استخدام قضية الحسين (ع) في الأهداف السياسة

(صوت العراق) - 01-01-2010
ارسل هذا الموضوع لصديق



بقلم: فراس الخفاجي


استخدام قضية الحسين (ع) في الأهداف السياسة



ما فهمناه من التاريخ الذي قرأناه على مر العصور هو النبل والأهداف السامية في الثورات التي حصلت على مدى القرون الماضية ولعلنا نقف عند واحدة من أنبل وأطهر الثورات التي حصلت خلال الفترة التي أعقبت وفاة نبي الانسانية والرحمة الالهية محمد (ص) والتي قامت عندما بدأت رسالة النبي تنحرف من قبل فئة ضالة تنحرف بالاتجاه الخاطئ حيث قام حفيد نبينا محمد (ص) بالثورة على طغاة عصره منطلقا من أفق الحفاظ على الدين وعودة الحقوق لأصحابها وإبقاء شعلة الحرية مشتعلة دون أن تغيب وهو ما لاحظناه على مر العصور حيث بقت هذه الثورة نورا يتوقد في ضمير الثائرين ولكن وفق العدل والمساواة ووفق الحق وليس الباطل ووفق الاصرار على الصبر وليس التبطّر ووفق قولة البناء وليس التهديم.

للأسف ما تم ملاحظته أن هذه المناسبة وسِماة هذه الثورة تأطرت بأفق وعناوين مختلفة لها أبعادها السياسية على الساحة العراقية ولذا يمكننا القول بأن استخدام شعار الثورة(ثورة الحسين (ع)) كان نتاجا لمصالح ذاتية وحزبية لمن خرج يندد ويرفع الصوت عاليا ضد الحكومة العراقية فكانت واضحة وأنها موجهة بوجهتها الصحيحة وهي تتحرك بلملوم من بعض من دفعتهم الأجندات الحزبية ليلتئم شمل عدة ألآلاف بسيطة فيهم الكثير من الأبرياء والبسطاء لسهولة الضحك عليهم من قبل هؤلاء الماكرين الذين يريدون تغيير دفة القيادة في البلد ولا تخلوا القضية من تدخل جانبي استغل مشاعر المعزين في يوم عاشوراء حيث خرج الملايين من العراقيين لزيارة عاشوراء ومن المؤكد أن هذا العدد الكبير خرج مواليا للإمام الحسين ولثورته الجبارة التي اخترقت القلوب وما كان لأحد أن يتمكن من تجيير هذه الثورة لقضايا خاصة به وبحزبه أو توجهاته ولا يمكن التنجيم من خلال التمرجح على أهداف تلك الثورة العظيمة كما لاحظنا تنجيم الدكتور موفق الربيعي في مقالته<< الامام الحسين ع والائتلاف الوطني العراقي>> وقال واصفا مناحي واهداف الثورة بأنها تمر من خلال تحالفه الانتخابي(الائتلاف الوطني العراقي) وهي من ستمثل هذه الأهداف حيث يقول السيد الربيعي في مقالته وهو يقارب بين نهضة ومبادئ ثورة الامام الحسين (ع) وبين من سيقود هذه المبادئ مع رميه اللوم على الحكومة الحالية فيقول ( أراد الإصلاح الاقتصادي في مقابل الفساد الاقتصادي والإصلاح السياسي في مقابل الفساد السياسي والاصلاح الاجتماعي في مقابل الفساد الاجتماعي ......
وهكذا على الذين يسيرون على مدرسة نهج الحسين واخص بالذكر الائتلاف الوطني العراقي الذي يتبنى فكر الحسين أن يعلنوا ويعملوا جدياً في المرحلة القادمة في بناء الدولة على الإصلاح الشامل والقيام بثورة ضد الفساد المالي والإداري في العراق شبيهة بنهضة الحسين ضد الفساد وعلى محاسبة من تلوثت يده بسرقة المال العام واختيار الرجل المناسب في المكان المناسب ومن يكون همه الأول والأخير السعي على تحقيق مصالح الشعب العراقي دون تمييز وبذلك يصبحوا حسينيين من الدرجة الأولى . ) وكأنني أقرأ ما بين السطور أن السيد موفق الربيعي الذي كان الى وقت قريب يمجّد بحكومة المالكي أصبح اليوم ينتقد هذه الحكومة وأنها لم تكن تسير على منهج وأهداف ثورة الامام الحسين ع مع إننا لا نعتبر أن هنالك من يمتلك قوة تلك الثورة ولكن لا يمكن أن نصل الى حد التنجيم ياسيدي دكتور موفق الربيعي