 |
-
على هامش ان ايراني وانت امريكي .......... صيهود الخنياب
على هامش " أنا ايراني و بريمر أمريكي " من فمك اُدينك !
كتابات - صيهود الخنياب
بدءً أود أن لا أكون ضالاً أو مضلاً , منحرفاً أو ضد العلماء في عرف الذين لا يفقهون سوى هذه اللغة حين توجه له نقداً ما . وأود أن أقول – للتذكير – لاُولئك الغارقين في التقديس للعلماء والمراجع باعتبار – على حد زعمهم – أن هؤلاء مجتهدون إن أصابوا فلهم حسنتان وإن أخطأوا فحسنة واحدة , بينما هذا الاعتبار يصح – تنزلاً – في مسألة الاجتهاد في الفقه وبحث المسألة الفقهية بعد سبر أغوار أدلتها في القرآن والسيرة وتطبيق أصول الفقه ومبانيه عليها , ولا يصح بأي حال من الأحوال في تعاطي القضايا السياسية من حيث تبني هذا الرأي أو ذاك . فالرأي السياسي مرة يكون فتوى فقهية من مثل (شراء وبيع البضائع الإسرائيلية أو الأمريكية حرام) وهنا يكون الرأي خاص بالمرجع ومقلديه والمرجع هنا له أدلته على ذلك , وعندها تكون المناقشة في الأدلة لتثبيتها أو توهينها وفي كلتا الحالتين يمكن فهم أن النفي والإثبات صحيحا تبعاً للمباني التي يتبعها الفقيه في الوصول إلى أدلته , وهنا فقط يمكن فهم إن الإصابة تتبعها حسنتان والخطأ يتبعه حسنة واحدة . ومرة أخرى يكون الرأي السياسي والموقف السياسي لا على أساس الفتوى بل على أساس دراسة الواقع سياسيا والتعاطي مع هذا الواقع من أجل الوصول الى أهداف مرسومة بغض النظر عن سمو هذه الاهداف أو انحدارها . ما نحن فيه في العراق اليوم هو الصنف الثاني من المواقف السياسية والتي هي عبارة عن فن الممكن والتكتيك باتجاه المصلحة والهدف وليس باعتبارها المبدأ والموقف والستراتيجية . وبهذا يكون النقد والرد حقاً لكل فرد بشكل عام ويكون حقاً خاصاً لاُولئك الذين هم مادة وموضوع هذا الموقف وذلك التكتيك .
إن مرجعية السيد السيستاني مرجعية عرفناها وعبرت هي عن نفسها أنها مرجعية لا تتدخل بالشؤون السياسية وبهذا كانت بحق مصداقا للقول المأثور (رحم الله امرءً عرف قدر نفسه) وليس بأدل على ذلك من سكوتها هذا الدهر كله وبخاصة في فترة تصدي السيد الصدر الثاني لنظام صدام وإقامة صلاة الجمعة وإحيائها في كل مدن وقرى العراق وقد كان الشهيد قدس الله روحه ينادي ويتوسل مد يد العون له وكان لسان حال الجواب يأتيه ( أسمعت لو ناديت حياً * * * ولكن لا حياة لمن تنادي ) ولم ينته الحال بالسكوت بل تجاوزه الى التوهين والتسقيط والاتهام بالعمالة لصدام وبتعريق وتعريب المرجعية , وانتهت تلك الحقبة بمآسيها منذ تسلط البعث على رقاب العراقيين وحتى يوم سقوطه ولم يتحمل أوزار تلك الحقبة البعثية سوى العراقيين وحدهم مراجعهم ومقلديهم حيث أنجب العراق في العقود الاربعة المنصرمة مرجعين عراقيين فقط حملا روحيهما على كفيهما وقدماها قربانا من أجل العراق ومن أجل العراقيين كل العراقيين باختلاف روافدهم . وليس مصادفة أن يكون المرجع العراقي مشروعا للشهادة ودرسا في الوطنية ونبراسا في التضحية بل هي مسألة نفسية ومسألة تحرك الهم الوطني من بواعثه الكامنة في النفس . ولا ضير في ذلك لقائل قد يقول أن المسألة هي اسلامية قبل أن تكون وطنية اذ أقول هي اسلامية نعم قبل أن تكون وطنية ولكن كما تعودنا فإن الزاوية الاسلامية يمكن تخريحها على الطريقة الحوزوية من باب التقية أو من باب عدم القاء النفس في التهلكة أو من أبواب عديدة وما أكثرها بينما جانبها الوطني يضفي عليها اُفقا ورونقاً آخر بالاضافة الى الجانب الاسلامي . واذا عرفنا أن الباعث الاسلامي يمكن تجنبه بأي طريقة – أو حيلة شرعية – وتساوى هذا الباعث عند المرجع العراقي – الصدرين مثلا – وعند أي مرجع آخر غير عراقي يقيم في العراق للدراسة الحوزوية , فعلى فرض أن الباعث الاسلامي يمكن كبحه من التحرك لأي سبب كان عند العراقي وغيره فإن الباعث الوطني لا يجد له بُداً من التحرك من أجل العراق والعراقيين