بغداد ـ من عصام فاهم: قال مسؤول مكتب الثقافة والاعلام في «المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق» محمد الحيدري، ان مختلف اطياف الواقع السياسي «تتفق على ضرورة الانتخابات لكنها تختلف على توقيتها», وأضاف ان «المجلس الاعلى» يسعى في مرحلة لاحقة الى اقامة الدولة الاسلامية في العراق، نافيا ان يكون هذا الهدف مرتبطا بتحقيق نموذج ولاية الفقيه.
وأعتبر الحيدري ان علاقة «المجلس الاعلى» الذي يتزعمه السيد عبد العزيز الحكيم، والولايات المتحدة يشوبها التوتر، واعلن ان «حالة الصراع السياسي قائمة بين الطرفين لان اميركا باقية في العراق لان لديها مصالحها، وجهاد المجلس سيتواصل في تحديد وجود النفوذ الاميركي», وأضاف في حوار مع «الرأي العام» انه «لا يوجد تحالف بين المجلس والولايات المتحدة، بل هناك تعامل من جانب المجلس الاعلى مع الولايات المتحدة كأمر واقع», وقال ان «المجلس الاعلى يتحفظ على وجود قواعد عسكرية في العراق», وكشف ان مجلس الحكم الانتقالي يطالب سلطة التحالف بمغادرة القصر الجمهوري والمجمع الرئاسي.
وفي ما يلي نص الحوار:
ماذا طرحتم على موفد الامم المتحدة الأخضر الإبراهيمي خلال لقاءاته مع «المجلس الاعلى»؟
ـ طرحنا تصورنا حول امكانية اجراء الانتخابات، واعتقادنا بان اسباب تخوف بعض التيارات السياسية العراقية من موضوع اجراء الانتخابات يرجع الى تصورات معينة عن الغلبة السياسية، التي تدفع في اتجاه عدم إجرائها حاليا والانتظار حتى تتضح الامور خلال فترة المرحلة الانتقالية, اضافة الى امكانية اجراء الانتخابات في شكل يتناسب والواقع العراقي الحالي وان كان لا يتطابق مع المقاييس العالمية لانتخابات عامة، وفقا لما هو معروف في العالم المستقر، ولا سيما بوجود مثل هذه المخاوف التي وجدت فيها لجنة الامم المتحدة، اصل المشكلة السياسية الحالية.
هل تعتقدون ان مطلب الانتخابات في ظل الأوضاع العراقية الحالية ممكن؟
ـ ان أهداف المجلس الأعلى غير مذهبية بل وطنية، ويرغب بان يكون البرلمان الانتقالي مصدر استقرار للعراق، لان المجلس الاعلى لم يتحالف مع الإدارة الأميركية بل وافق على التنسيق كأمر واقع قائم حاليا في الحال العراقي بعد سقوط النظام, والمجلس يشعر بان قوى التحالف تريد ان تضع في البرلمان الانتقالي قوى سياسية مرتبطة عضويا بها، ولهذا توجد مشكلة عند الأميركيين بسبب بعض الطروحات التي تناقش في مجلس الحكم وتخالف توجهاتهم، ولذلك يريدون من خلال الخطة المعروفة باسم 5+5+5، ايجاد طريقة تضع من ترغب بهم قوات التحالف على مقاعد البرلمان الانتقالي، من المتعاونين او المتحالفين مع قوة الاحتلال، وبالتالي يمكن تمرير أي قرار, مع ملاحظة التغيرات الجارية حاليا، في مجالس البلديات، حين يفوز من هو خارج اطر التصورات الأميركية، تلغى هذه الانتخابات البلدية، وتعاد ليصل من يتطابق مع تصوراتهم لضمان صعود من يريدون، كما حصل في الغزو البريطاني للعراق بعد ثورة العشرين، واستطاعوا تمرير الاتفاقات التي عززت الوجود الاستعماري.
