نجوم الرياضة يشعرون بالقلق من أزمة دبي الاقتصادية
GMT 1:30:00 2009 الثلائاء 8 ديسمبر
روميو روفائيل
لما كان مايكل أوين يحلق بطائرة مروحية في سماء دبي لتعزيز الاستثمار في ملكية العقارات، فإنه ربما شاهد برج ستيفن جيرارد وأسفله برج الأعمال التابع لبوريس بيكر الذي لم يكتمل بناءه بعد. وقد تكونت لديه فكرة أيضاً عن الفيلا التي ما زال ديفيد بيكهام يملكها في نخلة الجميرة المستصلحة من الخليج والتي ما زالت تشاهد حركة التطورات والتنمية الضخمة فيها.
روميو روفائيل من لندن : والآن مستقبل معظم هذه المنشآت، التي سميت بأسماء نجوم الرياضة العالميين التي تم دعمها من قبلهم وقدرة "دبي للاستثمارات" في الاستثمار في مجالات عدة أكثر طموحاً لجذب الأحداث الرياضية العالمية إلى الإمارة، أصبحت مجالاً للشك في أعقاب طلبها وقف سداد مبلغ 60 بليون دولار من اجمالي الديون البالغة 80 بليوناً لمدة ستة أشهر.
وقال أوين في شريط فيديو ترويجي لامع لـ"فرست غروب" (المجموعة الأولى)، وهي واحدة من شركات استثمارية عدة تبيع العقارات لتحقيق حلم العيش في واحة فاخرة من صنع الإنسان في دبي: "لقد اخترت الاستثمار في دبي لأنني اعتقد بأن هناك إمكانت كبيرة للاستثمار فيها. فالإمارات العربية المتحدة هي بالتأكيد واحدة من النقاط الساخنة والمهمة في عالم العقارات".
وتعتبر دبي منذ فترة طويلة الوجهة المفضلة لقضاء مهاجم مانشستر يونايتد عطلته فيها. ولكن عندما يقرر الاعتزال فإنه من المستبعد أن يعمل في مهنة ثانية كمستشار مالي، إذ كان أوين سفيراً لمجموعة "ستانفورد" المالية وقد استثمر فيها عندما تم القبض على مالكها ألين ستانفورد في ولاية تكساس الأميركية بتهمة الاحتيال في وقت سابق من هذا العام.
ويعتبر نجم ليفربول السابق والمنتخب الانكليزي مجرد واحداً من نجوم الرياضة العالميين الذين يستثمرون في دبي بما فيهم نيكي لاودا ومايكل شوماخر. والأحداث الرياضية التي تقام فيها منذ فترة طويلة مثل بطولة دبي السباعية للرغبي، إلى الغزوات الحديثة للغولف مثل بطولة دبي العالمية، والتنس مثل بطولة باركليز دبي، فقد استخدمت من قبل الإمارة كاختصار لشهرتها العالمية.
في كل الحالات تقريباً فإن النجوم بدأوا في بيع ممتلكاتهم بأسعار مخفضة، إلا أنه تم دفع مبالغ سخية لهم في مقابل استخدام اسمائهم. وتحمل ملاعب الغولف في المنطقة اسمي الجنوب افريقي ايرني إليس والأميركي تايغر وودز. أما القطة الرائعة لأندري اغاسي وهو يواجه السويسري روجيه فيدرر التي وضعت على سطح فندق دبي، فقد كانت تتصدر صفحات معظم الصحف العالمية.
وقال تيم كرو، الرئيس التنفيذي لشركة "ساينرجي" لرعاية الاستثمارات: "لقد كلفهم مبالغ طائلة، ولكن كخطة استراتيجية يمكنك أن تقول إنها كانت ناجحة بشكل لا يصدق، ولكننا وصلنا إلى نقطة إذ أن الأمور تسير بشكل واضح نحو التغيير". فقط في هذه السنة افتتح مع ضجة كبيرة ملعب الكريكيت في مدينة دبي الرياضية بسعة 25 ألف متفرج، في آخر محاولة لاجتذاب أفضل الفرق العالمية إلى منطقة الخليج العربي. وقد تم اقناع الاتحاد العالمي للكريكيت في عام 2005 للتحرك من محيطه التاريخي في لويدز (انكلترا) إلى المنطقة بعد عرض معدلات ضريبية مناسبة، في خطوة بدت في ذلك الوقت تجسيداً لرمال متحركة في عالم الرياضة العالمية. وكان من المتوخى اكتمال أول أربعة ملاعب كجزء من عملية واسعة النطاق لتطوير مدينة دبي الرياضية، مع قدرة توسعية لـ60 ألف مشجع لاستاد كرة القدم وخمسة آلاف لملعب هوكي ويتبعهما قاعة رياضية مغلقة تتسع لعشرة آلاف متفرج.