لأن شعور الوطنية والانتماء الوطني يختلف قطعا بين من هو عراقي وبين غير العراقي وهو أمر لا يكون معيباً على غير العراقي . نعم الولاء للإسلام لا يصح أن يختلف فيه اثنان من حملة راية الاسلام وأصحاب النظرية الاسلامية بينما الولاء الوطني حق وواجب على كل مواطن , والمرجع العراقي هو مواطن قبل أن يكون مرجعا ويُحتم عليه الواجب الوطني القيام بدوره ازاء أبناء وطنه وازاء بلده . وفي نفس الوقت تنتفي اشكالية عدم المواطنة على التحرك من هذا النوع أمام من لا يرى في الباعث الاسلامي معياراً للتحرك كما هو الحال في صنوف كثيرة من العراقيين بينما الاشكالية واقعة لا محال المقابل . ومن هنا جاءت كلمة السيد السيستاني حفظه الله في مقاسها وفي محلها حين قال مخاطبا بريمر – حسب ما نُقل حد التواتر – (أنا ايراني وأنت أمريكي .... ) . فكلاهما بريمر والسيد (مع الفارق في القياس , فأين الثرى من الثريا) كلاهما يشتركان فعلاً في عدم الانتماء الوطني للعراق , نعم هما يفترقان بشيء واحد ذلك أن بريمر محتل غاصب وسماحة السيد مرجع مقيم يرجع له جمهور غفير من العراقيين في مسائلهم الشرعية .
كما أن عبارة السيد الذهبية (أنا ايراني وبريمر أمريكي .. ) تعطي معنى واضحا في عدم أحقية تدخل السيد وبريمر معا في شؤون العراق السياسية لتعطي انطباعا كالسابق باستحباب عدم الخوض في السياسة من قبل مرجعية السيد السيستاني . كما تؤيد هذه العبارة ما ذكرناه من أهمية الباعث الوطني في التحرك كون القائد المتحرك ينتمي لهذا الوطن أم لا . ومن هنا ومن هذه الزاوية بالذات علينا محاكمة العبارة وسنجدها عبارة تخوض في عمق السياسة لكن من جانبها الآخر وهو الباعث الوطني ! . أما كيف ؟
فأقول : من غير أدنى شك أن تحرك مرجعية السيد السيستاني في الفترة الأخيرة والاصرار على تنفيذ ما تريده على طريقة ( لو هالمركب لو ما أركب ) هو تحرك بدأت ملامحه تظهر للعيان بأن السيد بعيد عن هذا الجو بشكل عام بدليل أن السيد لم يتصد للأمر بنفسه فلم يظهر حتى اللحظة ليُسمع الجميع ويقطع على صيهود وغيره هذه التخرصات ! . وأول ملامح هذا التحرك هو الالتفاف الايراني الواضح على هذه المرجعية التي تعتبر الاولى في العراق من حيث عدد المقلدين بعد استشهاد الصدر الثاني . وهذا الالتفاف بتمهيد من أطراف وحركات اسلامية عراقية خطوطها العريضة ايرانية التوجه باعتبار الباعث الاسلامي دون الالتفاف الى أهمية الجانب الوطني وتداعياته , هذه الاطراف وجدت من ايران عونا ماديا ومعنويا صرفا لعقود مضت ولا زالت والتقت رؤاها السياسية فوجدت الفرصة سانحة باستخدام هذه المرجعية ورقة ضاغطة باتجاه الهدف ( بغض النظر عن الهدف وكم نسبة فائدة العراقيين منه ) لأن أصل هذا الالتفاف والتحرك ليس هو العراق والهم العراقي بل هو ايران . نعم ايران هي الهدف الأمريكي التالي بعد العراق – أو هكذا هي ترى – ثم العراق هو العمق الستراتيجي لايران كدولة لها مصالحها , فالعراق بوابة ايران باتجاه العالم العربي , والعراق في المقابل عمقا لسكان أغلبية جنوب ايران العرب وهم في الغالب معارضين للنظام في ايران , والعراق كان حتى أمس ملاذاً لأكبر قوة عسكرية مسلحة معارضة للنظام في ايران , وفي ايران أكراد يقطنون المناطق الحدودية المتاخمة لاكراد العراق , وهكذا ايران تخشى انعكاس الوضع العراقي الجديد على واقعها , ولهذا هي تتحرك بكل قوتها وألقت بكل ثقلها في العراق ( على حد تعبير د. آذر شب , المستشار الثقافي في ايران ) في آخر حلقة في برنامج الاتجاه المعاكس . ايران اذن تتحرك من الواعز الوطني في الدفاع عن نفسها وقد نقلت ساحة المعركة أو رأت أن تكون ساحة المعركة على أرض العراق قبل أن تنتقل اليها بشتى السبل , وما تحرك مرجعية السيد السيستاني في القضية الاخيرة ونتوقع اللعب على أوراق أخرى قادمة ماهو الا حلقة في مسلسل التحرك من خلال الباعث الوطني الايراني .
