ما هو موقف "مرجعيات الشيعة" من هذا الخبر ؟؟



تقرير من موسكو يبحث احتمالات عودة الملكية إلى العرق
الأمير الحسن ولي عهد الأردن السابق يزور بغداد الشهر المقبل لإحياء طموحه القديم بعودة الملكية
السبت 24 يناير 2004 12:43
"إيلاف" من موسكو: يربط العديد من المراقبين بين الزيارة التي من المزمع أن يقوم بها ولي العهد الأردني السابق الأمير الحسن بن طلال لبغداد نهاية فبراير(شباط) وطموحه القديم بإعادة الملكية للعراق.
ومن المرتقب أن يلتقي الأمير الحسن مع الفعاليات السياسية والاجتماعية العراقية لإقناعها بفكرته. ويعقد الأمير الحسن الآمال على أن تُتيح زيارته المرتقبة للعراق المساعدة على ترتيب الحوار بين مختلف ممثلي المذاهب الدينية والتيارات السياسية العراقية، وتخفيف حدة العنف المتصاعد. ويعرب أيضا عن استعداده ترؤس مجلس حكم مؤقت بصفة "وصي".

وناقش تقرير صدر في موسكو كُرس لمناقشة آفاق عودة الملكية للعراق، المصاعب التي تجابهها، وافضلياتها ونواقصها ومدى قدرتها على إحداث انفراج في الوضع الناشب، وإيصال " السفينة العراقية" إلى شاطئ الأمان، والتفاف سكانه بكل أطيافهم حول فكرة وهدف واحد.

وأعاد التقرير إلى الأذهان أن فكرة عودة العائلة الهاشمية للعراق لم تكن جديدة، وسبق وان طُرحت على بساط البحث مرات عديدة منذ عام 2002، حينما أطلق نائب الرئيس الأمريكي ريتشارد تشيني فكرة إلحاق الأقاليم السنية في وسط العراق بالأردن. وحسب معلومات مركز الدراسات الاستراتيجية الأمريكي المستقل، فان هذه الأفكار وضعت في جدران وزارة الخارجية الأمريكية، ومن ثم تمت دراستها مع فريق من أقطاب المعارضة العراقية حينذاك في عام 2002. وحضر هذا اللقاء الأمير إلى ممثلا عن العائلة الهاشمية.

وأشار إلى أن هناك فرضية أخرى رددتها وسائل إعلام تركية، مفادها أن البيت الأبيض ومن اجل صيانة وحدة الأراضي العراقية، كان يخطط لنقل السلطة بعد الإطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين إلى احد أفراد العائلة الهاشمية. وهناك من يقول إن واشنطن ناقشت هذا السيناريو مع العاهل الأردني الملك الحسين بن طلال وان الحديث كان يدور حول منح القيادة للأمير إلى الذي تم " إعفاؤه " من التزاماته كولي للعرش الأردني.

وهناك حادثة طريفة يعتبرها التقرير دليلا على صحة هذه الفرضية. فعندما أصدرت المحكمة الأردنية في 1992 على مدير بنك بترا السابق ومن ثم زعيم المؤتمر الوطني احمد الجلبي بالسجن لمدة 22 عاما بالأعمال الشاقة، فانه وبمساعدة الأمير الحسن نجح بالهرب من الأردن في شنطة عفش حافلة من كراج العائلة الملكية. واصبح الجلبي بعد مرحلة صدام من الشخصيات النافذة في القيادة العراقية.

ولاحظ أن بريطانيا وأمريكا تعترفان رسميا فقط بالأمير الشريف علي الحسين، وريثا لآخر ملوك العراق فيصل الثاني، الذي جرت الإطاحة بعرشه عام 1958. ويجمع مراقبون على ان البيت الأبيض يدرج تنصيب الأمير حسن ملكا على العراق بين الخيارات الاحتياطية . والسؤال الذي يطرح نفسه، يتعلق بمدى مجازفة أمريكا بالالتجاء إلى هذا الخيار، الذي من المستبعد ان يخفف حدة الانفعالات الثائرة في العراق.كما ورد في التقرير الروسي.

شكوك ميرسكي
ويرى خبير الشئون العراقية، والأستاذ في معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية البروفيسور جيورجي ميرسكي، أن فكرة ظهور احد أبناء العائلة الهاشمية، على الساحة السياسية العراقية ليكون في عيون سكانه رمزا للوحدة الوطنية، تبدو مغرية بالنسبة لأمريكا. وبرأي ميرسكي فان العائلة الهاشمية تحظى بمكانة واحترام في العراق، وستجد لها كثيرا من الأنصار لعودتها للعرش. واستدرك " بيد أن المشكلة تتمثل بان العائلة الهاشمية تنتمي إلى العرب السنة، فيما ينتمي غالبية سكان العراق إلى العرب الشيعة. لذلك فمن المشكوك فيه ان تقبل الزعامة الدينية للشيعة بتنصيب ملك سني على العرش. وحسب تقديرات زعماء الشيعة فان العائلة الهاشمية مارست سياسة تفريق عنصري إزاء الشيعة أبان جلسوها على العرش حتى عام 1958.

وسيبدي الأكراد معارضة مماثلة على جلوس ملك هاشمي على العرش فملوك العراق سحقوا الانتفاضات الكردية بمساعدة القوة الجوية البريطانية. إلى جانب ذلك فان إقامة الملكية يعني بالنسبة للأكراد إقامة دولة مركزية، والتخلي عن فكرة ان يكون العراق جمهورية فيدرالية.

ويرى ميرسكي أن أبناء المذهب السني هم القوة الوحيدة في العراق التي ستدعم جلوس ملك من العائلة الهاشمية على العرش العراقي. لهذا فانه وعلى الرغم من جاذبية فكرة النظام الملكي، فمن الصعوبة التغلب على التناقضات بين الطوائف العرقية والدينية والسياسية في البلد.

ويعرب عن القناعة بضعف احتمال تجسيد فكرة ضم المناطق السنية للأردن وليس في العراق مسلم شيعي واحدا سيوافق على هذا الخيار. حسب قول ميرسكي ووفقا لتقيماته فان أمريكا وقعت اليوم في وضع شائك. فمن ناحية اذا اقتنع السنة بان أمريكا حسمت أمر نقل الحكم إلى الشيعة، فان هذا سيضاعف حرب الأنصار ضد قواتها، ومن جهة أخرى إذا امتنع البيت الأبيض عن تسليم السلطة للشيعة باعتبارهم الأغلبية، فان أمريكا مهدد بظهور بؤرة ساخنة إضافية ضد قواتهم في العراق.

وخلص ميرسكي بالقول أن موافقة الشيعة على جلوس ملك من العائلة الهاشمية، ستحل من وجهة النظر الأمريكية، العديد من المعضلات المرتبطة بمستقبل نظام الحكم في العراق وبناءه كدولة. وأضاف "ولكن من المستبعد أن يوافق الشيعة على هذه الخطوة".