أما أندرو دواير المدير العام لوكالة "راند رابورت" الرياضية فقال: "ما فعلوه (المسؤولون في المدينة الرياضية) في مجال الرياضة كان رائعاً بالنسبة إلى المنطقة، وكان لديهم دائماً أفضل الناس هناك. وتم بيع الكثير من الممتلكات في المناطق المجاورة للمدينة الرياضية، والنموذج الذي استخدموه لاجتذاب الناس إلى المنطقة عبر الرياضة فد نجح بصورة متكاملة... ولكن على رغم تمركز المجلس الدولي للكريكيت هناك، إلا أن الهيئات الرياضية الأخرى قد تفكر مرتين الآن".
وعلى غرار العديد من شركات التنمية السابقة، بما في ذلك "مجموعة النخيل العقارية" التي تعاني الآن من صعوبات دفع ديونها، أدركت الشركات الحالية أن المشاهير ونجوم الرياضة كانوا الطريق المختصر للاعتراف العالمي في السعي لجذب المستثمرين العالميين لبناء المشاريع الكبرى وتحويلها إلى مناطق سياحية وتجارية ناشطة عالمياً.
وعندما بدأت الشركة الألمانية "إي سي آي للعقارات" بناء مجمع تجاري واسع، وهو واحداً من مجموعة مذهلة من التنمية الاستثمارية في دبي، بدأت بالفعل شرارة تساؤلات، حتى قبل الركود الاقتصادي العالمي، حول قدرة الإمارة على الاستمرار، وهذا هو القصد من تسمية الأبراج باسم نخبة رياضية مثل بيكر ولاودا وشوماخر. وهذه الأبراج متأخرة الآن عن موعد الانتهاء من تشييدها. أما شاطئ المنتجع وأكاديمية التنس في راس الخيمة التي سميت باسم بيكر، فقد توقف العمل فيهما. مع العلم أن المشاريع الكبرى الأخرى في دبي هي في حال ركود. وهناك مخاوف من أن طموح تنمية النخلة والجزر الاصطناعية المجاورة لم يتم الانتهاء منها، مخلفين وراءهم موقعاً للبناء بدلاً من قطعة من "الجنة". وأضاف دواير ان هناك أكثر من 400 مشروع تبلغ اجمالي قيمتها أكثر من 300 بليون دولار إما الغيت أو اغلقت.
وأثار "دبي العالمية"، وهو تكتل مملوك للحكومة، حال من الذعر في الأسواق العالمية عندما طلب تجميد الاستحقاقات المالية، وتملك "نخيل"، الشركة التي كانت وراء مشروع "جزر النخل" و"الأرض والكون" الأكثر طموحاً. وشركة "نخيل" لم تخف تركيزها على المشاريع الضخمة بالاعتماد على نجوم الرياضة كوسيلة من وسائل التسويق لها. حتى أن المنتخب الانكليزي لكرة القدم بأكمله توقف في دبي وهو في طريقه إلى نهائيات كأس العالم لعام 2002 التي اقيمت في اليابان وكوريا الجنوبية، وقام بيكهام وآخرين بما فيهم كيرون داير وجو كول بتوقيع عقود شراء شقق سكنية بأسعار مخفضة في "النخلة" التي شيدت على 49 متراً مكعباً من الرمال والتي ضاعفت سواحل دبي إلى 84 ميلاً.
وأمضى لاعب الكريكيت الانكليزي آندرو فلينتوف مؤخراً بعض الوقت في دبي حتى يتعافى من أصابته. ومثل أوين ولاعب الغولف سام تورانس، فإن فلينتوف وقع عقداً للقيام بدور السفير لشركة "فرست غروب" للترويج لمشاريع الاستثمار، إلا أن وكيل أعماله قال في وقت سابق من الشهر الماضي إن الاتفاق "وصل إلى نهايته باتفاق الطرفين". ومن المفهوم أن بيكهام ما زال يملك فيلته متمسكاً بها لاستخدامها كمشروع استثماري في المستقبل.
ومحنة "نخلة" قد تؤثر على أحدث الإضافات على جدول بطولات الغولف. فالكثير من التكهنات تحيط بما إذا كانت بطولة دبي العالمية التي من المقرر أن تقام في نهاية الموسم الجديد لبطولة الجولة الأوروبية للغولف، ستنطلق على الاطلاق.
وفي وقت سابق من هذا العام سيطرت "نخلة" على "ليشركورب" الشركة التي تستثمر في المرافق الرياضية والترفيقية التي وقعت العقد الأصلي لرعاية الجولة الأوروبية للغولف بقيمة 50 مليون دولار ولمدة خمس سنوات. ولكن التردد من الاستثمار في المرافق الرياضية والترفيهية لهذه الشركة أدى في نهاية المطاف إلى إعادة التفاوض على اتفاق الجولة الأوروبية مع خفض الجوائز النقدية بنسبة 25 في المئة.
ومحنة "نخيل" الحالية ستؤدي إلى تساؤلات حول السنوات الأربع الأخيرة من الصفقة التي يبدو أنها ستغلف الازدهار والكساد في علاقة دبي مع الرياضة العالمية.
http://www.elaph.com/Web/Sports/2009/12/510444.htm