار ونظرت اليها بنظر الأعتبار علمت أن مقام آل محمد الأطهار (ع) الملك الجبار أعلى وأجل من أن تناله البصائر والأبصار وأرفع من أن تصل اليه العقول والأفكار وقد قال الله عز وجل ( وات تعدوا نعمت الله لاتحصوها ) والنعمة هم (ع) وقال عز وجل ( ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفذت كلمات الله ) والكلمات هي هم (ع) وقد قال الله عز وجل ( وما قدروا الله حق قدره ) وقدر الله هم (ع) وقال عز وجل ( وما يعلم جنود ربك الا هو ) وهم (ع) جنود الله الذين لايعلمهم سواه تعالى كما قال رسول الله (ص) ( ياعلي لايعرفك الا الله وأنا ) وقال تعالى ( وعنده مفاتح الغيب لايعلمها الا هو) وهم تلك المفاتيح وتلك الغيوب التي لايعلمها الا الله سبحانه وقال سبحانه ( وما يعلم تأويله الا الله) على قرائة الوقف الى الله دون الراسخون في العلم وهم (ع) تأويل القرآن الذي لايعلمه الا الله وعلى الوقف على الراسخون في العلم كما دلت الأخبار بصراحتها عليه فالمعنى حينئذ لايعلمهم الا الله وهم اذ الشيئ يعلم ذاته لأنه علم ذاته 0 واذا أردت مقام أزيد من ذلك بشرط أن لاتتوهم الغلو ولا تظن بالله ظن السوء ولا تصغر عظمة الله ولاتحقر قدرة الله فنقول هم المراد من قوله تعالى ( لاتدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار ) واليهم تتعلق الأشارة وهو سبحانه أجل من أن يشار اليه باشارة أو يعبر عنه بعبارة أو يهتدي اليه سبيل وقال تعالى ( ولايحيطون به علما ) أي بوليه وهم الأولياء الذين لا يحاط بهم علما وضمير الهاء كما تقدم اشارة عند الاشباع الى علي (ع) وبالتلويح الى محمد (ص) والى فاطمة (ع) فان الهاء اذا أشبعت كان عنها الواو وهما اذا نزلتا في الرتبة الثانية كان عنهما علي وهو قوله تعالى ( وانه في أم الكتاب لدينا لعلى حكيم ) ( وهو العلي العظيم ) ( هو العلي الكبير) وبعد الأشباع بملاحظة زبرهما وبيناتهما يستنطق عنها الواحد وهو يثنى في الباء وهي تثنى في الحاء وهي تخمس في الميم والمجموع هو الحمد فاذا أضفت الأصل الأول الذي هو عدد الواحد أي الهمزة كان أحمد واذا أضيفت الميم في عالم تفصيل كان محمد (ص) وقد سبق تفصيل ذلك وانما كررت الاشارة لئلا تحتاج الى النظر وربما لاتحصل ماذكرنا في الموضع الذي ذكرناه فيفوتك المقصود , وبعد أستنطاق الواحد من الهاء يلاحظ تثليثه فتكون عنه الثلاثة فتجذر تكون تسعة وتستنطق تكون عنه الطاء ويأخذ كماليها الظهوري والشعوري ويضمان مع الأصل الذي هو الطاء فتكون فاطمة لأن الفاء كمال الطاء الشعوري و(مه) كمالها الظهوري ومن الكمال الظهوري كان ظهور آدم أبو البشر وباقي الأئمة (ع) غصون في هذه الأصول الثلاثة فهم حينئذ هو أي الهاء مع الأشباع فضمير الهاء في كل المواضيع القرآنية يرجع اليهم (ع) وهم راجعون الى الله انا لله وانا اليه راجعون ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم , وقال عز وجل (سبحان ربك رب العزة عما يصفون ) والرب هو المربي الصاحب والكاف هي كاف الخطاب التي هي ظهور المخاطب وهو الأعيان السفلية في مقام لافرق بينك وبينهما الا أنهم عبادك وخلقك فهناك يستحقون الاسم من باب الحقيقة الثانية التي هي بعد الحقيقة الأولى فيكون المراد حينئذ آل محمد (ع) وهم المتعالون عن الوصف والتوصيف ولا تتوهم أني أقول أنهم هم الله كلا وهم ( عباد مكرمون(26) لايسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون(27) يعلم مابين أيديهم وما خلفهم ولايشفعون الا لمن أرتضى وهم من خشيته مشفقون(28) ومن يقل منهم أني اله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين ) ومن قال غير هذا فعليع لعنة الله ولعنة اللاعنين , قال سبحانه وتعالى ( سبحان الله عما يصفون (159) الا عبادالله المخلصين ) والله اسمه العلي كما قال الرضا (ع) وهو اسم الله والهاء اسمها هو وقد علمت الكلام في هو والهاء وحدها , فهم المتعالون عن الوصف فلا يلحقهم نعت ولا يصل اليهم ادراك والعباد المخلصون هم الأنبياء والمرسلون كما في الآية المتقدمة ( سبحان ربك رب العزة عما يصفون(180) وسلام على المرسلين (181) والحمد لله رب العالمين) وقال سبحانه (ان الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم مافي الأرحام وماتدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت ان الله عليم خبير ) وهم علم الساعة كما قال تعالى في حق عيسى (ع) الذي قال عز وجل أنه مثل لبني اسرائيل وهم هم (ع) وفي زيارة أمير المؤمنين (ع) ((السلام على اسرائيل الأمة)) والآية الدالة على ماذكرنا هي قوله تعالى ( ولما ضرب ابن مريم مثلا اذا قومك منه يصدون (57) وقالوا ءألهتنا خير أم هو ماضربوه لك الا جدلا بل هم قوم خصمون (58) ان هو الاعبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني اسرائيل) الى أن قال تعالى ( وانه لعلم للساعة فلا تمترن بها ) وما كان عيسى (ع) علم الساعة الا لكونه مثالا لآل محمد (ع) وهم عليهم السلام الغيث النازل من سماء الجود والكرم والفيض المنبسط على كل الأمم وهو قوله تعالى (وجعلنا من الماء كل شيئ حي) وقوله تعالى ( وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا ) وهم (ع) الرحم والأرحام وأسرارهم المودعة فيها ولايعلمها سوى الله عز وجل وهم النفس التي لاتدري ماذا تكسب غدا لتلاشيهم في مشيئة الله واضمحلالهم في قدرة الله فلايجدون لأنفسهم وسائر أحوالهم تحققا الا بالله واليه الاشارة في باطن قول أمير المؤمنين (ع) (( لولا آية في كتاب الله لأخبرتكم بما كان وما يكون الى يوم القيامة وهي قوله تعالى (يمحو الله مايشاء ويثبت وعنده أم الكتاب ) وهم النفس التي لايعلم بأي أرض تموت الأرض أرض القابلة أرض الجرز الدواة الأولى والأرض المقدسة المطهرة عن القوم الجبارين والنفس هي الحقيقة من الله والوجه الأسفل فيها وهو الفيض الأختراعي فاذا تعلق ذلك الفيض بالقابلية تعين وتحدد بعدما كان غير متعين وغير محدود وبعبارة أخرى لما نزل الماء الالهي على أرض الجرز أختفى واستجن فيها لانبات النبات واظهار الثمرات وهذا الاختفاء والاستجنان هو الموت ولما كان ذلك الفيض سرمديا انقطعت عنده الأوقات والأزمان فلا يوصف بمتى وأين فلا يقال بأي أرض تموت لأن ذلك مايكون الا حين الوقوع وأما القبل فلا قبل ولو فرض فلا تعيين ولا اختصاص , أو لما كان الممكن دائم السيلان لشدة أفتقاره الى الله سبحانه فلا بد له في كل آن مدد جديد لم يكن عنده فلم يكن علمه عنده والا لأستغنى وذلك المدد مساوق لمحله وهو أرضه فلا يعلم الممكن مايرد عليه من الامدادات بقوابلها وحدودها قبل أن ترد , ولما كان آل محمد (ع) واقفين على باب القدرة ومقابلين لفوارة القدر كان لهم هذا الحكم بالأصالة الحقيقية ولغيرهم بالعرض ولما لم يكن عندالله سواهم كانوا (ع) هم المخصوصون بهذه الخمسة وهم هذه الخمسة التي تفرد الله بعلمها كما قال أمير المؤمنين (ع) ان الله تفرد بخمسة ثم قرأ هذه الآية فلا يعلمهم ولا يعلم أسرارهم على ماهم عليه الا الله سبحانه وهم بتعليم الله سبحانه اياهم أنفسهم وفي الدعاء (( هب لي نفسي)) 0 أهل النهي عجزوا عن وصف حيدرة ..... والعارفون بمعنى ذاته تاهوا ان قلت ذا بشرا العقل يمنعني ..... وأختشي الله من قولي هو الله ______________________________________________
ملاحظة : عنوان الكتاب شرح الخطبة للسيد كاظم الرشتي ص 350 و 351