ما بديلكم لافضل الميسور عن اجراء انتخابات عامة قبل موعد انتقال السلطة؟
ـ توجد تصورات عدة، اما ان تحصل انتخابات محلية محدودة لتمثيل الشعب كبديل للتعيين، وبنسبة معينة لكل محافظة، وطريقة أخرى بان تؤجل الانتخابات وتنتقل السلطة الى مجلس الحكم، ثم تجرى الانتخابات بعد ذلك، وتوسيع عضوية مجلس الحكم لتضم اغلب الطيف العراقي، من خارج مجلس الحكم.
سيوافق مجلس الحكم على الاتفاقات الامنية، والصحافة الغربية تتحدث عن قواعد عسكرية ستمنح للقوات الاميركية في مواقع مختلفة من الاراضي العراقية، ما تصوراتكم حول الموضوع؟
ـ لم يطرح موضوع القواعد العسكرية رسميا بعد، وكل ما يطرح الان لا يتعدى التحليلات الصحافية, بل العكس ان القوى السياسية طرحت على قوات التحالف ترك المنطقة الخضراء وعدم استعمال قوات التحالف، القصر الجمهوري, وهناك مباحثات مطروحة كأفكار داخل مجلس الحكم حول موضوع المعسكرات الأميركية في العراق، ولم تحسم هذه المناقشات بعد, للمجلس الأعلى تحفظات على موضوع القواعد الاميركية وأهمية تحديد مدة معينة لبقاء الاميركيين وتحديد جغرافية تحركات القوات في العراق, ونعتقد بان «المجلس الاعلى» سيتحفظ على هذا الموضوع وان حصل على موافقة الغالبية.
لكن مسودة قانون نقل السلطة ما زالت تناقش ومطلوب الانتهاء منها في 28 فبراير الجاري ، كذلك موضوع الاتفاقات الامنية لابد من الانتهاء منها في مارس المقبل, فهل تعتقدون ان الاطراف السياسية في مجلس الحكم تمتلك الفرصة الكافية لترتيب كل ذلك قبل المواعيد المحددة في اتفاق بريمر ـ طالباني؟
ـ هذا صحيح, لكن هناك مفاصل مهمة تم الاتفاق عليها، والتفصيلات الاخرى يمكن الاتفاق عليها لاحقا.
هل هذه المفاصل الأساسية لقانون لادارة الدولة العراقية، اتفق عليها؟
ـ المناقشة الان تجري في هذه المفاصل الأساسية, وقد كتبت مسودات عديدة، واحداها اشتركت فيها اطراف عديدة, والحوار الان حول المفاصل الأساسية وبقية الامور سهلة, واتصور ان الزمن كاف للانتهاء من هذا القانون.
هل تشاورون من هم خارج مجلس الحكم في هذه المفاصل الأساسية؟
ـ نعقد اجتماعات كثيرة مع قوى سياسية داخل مجلس الحكم وخارجه ونتبادل وجهات النظر ولنا لقاءات عديدة مع عشائر وقوى سياسية في ما يصطلح عليه بالقوى السنية، ونجري احاديث مفصلة حول هذا القانون وغيره من الأمور الاخرى.
هناك تخوف من إمكانية ظهور دولة اسلامية بسب وجود عدد كبير من القوى السياسية الاسلامية داخل مجلس الحكم وخارجه، فهل تعتقد ان دولة اسلامية حالة ممكنة بوجود تنسيق شيعي ـ سني ان صح التعبير؟
ـ نرى في هذه المرحلة بناء الدولة العراقية وجمع مكونات الاطياف العراقية, وفي المستقبل يمكن ان نطرح تصورنا عن الدولة الاسلامية، وان وافق الشعب على ذلك.
يعني لا تدعون الى قيام دولة اسلامية الان؟
ـ نطرح الان اقامة العدل وهدفنا الدولة الاسلامية في ما بعد.
هل ستكون وفقا لنموذج ولاية الفقيه الايرانية؟
ـ كلا, لا يوجد مثل هذا الطرح في العراق.
