كتابات - د.نعيم سلمان البدري
تعرض الشيعة منذ مئات السنين إلى حملات كثيرة استحلت فيها دماؤهم وأموالهم وذممهم وتعرضت أفكارهم إلى كثير من التشويه والافتراء والدس وتم إبعادهم عن الحياة السياسية في العصر الحديث إلى حد كبير .. وهم يتعرضون اليوم إلى مكر سياسي ودهاء وكيد لمحاولة إبعادهم عن حقوقهم المشروعة في تمثيل سياسي حقيقي في المرحلة القادمة وتتعرض كثير من رموزهم السياسية والدينية إلى كثير من حملات التشويه والإساءة والاتهام بالتبعية لإيران..
السيد السيستاني (حفظه الله )دعا إلى انتخابات عادلة يتم فيها تمثيل الشعب العراقي بكل فئاته تمثيلا حقيقيا وهي دعوة قديمة سبقه إليها الشهيد محمد باقر الصدر رحمه الله ودفع حياته ثمنا لها ..لم يتحدث السيد السيستاني (حفظه الله ) عن حقوق الشيعة المهضومة بل كان يطالب بحقوق الشعب العراقي فما الذي يدعو إلى مثل هذه الحملات المغرضة على السيد بشكل خاص وعلى القيادات الشيعية بشكل عام ؟
حين تم تشكيل مجلس الحكم ارتفعت أصوات هيئة علماء المسلمين بالتنديد والرفض والإنكار لأنه مجلس طائفي ومجلس عينه الأمريكان وأن الهدف منه تقسيم العراق ، وبعد فترة رأينا المنددين الرافضين المنكرين يشكلون مجلسا لشورى أهل السنة يتجاهل نصف الشعب العراقي في أقل تقدير فأين ذهب ذلك الحديث الملتهب عن الطائفية ؟!واليوم نرى الهيئات نفسها التي رفضت التعيين وعدته عمالة وخيانة ترحب بالتعيين،، الآن مجلس الحكم واللجان التي عينها (بريمر) أصبحت مرضيا عنها مرحبا بها والتعيين أصبح مستحبا بشرط أن يتم فيه مراعاة حقوق الأغلبية (السنية) .بالأمس كانت الفدرالية تعني تقسيما للعراق واليوم نرى مجلس الشورى وهيئة العلماء المسلمين يلتزمان الصمت عن الفدرالية وعن انضمام كركوك إليها ورأينا خمسة أحزاب تركمانية تعلن موافقتها على الفدرالية !!والأخوة الأكراد الذين يتمتعون بحق الانتخابات منذ عشرة سنوات أصبحوا الآن يبدون تحفظاتهم عليها ...
فهل ثمة صفقات سرية تعقد في الخفاء ؟؟
يبدو أن ثمة أشياء كثيرة تحاك بإتقان وترسم بطريقة محكمة فالرئيس القادم سيمثل مشكلة لا محالة وهناك رغبة عربية في أن يكون سنيا عربيا ويبدو أن الأمور تسير في هذا الاتجاه (أصوات الأكراد مقابل السكوت عن الفدرالية ) فكيف ستكون مواقف الشيعة ؟
إن من حق الشيعة أن يطالبوا بحقوقهم كاملة غير منقوصة وإن التنازل أوله وهن وآخره ضعف وضياع .
إذا تم الاتفاق على إعطاء فدرالية للأخوة الأكراد فيجب أن يحصل الشيعة في الوسط والجنوب (حيث النفط والزراعة والإطلال على البحر ) على فدرالية مماثلة وإذا كان للأكراد علم فيجب أن يكون لهم علم وإذا كان لهم وزراء فيجب أن يكون للشيعة وزراء وإذا كان لهم مجلس شورى فيجب أن يكون للشيعة مجلس مثله وإذ ا كان لهم جيش فيجب أن يكون للشيعة جيش مثله ولا بأس أن تكون للأخوة العرب السنة فدرالية مماثلة .وهذا مطلب حق فالفدرالية (سواء أكانت فدرالية محافظات أم فدرالية فئات أم فدرالية مناطق ) يجب أن تكون عادلة ومنصفة يتساوى فيها العراقيون،وحينئذ سيلعن مجلس شورى أهل السنة أبا الفدرالية وأمها وكل قريباتها..
وإذا كانت الانتخابات لا تروق للأخوة في هيئة العلماء المسلمين فيجب أن يكون للشيعة (65% )
من عدد الأعضاء في المجلس الوطني المنتظر،ويجب أن يتم مراعاة الكثافة السكانية في المحافظات الوسطى والجنوبية وأن يكون للحوزة العلمية في النجف الأشرف دور في اختيار أعضائه وحينئذ ستصبح الانتخابات هي المطلب العادل ... ..ويجب أن يكون للشيعة ( من العرب والأكراد والتركمان ) مجلس للشورى يماثل مجلس شورى أهل السنة ويماثل (البرلمان الكردي ) ..
إن من المؤسف حقا أن نسمع ممثل هيئة علماء المسلمين يدعي بأن السيد الحكيم ذو ميول إيرانية وأن السيد مقتدى الصدر يمثل الخط العربي في الحوزة وينسى أن السيد الصدر يمثل السيد الحائري الذي يحمل الجنسية الإيرانية ويقيم في قم ..
إن ثمة محاولات مكشوفة لضرب الشيعة ببعضهم وتفريق كلمتهم وثمة مؤتمرات مريبة تعقد وثمة إساءات كثيرة تتعرض لها رموز شيعية سياسية ودينية ودعاوى باطلة وزائفة بالتبعية لإيران ،إن السيد السيستاني (حفظه الله تعالى ومد ظله الشريف ) حسيني علوي هاشمي قرشي وهو بجوار قبر جده أمير المؤمنين (عليه السلام )وهو أشد إخلاصا وحرصا على العراق ومستقبله من أي شخص آخر و الإساءة إليه هي إساءة لعموم الشيعة وإن تهمة التبعية لإيران
هي سيف مكلول يسل على الشيعة ..إن حديث الشيعة المستمر عن الوحدة الوطنية والأخوة الإسلامية ومصلحة العراق يجب أن يرافقه إصرار شديد على أن يحصلوا على حقوقهم الكاملة في أي تشكيل سياسي قادم
===========
يبدو أني سأكون مراسل كتابات الثاني ;) :D::