هذا التحرك واضح جداً للعيان وقد لمسته بنفسي في العراق وقد أسست ايران الكثير من الحركات في اطار هذا التحرك نفسه منها حركة ثار الله وحركة سيد الشهداء والطليعة وحزب الله العراقي وحزب الله تنظيم العراق وحركة 15 شعبان وأسماء أخرى كثيرة حديثة وقديمة وركبت ايران موجة تيار الصدر وجيرته لمرجعية السيد الحائري ولكن كل هذه التحركات بين الفاشلة وبين المراوحة في مكانها كبقية الكم الهائل من الدكاكين في العراق . وقد كانت ايران تعول كثيرا على تحرك السيد محمد باقر الحكيم رحمه الله وتوجيهه لاستلام القيادة الدينية والسياسية في العراق من خلال المرجعية ولكن جريمة اغتيال السيد أنهى هذه الخطة . فلم يبق أمام الايرانيين سوى نفض غبار العلاقة السابقة بينهم وبين مرجعية السيد السيستاني تلك العلاقة التي توصف بالفتور في أحسن الاحوال لسبب واحد مهم وهي أن مرجعية السيد السيستاني كامتداد لمرجعية السيد الخوئي لا ترى في ولاية الفقيه دليلاً يصح اعتماده . نفض الايرانيون الغبار بعد أن أدركوا احتراق معظم أوراقهم من التأثير في العراق على انفراد فعملوا من خلال من يحوم حول حمى المرجعية بحيث له القدرة على تحريك الواقع العراقي باتجاه الهدف المنشود وعليهم تبني هذا الطرح والدفع به بالاتجاه الذي يريدون . هذا هو لب التحرك الذي تطل علينا به وسائل الاعلام هذه الايام ومرجعية السيد السيستاني اليوم تُنفذ هذا المخطط القادم من جهة الرايات السود .
لا ألوم ايران على تحركها هذا فالعراق أضحى مسرحا وميدانا لجميع الاقوام والاجناس فهم كغيرهم ما زال العراق أرضا مشاعا . ولا ألوم أي مرجعية ايرانية أو غيرها من التحرك لتحقيق أي مآرب . لكن ما يجب علينا أن نصحر ونصدح به هو : لا يحق لأحد مرجعا كان أو مقلدا أن يمتطي العراقيين لتحقيق هذه المآرب خاصة بعد أن تأكدنا أن هذه المآرب واعزها الوطني يعود الى ما وراء الحدود العراقية . ان امتطاء العراقيين حرام شرعا وعرفا لتحقيق أهداف بوصلتها تتجه خارج العراق بالدرجة الأولى وإن حصل العراقيون على فتات من نتائجها عن طريق العرض .
نحن اليوم بأمس الحاجة الى الروح الوطنية عند قادتنا وعند مثقفينا وكوادرنا ونخبنا , مهما كانت الايديولوجية التي يحملها هؤلاء فالاسلامي لا يكفينا فيه الهم الاسلامي اذا ما افتقر الى الهم الوطني ولا يكفينا في العلماني ليبراليته اذا ما افتقر الى الهم الوطني ولا يكفينا من الشيوعي تقدميته اذا ما افتقر الى الهم الوطني ولا نريد القومي اذا كانت عينه شابحة الى دمشق والقاهرة . على كل طيف من أطياف اللون العراقي أن يشترط الباعث الوطني في قيادته , وعلى الاسلاميين العراقيين – باعتبارهم الرقم الأهم والأصعب في الساحة اليوم – أن يكون الباعث الوطني متوهجا عند قادتهم وكوادرهم , وبشفافية عالية عليهم أن يصدحوا بها ويقولوا اسوة بالسيد السيستاني دام ظله حين قال (انا ايراني وبريمر أمريكي ...) وأعلن عن هويته الوطنية , على قادتنا أن يجلجلوا قائلين : نحن عراقيون وبريمر امريكي والسيد السيستاني ايراني وعلى غير العراقي أن يتركنا ندير شؤوننا لوحدنا دون وصاية من أحد .
-
شكرا على النقل عيوني الكاظمي
شلونك والله اشتقنا لأيام الشمامرة
هل تتذكرها _:-
كنت بصدد نقل الموضوع هنا لأني وعدت الاخت أم محمد وقد كفيتنا أنت مؤونة ذلك فدمتم عراقيين تحملون هم وطنكم .
صيهود لن يوقع ....
-
العم صيهود لقد افرحتنا بمقالك هذا ونريد منك المزيد من الافكار الواعية .
اما الشمامرة فقد ولوو بلا رجعة ان شاء الله
تحياتنا لك ولكل الطيبين
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |