البيان التأسيسي لـ (تحالف القوى الإسلامية العراقية)

بسم الله الرحمن الرحيم

(وقل أعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)

لما كان العراق يمثل عمقاً استراتيجياً وقاعدة أساسية من قواعد النهضة الإسلامية المعاصرة لما يحفل به من دلالات تاريخية تعكس أصالة الانتماء والولاء للإسلام بشكل عام ومذهب أهل البيت (عليهم السلام) بوجه خاص ونظراً لتوافر جملة من العوامل والعناصر الأخرى بما في ذلك العوامل الجغرافية والسكانية والاقتصادية وامتلاكه ثروة النفط التي تتحكم اليوم بمستقبل الاقتصاد العالمي ومعادلة صراع القوى الدولية الكبرى، فأن كل ذلك جعل العراق محط أنظار وأطماع الدول الاستعمارية المتنافسة، والتي استطاعت خلال المائة عام المنصرمة من التغلغل إلى مناطق عالمنا الإسلامي الكبير، ومن ثم احتلاله وتقطيع أوصاله وتقاسم أقاليمه على أساس حصص غنائم الحرب العالمية الأولى بين الدول المنتصرة.

وعلى مدى أكثر من ثماني عقود متواصلة وشعبنا العراقي المسلم يجاهد بلا هوادة دفاعاً عن دينه وعقيدته وعن أرضه واستقلاله الوطني والتحرر من كل أشكال العبودية والهيمنة، وهو في ذلك لم يميز بين الاستعمار المباشر وغير المباشر المتمثل بأنظمة الحكم المحلية المتعاقبة المرتبطة بعجلة الأسياد، والتي أخذت على عاتقها مهمة ضرب الحالة الإسلامية الناهضة في العراق، بمختلف وجوهها وأطرها ومؤسساتها سواءاً كانت المرجعية أو الحوزوية أو الحركية أو ساحتها الشعبية العريضة، ومن هنا كانت المواجهة القاسية بين قوى الإيمان والحق والحرية، وقوى الظلم والباطل والاستبداد، ولا تزال قائمة إلى اليوم، ضد سلطة النظام الدموي الذي جاء عبر انقلاب 17 تموز 1968م الأسود، وخاصة عصابة صدام الإجرامية.

ولقد برز الطابع الإسلامي بشكل واضح ومتميز على مجمل حركة التصدي والمقاومة الشعبية طيلة النصف الثاني من القرن الماضي، وكان لمراجع الدين العظام المتصدين، والقيادات الرسالية العاملة والتنظيمات الحركية المجاهدة الدور الأساسي والواسع في ساحة المواجهة، رغم شدة الهجمة الشرسة التي تتعرض لها الحالة الإسلامية وعلى مختلف الأصعدة والمستويات بكل ما تمثله من تعسف فكري وعقائدي وسياسي وممارسات قمعية تصفوية، ومشاريع تساومية احتوائية خبيثة.

من هنا جاءت الضرورة ودواعي التحرك واللقاء الذي جمع مؤخراً بين قيادات أربعة من قوى الحركة الإسلامية في العراق، من أجل مواجهة التحديات الخطيرة التي تحيق بالساحة العراقية وتهدد مستقبل الشعب العراقي، داخلياً وخارجياً فقد توصلت الأطراف الأربعة المجتمعة إلى قرار تشكيل تحالف لها باسم (تحالف القوى الإسلامية العراقية) كما أقرت في الاجتماع المبادئ الأساسية لهذا التحالف، وأبرزها ما يأتي:

1- أقر التحالف ومن أجل إضفاء الشرعية على عمله السياسي والميداني الرجوع إلى سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي – دام ظله – وبناءاً على ذلك فللمرجع حق الولاية المطلقة على هذا التحالف.

2- العمل على إسقاط النظام الديكتاتوري الطائفي القائم في العراق وإقامة البديل الوطني الذي يعتمد التعددية الدينية والقومية والسياسية.

3- يؤمن التحالف بوحدة العراق أرضاً وشعباً بكل طوائفه وقومياته.

4- يؤكد التحالف على أن الإسلام هو مصدر التشريع للحكومة المستقبلية ويسعى من أجل تحقيق ذلك بالطرق السلمية.

5- الإقرار بمبدء التداول السلمي للسلطة في المستقبل وعدم اللجوء إلى القوة ورفض أسلوب الانقلابات العسكرية.

6- يؤمن التحالف بضرورةإطلاق كافة الحريات الدينية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية ضمن القوانين الشرعية.

7- يتفهم التحالف دور العاملين الإقليمي والدولي في القضية العراقية ويرفض كافة أنواع الولاءات للعوامل الإقليمية والدولية مؤكداً في الوقت نفسه على مبدأ التعاون والتكامل مع سائر القوى الوطنية والإسلامية المخلصة على الساحة العراقية.

8- يؤكد التحالف حرصه الشديد على علاقات حسن الجوار انطلاقاً من مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية ووفقاً للمصالح المشتركة وكذلك مع سائر دول العالم.

9- يؤكد التحالف ضرورة الحفاظ على الأموال العامة والثروات الطبيعية والتصرف بها وفقاً لمصلحة الشعب العراقي وعن طريق القنوات القانونية المتمثلة بالبرلمان.

10- ان التحالف الذي يعتبر إطاراً جمعياً للأطراف الموقعة عليه، يترك الباب مفتوحاً لكل القوى الإسلامية الأخرى التي تؤمن بهذه المبادئ للانضمام إليه.

11- يعتبر التحالف المؤسسة العسكرية دعامة أساسية في إنجاز عملية التغيير وصيانة استقلال العراق ومن كونها جزءً لا يتجزأ من الشعب والكيان العراقي.

حركة الوفاق الإسلامي في العراق



تجمع أنصار الإمام الشهيد محمد الصدر



الحركة الإسلامية لتركمان العراق



رابطة علماء الدين في العراق



26 رمضان 1423هـ