سجلات الناخبين وتزويرها بين الداخل والخارج
بقلم / سعد الحمداني
الإثنين 16-11-2009 11:26 مساء
واحدة من الهموم التي طفت على سطح التخمينات ومحاولات فرض الواقع هي قانون الانتخابات للبرلمان القادم الذي أصبح الشماعة التي يتم تعليق الكثير من أخطاء السياسيين عليه بل هو الحضن الدافئ لكل من يريد اللعب والضحك على ذقون الشعب العراقي .
ولعل السمة البارزة في عراق اليوم هو محاولة السيطرة على الجهة التشريعية في البرلمان العراقي من اجل تمرير الأجندات المرسومة من قبل جهات خارجية لا تتعدى الواقع العربي ودول الجوار المحيطة بالعراق .
هنالك حالتين من التزوير التي ربما يحاول أكثرهم في التأثير من خلالها على كل مقررات الشعب العراقي كونهم ممثلي هذا الشعب وبيدهم كل القوانين والمشاريع التي تخص الناخب العراقي وهو المواطن أولا وآخرا الذي ينتظر منهم كل المشاريع والخدمات المطلوبة .
هنالك حالات من فرض واقع الأرقام في عدد نفوس العراق فالمحافظات من جهة وهي تحاول المسك بخيوط اللعبة السياسية وتقوم تلك الجهات على فرض واقع جديد ظنا منهم أنهم قادرون على تغيير المعادلة السياسية العراقية أو التغيير الديمغرافي الذي تغنى به الكثير من المتصدين للعملية السياسية وكذلك الدينية ففي نهاية العام 2003 وبداية العام 2004 بعد سقوط النظام كان هنالك لقاء للمدعو حارث الضاري على قناة التخريب والبؤس قناة الجزيرة والتي قال فيها الضاري أن نسبة السُنّة سكانيا هم أكثر بكثير من الشيعة وهذا الرقم الذي يتحدث عنه من دون الأكراد السُنّة لكننا نجاملهم بما يقولون وهو ما يعني أن هنالك محاولة لطمس الهوية الشيعية وهي أكبر مكون في العراق بين مكوناته السكانية ولعل ما يدفع هؤلاء الى الصراخ بأن معظم المهاجرين خارج العراق هم من المكون السنّي .
وعليه كثرت صرخات صالح المطلك وطارق الهاشمي والنجيفي وغيره من السياسيين الفلتة في العمل السياسي حيث يصرّون أن تواجد العراقيين خارج العراق اكثر من أربعة ملايين نسمة وهو ما طبّلت له أيضا النائبة ميسون الدملوجي وهي تعرّج على تنبيه رئيس الوزراء عندما قالت له في حديثها الى صحيفة الشرق الأوسط ((أود أن أذكر رئيس الوزراء إذا كان لا يعلم فإن هنالك اكثر منه أربعة ملايين عراقي في الخارج )) ولا نعلم على ماذا استندت هذه النائبة وعلى أي سجلات سوى أنها تريد أن تتلاعب بالألفاظ وبالأرقام من اجل النيل بحصة الأسد من انتخابات الخارج لأنها ستكون عملية مبوبة للتحاف مع البعثيين في دول الجوار وكذلك التزوير الهائل الذي يحصل في سجلات الناخبين في المحافظات العراقية كما صرّح بذلك رئيس المفوضية العليا للانتخابات السيد الحيدري حيث قال (وأوضح الحيدري أن عدد سكان الموصل بمحافظة زاد من مليون وتسعمائة ألف الى ثلاثة ملايين مشيرا إلى أن الموصل شهدت أعمال عنف وعدم استقرار إلا أن عدد سكانها زاد كثيرا وبشكل مخيف وملفت للنظر ) وما يثير التساؤل أن هنالك فرقا واضحا بين نفوس مدينة البصرة ونفوس الموصل على اعتبار أن نفوس المحافظتين متقارب جدا فلماذا عدد المقاعد الممنوحة الى البصرة أقل بكثير عن الموصل حيث خصص للموصل 31 مقعدا وللبصرة 24 مقعدا وكما أعتقد فإن هذه الحسابات اعتمدت على انتخابات مجالس المحافظات العراقية الأخيرة .
وبذلك فإن محاولات التغيير الديمغرافي في الخارج والداخل بات متفقا عليها من اجل تغيير المعادلة السياسية في العراق وهي اللعبة التي يحاول أذناب البعث القيام بها والدخول الى البرلمان العراقي كما تدخل الشياطين الى الأمكنة التي تريد وعليه فإن هذه السجلات هي سجلات الشؤم البعثي والتنظير الطائفي لبعض الطائفيين والشوفينيين من أتباع الأجنحة العربية السقيمة التي تحاول تفتيت العراق من كل الاتجاهات .
http://qanon302.com/news.php?action=view&id=4467