ماذا عن علاقات «المجلس الاعلى» مع الادارة الاميركية ولا سيما بعد مقابلة الرئيس جورج بوش للسيد الحكيم في واشنطن؟
ـ نتعامل مع الولايات المتحدة كأمر واقع بعد ما جاءت بعدتها وعتادها الى العراق، وكان ذلك ضمن تحليلات الشهيد الحكيم بان الولايات المتحدة ستدخل العراق، والان هذا الامر الواقع وهم الذين يحكمون البلد فعليا بسبب سيطرتهم على المال والامن، ونحن نسعى الى اهداف عدة: الاول انهاء فترة الاحتلال قدر المستطاع، وثانيا ان تستلم المكونات العراقية الامن من خلال وزارة الداخلية ويمكن ان تستعين بالاحزاب الى حين تشكيل الجيش والدرك والشرطة، وان يكون الامن عراقيا, والثالث موضوع المستقبل بعد مرحلة انتقال السلطة, ونحن حريصون على احترام موعد نقل السلطة في الاول من يوليو المقبل.
هناك من يقول بان عملية نقل السلطة مجرد مسرحية والقوات الاميركية باقية في العراق الى حين تحقيق الأهداف الأميركية؟
ـ نعم أميركا باقية لانها لم تدخل العراق من اجل سواد عيون العراقيين، بل لان لديها مصالحها، وعملنا وجهادنا سيتواصل في تحديد وجود النفوذ الاميركي وسيستمر الصراع السياسي, ولذلك ترى حالة توتر في أحيان كثيرة بين «المجلس الأعلى» وأميركا.
هل هناك الان حالة ميل اميركي تجاه المجلس بعد مقابلة بوش للحكيم؟
ـ لا يوجد مثل هذا الميل، بل اخذوا يشعرون ان المجلس يمثل قوة سياسية كبيرة.
ما تعليقكم على التصريحات الأخيرة بان «القاعدة» تريد إشعال حرب أهلية؟
ـ هذا الموضوع لدينا تصورا حوله, فهناك اطراف من مصلحتها ايجاد صراع سني ـ شيعي، سواء كان هؤلاء الاطراف من اتباع النظام السابق او من المتطرفين الموجودين في العراق الذين كان النظام يشجعهم من دون تجاوزه، او تنظيم «القاعدة» وهذا التوجه موجود منذ البداية, لذلك حذر علماؤنا من عمليات الانتقام من البعثيين.
لكن عمليات اغتيال البعثيين حصلت؟
ـ في شكل محدود.
هناك من يقول ان لدى «فيلق بدر» فرقة اغتيالات، وكذلك لدى «حزب الدعوة»؟
ـ هذا الكلام غير صحيح، ومثل هذه الاشاعات دلالة على مثل هذه العمليات ممكنة بسب فتح الحدود في بلد مثل العراق وانتشار الاسلحة في البلد، واذا استطعنا غلق الحدود والسيطرة عليها ستنحصر هذه العمليات وكذلك عمليات التفجير في شكل واضح, فالقوات الامريكية لا تسعى الى غلق الحدود.
هل افهم من كلامكم ان قوات التحالف لا تعير هذا الموضوع الاهتمام الكافي؟
ـ هذه طريقة الاميركي في العمل: يحصن مناطقه ويرعى مصالحة في الدرجة الاولى، ويكفي ان تشاهد ما يسمى المنطقة الخضراء وكيف حصنت.
كيف تستجيب القوى السياسية العراقية لحوادث التفجيرات الاخيرة؟
ـ هناك خطة لاثارة الفتنة الطائفية، لذلك نؤكد دائما عدم رد الفعل, واكبر حادثة حصلت لنا هي استشهاد آية الله محمد باقر الحكيم، ولم يحصل رد فعل كبير وقمنا بنفي كل رد فعل ، لان لدينا علما بوجود من يريد إشعال الفتنة الطائفية وهناك جهات تعمل على ذلك، من الداخل ويوجد محركون لها من الخارج.
http://www.alraialaam.com/18-02-2004...ational.htm#01
==================
وفقكم الله أيها المجاهدون الأحرار أتباع شهيد المحراب الحكيم
ولولا جهادكم هذا لرجع الينا البعثيون مرة أخرى
ويبقى فيلق بدر رأس الرمح الذي نخيف به أعدائنا وننظم به أبناء شعبنا لأي مواجهة محتملة مع الشيطان الأكبر