عبدالله السويدي .....
اعلنت الحكومة العراقية موقفها الحاسم باستدعاء السفير العراقي في دمشق ردا على تفجيرا ت الاربعاء الدامي واتخذت عدة قرارات منها مطالبة سوريا بتسليم البعثيين والارهابيين المطلوبين وتشكيل محكمة جنائية دولية ، وهو رد فعل حركته فداحة الجريمة سيما انها حدثت بعد يوم واحد من زيارة رئيس الوزراء نوري المالكي الى سوريا واعلان رئيسها بشار الاسد
ورئيس الحكومة ناجي عطري عن دعمهم للامن والاستقرار في العراق ! كما متوقعا ان يعقد مجلس النواب جلسة طارئة ليعلن بالاجماع تأييده لموقف الحكومة العراقية وكذلك مجلس الرئاسة وينسحب الامر على بقية الكتل السياسية ذلك لأن الأزمة هي ازمة وطنية لاتحتمل التفسير والتاويل فما الذي حصل بعد موقف الحكومة الرسمي المدافع عن سلامة الشعب والوطن ودماء الابرياء ؟ من سوريا المتهمة بايواء الارهابين ، لم يخرج سوى موقف رسمي واحد لايمكن الا ان يكون مؤيدا للحكومة التي تمسك بزمام الامور بقبضة حديدية ومخابراتية معروفة ، اما في العراق الديمقراطي التعددي فقد خرج بعض السياسيين وبعض الكتل بموقف يتقاطع مع الحكومة او يرفض اجراءاتها او يشكك فيها وكأن هؤلاء ليسوا عراقيين !
الملفت ان المواطن بات مصدوما من ثلاث ضربات على رأسه الاولى التفجيرات الارهابية والثانية زيف ادعاءات (الاشقاء السوريين ) بعم العراق وشعبه ، والضربة الثالثة من السياسيين الذين وقفوا مدافعين عن سوريا وليس عن العراق وهذا بحد ذاته جريمة خيانة كبرى لو حصلت في دولة اخرى غير العراق ، فهل يتجرأ سياسي سوري باعلان موقف مؤيد للعراق ومعارض لبلده ؟!
بعض وسائل الاعلام اخفت رؤؤسها وسكتت عن الكلام المباح وتخلت عن الدفاع عن الوطن وهي لاتنفك تدعي الوطنية والموضوعية ، ومن المواقف الغريبة انزواء بعض البرلمانيين ولزومهم الصمت وكأن القضية لاتعنيهم ، بينما اوقفت دواع انتخابية البعض عن الظهور في الفضائيات كعهدهم في الايام السابقة !
هذا التقاطع انسحب ايضا على بعض الجهات الامنية التي سادت مواقفها عدم الوضوح والارتباك لنفس الدواعي السياسية والانتخابية !!
حول هذه المواقف التي اقل مايقال عنها انها ليست وطنية يضع العراقيون علامات استفهام كثيرة ستجيب عنها الايام حين تتكشف خيوط الجريمة وارتباطات البعض بهذه الجهة او تلك وبأجندات خارجية غير وطنية بكل تأكيد !
اما اسؤأ المواقف فهي مواقف المدافعين عن حزب البعث الذي تلخطت يده بدماء العراقيين يوم الاربعاء الاسود عندما عملوا على الفات الانظار عن الفاعل الحقيقي ومحاولة الصاق الجريمة بجهات اخرى لدوافع سياسية - طائفية واضحة لكل ذي عينين !
لهؤلاء وغيرهم نقول ان الدفاع عن الوطن والشعب شرف والتواطؤ خيانة .. وإن لم تستطيعوا ان تقولوا خيرا .. فإسكتوا